الدببة القطبية تواجه الموت جوعاً

علوم وتكنلوجيا 2024/02/20
...

 آلاسكا: بي بي سي


تبين للعلماء أنَّ الدببة القطبية تواجه الموت جوعاً، بسبب ذوبان المحيط المتجمد الشمالي، وعدم تمكنها من التأقلم مع الحياة على اليابسة.

فهذه الفصيلة النادرة من الحيوانات تتغذى على الفقمات الحلقية، التي تصطادها من فوق القطع الجليدية، في عرض البحر.

وبما أن الجليد أخذ يتبخر، بسبب ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، فإن العديد من الدببة أصبحت الآن تقضي وقتاً أكثر على اليابسة، وتتغذى على بيض الطيور، والتوت والأعشاب. ولهذا فإنها أخذت تفقد من وزنها بسرعة، وهو ما يجعلها مهددة بالموت.

تناقص عدد الدببة القطبية، إلى أدنى مستوياته في الثمانينيات، بسبب الصيد الجائر. وارتفعت أعدادها مرة أخرى بفضل الحماية القانونية، التي وفرت لها، ولكنها تواجه اليوم مخاطر أكبر، تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة على وجه الأرض.والسبب هو أن المحيط المتجمد الشمالي له دور حاسم في بقائها على قيد الحياة. فهذه الحيوانات تستعمل قطع الجليد البحرية لاصطياد الفقمات الحلقية الغنية بالدهون، خاصة في أواخر الربيع ومطلع الصيف.

ولكن أثناء الأشهر الأكثر دفئاً، فإنَّ أغلب مناطق المحيط أصبحت الآن خالية من الجليد. وكشفت الدراسة، التي أجريت في منطقة مانيتوبا، أن الفترة الخالية من الجليد تمددت ثلاثة أسابيع ما بين 1979 و2015.

ومن أجل التعرف على صراع هذه الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة، في غياب الجليد، فقد تابع العلماء نشاط 20 دبا قطبيا، خلال أشهر الصيف، على امتداد ثلاثة أعوام. وعلقوا على رقبة الدببة كاميرات وأجهزة تحديد الموقع، كما حرصوا على أخذ عينات من الدم، وسجلوا أوزان الدببة. وسمح هذا للعلماء بمراقبة حركة الدببة ونشاطها وطبيعة تغديتها. ففي الأشهر الخالية من الجليد، اعتمدت الدببة على طريقة مختلفة للبقاء على قيد الحياة. فقد اكتفى بعضها بالراحة وتوفير الطاقة. 

وحاول البعض الآخر البحث عن النباتات أو التوت، أو السباحة لعلها تجد قوتا لها في البحر. ولم تفلح كلتا الطريقتين. فقد تقلص حجم 19 دبا من أصل 20 شملتهم الدراسة، بنسبة 11 في المئة في بعض الحلالات. فقد خسرت الدببة معدل كيلوغرام واحد في اليوم.

وحسب الدكتور أنتوني باغانو، من الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي، في آلاسكا فإنه: «بغض النظر عن الطريقة التي لجأت إليها الدببة، فإنها لم تفلح، في أي منهاـ في تمديد قترة عيشها على اليابسة». 

ويقول باحثون آخرون أن تأثير التغير المناخي على الدببة القطبية يختلف من منطقة إلى أخرى. ويقول جون أرس، من المعهد النرويجي للدببة، الذي لم يشارك في الدراسة: «من المرجح أن تختفي الدببة القطبية من المناطق التي سيغيب عنها الجليد مستقبلا، ولكن من الصعب التكهن متى، وأين سيحدث

 هذا».