اكد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ان العلاقات بين العراق والكويت شهدت تطورا نوعيا، كاشفا عن تجاوز الكثير من المسائل العالقة بين البلدين، بينما اوضح خلال زيارته دولة الكويت ان العراق لن يدخل في سياسة المحاور والاصطفافات.
واختتم عبد المهدي، ليل امس الاربعاء، زيارته لدولة الكويت، التي استمرت لساعات التقى خلالها امير دولة الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم ونظيره الكويتي جابر المبارك الحمد الصباح.
العلاقات الثنائية
وذكر بيان صادر من مكتبه الاعلامي، تلقت “الصباح”، نسخة، منه ان “رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي بحث مع امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، في اجواء سادتها الودية والصراحة والتفاهم، تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الشعبين والبلدين الجارين الشقيقين وتطورات الاوضاع في المنطقة ومختلف القضايا التي تهم البلدين”.
واكد عبد المهدي “اننا في مرحلة تصفير المشاكل بين العراق والكويت وقطعنا شوطا كبيرا وتجاوزنا الكثير من المسائل العالقة ونضع يدا بيد لبناء مستقبل افضل وعلاقات تكامل، ولدينا الكثير من المشتركات والفرص وبالأخص في مجالات البناء والاعمار والخدمات”، موضحا ان “الوفود واللجان المشتركة قطعت شوطا مهما في بحث ملفات التعاون في جميع المجالات ونتطلع الى
المزيد”.
واشار الى ان “الحكومة العراقية تعمل بجد لخدمة شعبها وتطوير الاقتصاد بالتعاون مع اشقائنا وجيراننا وابعاد الخطر عن شعوبنا وبلداننا ونزع فتيل الازمات” .
واضاف رئيس الوزراء “ابارك لكم الشهر الفضيل واسأل الله ان يمن علينا جميعا بالأمن والسلام والمحبة ونشكر لكم حسن الاستقبال، كما نعرب لكم عن خالص تقديرنا لما تتمتعون به من حكمة وقيادة رشيدة في كل الظروف والتحديات ، ونشكر الكويت على استضافتها لمؤتمر المانحين ، ونحن نسعى لتجاوز ارث الماضي وازالة جميع العقبات، وان حكومتنا الآن هي حكومة ترسيخ الاستقرار وحكومة خدمات واصلاح ونريد ان نبدأ بداية مثمرة في علاقاتنا الثنائية في ظل توجهات العراق وانفتاحه واستقراره ومايشهده من توقيع اتفاقيات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة”.
ولفت عبد المهدي الى ان “الوضع حساس وخطير ونخشى من انزلاق المنطقة الى حرب مدمرة وعلينا التعاون وتشجيع جهود الاستقرار ونزع فتيل الحرب”، مشيرا الى “تطابق وجهات النظر الاوربية مع العراق حول الازمة بين ايران واميركا”.
وبين ان “العراق لن يدخل في سياسة المحاور والاصطفافات والادانات والاتهامات ونرجو ان تخرج المؤتمرات العربية والاسلامية المقبلة بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والدمار”.
مواصلة جهود البناء
من جانبه، قال امير دولة الكويت “ارحب بزيارتكم باسمي ونيابة عن شعب وحكومة الكويت وان لقاءنا هذا بشرى خير وبادرة تعاون ونحن سعداء بتوجهاتكم وسياسة الانفتاح على محيط العراق العربي والدولي ، ونحن والعراق ضحايا نظام ألحق الاذى بالشعبين والبلدين ويجب ان نواصل معا جهود البناء والاعمار وتجاوز مخلفات الماضي” .
واعرب سمو امير الكويت عن تقديره لسياسة رئيس مجلس الوزراء في اقامة علاقات مع الجميع ولما يشهده العراق من تطور واستقرار بفضل هذه السياسة، مؤكدا استعداد الكويت للمساهمة في جهود الاعمار بمختلف المحافظات
العراقية .
واضاف ان “الحرب ليست امرا سهلا وتلحق ضررا بالجميع لو وقعت ونأمل بنجاح جهود الوساطة التي تقوم بها العديد من الدول وان تفلح في تحقيق السلام والاستقرار لصالح
الجميع”.
كما ابدى امير الكويت تفاؤله بالمباحثات واللقاءات الجارية بين الوزراء والمسؤولين من اعضاء الوفدين وان تسفر عن تعاون اكبر لخدمة مصلحة الشعبين العراقي والكويتي.
مرحلة الثقة والتعاون
كما التقى مجلس الوزراء عادل عبد المهدي رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم وعددا من البرلمانيين الكويتيين في مبنى مجلس الأمة، بحضور النواب من اعضاء الوفد العراقي، مؤكدا ان العلاقات بين العراق والكويت شهدت تطورا نوعيا وانتقلنا من مرحلة المخاوف والاطماع الى مرحلة الثقة والتعاون في جميع المجالات.
واضاف عبد المهدي، بحسب بيان اخر صادر من مكتبه الاعلامي ان “العلاقات الطيبة التي نقيمها مع جميع دول الجوار تنعكس على وضعنا الداخلي بشكل ايجابي وتؤدي الى تصالح بين ابناء شعبنا المتنوع الاطياف، والعكس صحيح ايضا لأن محيطنا متنوع هو الآخر”، مشددا على ان “ما يجمعنا مع الكويت هو المشتركات الكبيرة والاهمية التاريخية والحضارية والجغرافيا ومانمتلكه معا من موارد طبيعية وبشرية ، وان هذه العلاقات والثروات لاتدمرها الا المغامرات والسياسات الخاطئة والعدوانية التي دمرت البلدين وضيعت ثرواتهما ، وتجاوزنا معظمها ولم يتبق الا القليل” .
ودعا الى حل جميع المسائل العالقة بين البلدين بروح التعاون والتفاهم التي تشهدها العلاقات الأخوية ومنها قضايا المياه الاقليمية والموانئ ، وان يؤدي البرلمانيون في البلدين دورهم المنشود في تغليب المصالح العليا للبلدين وتعميق العلاقات بينهما وازالة العقبات والمضي بالمشاريع التي تخدم الشعبين وتحقق الأمن والاستقرار والازدهار .
من جهته قال مرزوق الغانم ان: “مجلس الأمة الكويتي بكامل اطيافه وتوجهاته مع عراق قوي مستقر ومزدهر ونريد علاقات متميزة ونتطلع الى زيادة التعاون بين البلدين اللذين تجاوزا الماضي وتفعيل الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والتجارية، معربا عن ارتياحه لما يشهده العراق من تطور واستقرار وانفتاح في علاقاته مع دول الجوار، ومؤكدا دعم الحكومة العراقية في سياستها وتوجهاتها وسعيها لخدمة العراق واستعادة دوره الحقيقي والبناء في
المنطقة.
وكان في استقبال رئيس الوزراء بمطار الكويت الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس وزراء دولة الكويت، حيث اجريت لسيادته مراسيم الاستقبال الرسمية وعزف خلالها السلامان الوطنيان العراقي والكويتي، ويضم الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط ، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية ووزراء الخارجية والتخطيط والتجارة والثقافة والنقل ، وعضو مجلس النواب رئيس لجنة الصداقة العراقية الخليجية ورئيسي هيئة الاستثمار والمنافذ الحدودية ، وعددا من النواب ووكلاء الوزارات والمسؤولين الأمنيين
والمستشارين.