الغيبوبة النفسيَّة

منصة 2024/02/01
...

الغيبوبة ، بشكلٍ عامٍ، هي حالة تشبه النوم يكون فيها الوعي مفقوداً كلياً أو جزئياً، وفيها يتجرد الفردُ عن سياق تفكيره وعاطفته وتطغى على شعوره تجربة عاطفيَّة وفكريَّة معينة، وقد تتطور الحالة الى استحواذ، فيتصرف الفرد كما لو أنَّ شخصاً آخرَ أو روحاً معينة أو قوة خارجيَّة تأمره، وعندها يحصل فقدان في كل من الإحساس بالهوية الشخصية والدراية التامَّة بما يحيط بالفرد.
وفيها أيضاً يكون انتباه الفرد مركزاً في جانبٍ أو جانبين مما يحيط به، وهنالك في الغالب حركاتٌ متكررة ومحدودة أو وقفة شاخصة. وعليه ينبغي تفريق اضطرابات الغيبوبة عمَّا يحصل في حالات الفصام والذهان الحاد والهلوسات والأوهام أو تعدد الشخصيَّة، فضلاً عن حالات الصرع والتسمم وإصابات الرأس.

حالة من عدم الاستجابة
أما الغيبوبة النفسيَّة فهي حالة من عدم الاستجابة وفقدان الوعي والإدراك تكون نفسيَّة المنشأ تؤدي إلى حالة من عدم استجابة المريض من دون وجود سببٍ عضوي يفسّرها، تحدث عادة بعد خضوع المريض للتخدير العام لإجراء عملية جراحيَّة، أو حصول مشكلات في الأدوية التي استخدمت للتخدير مصحوبة برد فعلٍ غير متوقعٍ تجاه هذه الأدوية. ولوحظ أنَّ انحراف العينين القسري تجاه الأرض عند استلقاء المريض على الجانب هو علامة تشخيصيَّة مميزة لحالات الغيبوبة النفسيَّة، إذ إنَّها غير موجودة في الأنواع الأخرى من الغيبوبة.

علاج الغيبوبة النفسيَّة
يتضمن علاج الغيبوبة النفسيَّة دعم المريض عن طريق التحدث إليه بطريقة مطمئنة وتجنب تكرار إيقاظه بالمحفزات المؤلمة، وهي الشائعة عند العراقيين، إما مناداته باسمه بصوتٍ عالٍ، أو استخدام اليد بهز جسمه. كما ينبغي تثقيف الأسرة والأشخاص المحيطين به بأنَّ الأعراض حقيقيّة وليست مصطنعة بقصد المرض (وأنَّه كاعد يمثّل). وأنَّ وجود الأهل والأصدقاء وشعوره بحبهم له وهم سبب في تعافيه.
بقي أنْ تعرف، أنك ترى المصاب بالغيبوبة وكأنه مستغرقٌ في نومٍ عميقٍ ولكنه عكس النائم نوماً طبيعياً، لا يتأثر المصاب بالغيبوبة بأي منبهاتٍ خارجيَّة مهما كانت قويَّة، وغالباً ما تستمر لعدة أيام وأحياناً أسابيع!