ساجدة ناهي
صفا فالح سيدة متجددة العطاء، لها اهتمامات مختلفة عن سائر النساء، سحرتها الأعشاب وتوارثت شغف والدها فيها، وتتصارع مع الوقت، متحدية ظروف المرض والوظيفة، لتتفرغ لعملها المثمر الذي تنتج فيه بمهارة وثقة عالية بالنفس مستحضرات تجميلية للبشرة والشعر، وتطمح أن تصبح منتجاتها العشبية ماركة عالمية.
كانت الاعشاب تستهوي صفا منذ الطفولة وكانت تراقب والدها، وهو يشرح لها بالتفاصيل فوائد كل عشبة كان يشتريها ويتناولها كعلاج، وتمكنت في المرحلة الاعدادية ان تجعل من نفسها حقل تجارب لخلطات عشبية متنوعة للبشرة وللشعر، دون خوف أو أي تردد.
أول خطوة
بدأت مسيرتها المهنية في عالم الاعشاب عام 2020، حيث تقول صفا فالح وهي خريجة كلية القانون وتعمل بشهادتها في إحدى الدوائر الرسمية: انتهزت فترة الاغلاق ومنع التجوال بسبب التظاهرات ووباء كورونا في ذلك الحين، ووقت الفراغ الطويل بعمل نافع أحبه، ففتحت أولا مشروع بيع ملابس نسائية في صفحة متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا المشروع لم يكتب له الاستمرار، بسبب وفاة الوالد -رحمه الله-، ثم ارتأيت ان أواصل حلم الطفولة وهذا العالم الساحر الذي يجذبني اليه بكل تفاصيله، فتابعت قناة لبنانية متخصصة تنشر وصفات عشبية متنوعة.
ولكي أضيف على عملي صفة رسمية دخلت دورة مكثفة أون لاين خارج العراق، اضافة الى دورات أخرى في أكاديمية متخصصة تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كانت تزودنا بوصفات مختلفة حسب نسب مدروسة وقمت بتجربتها شخصيا، وعندما ايقنت من فعاليتها ونجاحها كنت ارسل البعض منها كهدايا للأهل والصديقات وحتى الجيران.
مكسبٌ اجتماعي
وتقول ايضا: بدأت العمل المكثف بكيلو صابون قمت بصناعته من حليب الماعز ومواد أولية اخرى أحصل عليها من احدى الصفحات البريطانية المتخصصة حصرا، وقمت بتوزيعه كهدايا ايضا وكل من جربها عاد ليأخذ المزيد، واستطعت من خلال صابونة رخيصة الثمن باهرة النتائج أن أكسب زبائن عدة، بعد أن قمت بنشر المنتوج على صفحتي الالكترونية وكنت على ثقة تامة أن من يشتري واحدة سيعود ويجرب باقي
المنتجات.
زادت صفا من وتيرة عملها وصنعت أغلب المنتجات الخاصة بالبشرة واستطاعت خلال فترة قصيرة ان تتحول من كريمات الوجه والبشرة الى منتجات الشعر والزيوت الخاصة به، بعد ان دخلت دورات متخصصة لصناعة الزيوت ولكثرة الطلبات على الزيوت التي تصنعها، لم تستطع الماكنة الصغيرة التي اشترتها مسبقا لهذا الغرض ان تلبي الطلبات المتزايدة عليها فقامت بشراء ماكنة أكبر، وأصبح زيت اكليل الجبل الرقم واحد بين جميع منتجاتها، لفوائده الكثيرة النافعة للشعر الى جانب أنواع الزيوت الاخرى.
ورغم صغر مساحة المنزل الذي تسكن فيه استطاعت صفا ان تقتطع لنفسها مساحة صغيرة تمارس فيه عملها وتعتبره معملها الصغير وتضطر في بعض الأحيان، وبسبب التزاماتها الوظيفية والعائلية أن تعمل ليلا، من أجل ايفاء طلبات الزبائن عدا يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، الذي تخصصه لصناعة منتجاتها العشبية.
ثقة وتحسن
وتتحدث بثقة قائلة: أضمن جميع منتجاتي وكل من يشتري منها أقول له إن لم تشعر بتحسن من ثاني استخدام فأن نقودك ( مرجوعة ) كجزء من الثقة بالنفس والعمل، ومن محاسن الصدف حظيت شخصيا بمقابلة إحدى الزبونات التي دخلت المتجر على حين غرة، وأكدت أنها جاءت لتجرب منتجات أخرى بعد أن تحسنت حالة بشرتها، التي أنهكها الكلف والتصبغات الجلدية، ويئست من علاجها وصرفت الاموال الطائلة من أجلها دون فائدة.
ازدهر عمل صفا نهاية عام 2022 واستطاعت كسب زبائن أكثر، وصنعت منتجات أكثر وأفضل، وأصبحت تعمل حسب رغبة الزبائن ومنها قررت ان تفتح متجر متخصص بمستحضراتها بموقع مميز من دخلها الخاص، واستطاعت في غضون ثلاثة أشهر أن تتحدى ظروفها الصحية وتبعات المرض المزمن ومتاعب العمل والالتزامات العائلية، وتتقدم للأمام، وتطمح أن تسجل منتجاتها التي تحمل اسم (صفا بيوتي) كماركة عالمية ذائعة الصيت.