سعاد البياتي
كل منا قد يعيش يوماً استثنائياً أو أياماً مميزة يحسبها من الحالات التي سترافقه طوال حياته لطالما أن وقتها يعد من النوادر الجادة والممتعة، فعندما نستيقظ صباحاً نحمد الله عز وجل على أننا مازلنا نتنفس ونحيا وأننا على قيد الحياة، نستمتع بيومنا وقد لا نكون سعيدين فيه أو لا وجود لها فهي مجرد أوهام أو منغصات بسيطة تؤثر على سلوكياتنا حينها، ومنها جميلة تأخذنا إلى عالم من الأحلام والأمنيات وغبطة لامثيل لها، وهنا ستكتب هذه اللحظات في قاموس أيامنا بالأيام الاستثنائية، سفرة رائعة أو رحلة مع صديقة تسرنا وجودها أو خبر مفرح نستعيد به ماضياً جميلاً، وغيرها من الأشياء السعيدة التي تنشط ذاكرتنا بحكايات لها اكثر من معنى وحالة لايمكن نسيانها مطلقاً.
كل ما يمكن أن يكون استثنائياً ويعد بمثابة جرس يدق في ناقوس الذكريات ودواخل أنفسنا ليمنحنا درساً آخر من التجارب والمهمات العالقة احيانا أو المؤجلة.
المهم أننا طالما نتنفس ونحب ونعمل فكل يوم هو استثنائي ومميز لدينا مع تقديرنا لما نعمله بجد، ليس هناك تشابه بين يوم وآخر، فكل الاوقات لها مميزاتها التي تجعل يومنا جميلاً أو تعيساً، والأصح هو نحن من يجعله مغايراً وممتعاً وذا شؤون مفرحة، وحتى المواقف المؤلمة هي من تعزز فينا المبادئ وتزرع ثقافة التجارب بكل تفاصيلها بدواخلنا، فالجميع مر بالعديد من الأوقات التي قد تسعد أو تؤلم فمنها من منحتنا القوة ومنها من أودعت فينا آثاراً من الحزن العميق، فالذي فقد عزيزاً عد يومه استثنائياً من حجم المصيبة والحزن وترك بعضاً من ذكرياته الموجعة في لحظات لا تسر، ومنا من فرح وهلل لحالة من السرور حينما تحققت أمنيته أو مر بنجاح أو تسلم خبراً أسعده جداً، وكان بالفعل يوماً استثنائياً، لانه استشعر فيه كل ما يمكن أن يؤطر حياته بالجمال والفرحة المستفيضة التي تستحق كل ذلك.
هذا ومع كل ما يمر علينا من مواقف وحالات وحكايات في مسلسل حياتنا هي صفحات نقلبها كل يوم ونحمد الله سبحانه وتعالى على أنه يمر خالياً من الأوجاع، واننا في صحة وعافية، نعيش وسط عوائلنا وفي أديم عملنا الذي نحب، وأن أغلب أيامنا نعيشها بشكل استثنائي طالما نحسبها بخير وطمأنينة.