زينب ضياء تجمع بين السيراميك والرسم على الزجاج

اسرة ومجتمع 2024/03/17
...

  بغداد: سرور العلي 

اقتحمت زينب ضياء مجال الفن منذ العام 2012، وكانت بداياتها بفن السيراميك البارد، وكان تركيزها يصب بتزيين المرايا بشكل خاص، كون المرآة صديقة المرأة بحسب قولها، ثم بدأت بتطوير مهاراتها بالتوجه لفن الرسم على الزجاج، وحاولت ادخال المجالين ببعضهما بأعمالها..

 ولم تكتف بهذا الحد، بل قررت أن تكون لها لمسة خاصة بعالم الأقمشة، فبدأت بتجربة الرسم على القماش، إضافة للرسم على الخشب والحفر عليه، واستثمار هذه القطع بتزيين الكوشات المنزلية، وخلق أركان مميزة في كل منزل، وزينب من تولد محافظة كربلاء، وتسكن في محافظة بابل، وحاصلة على شهادة البكالوريوس والماجستير بالقانون، وأم لثلاثة أبناء، وهي من أسرة فنية أيضاً.


تحديات 

ولفتت إلى أنه من اصعب التحديات التي واجهتها، هو الصراع لتنظيم وقت لهوايتها تلك، وإدارة شؤون أسرتها، مع صعوبة توفير المواد الأولية المتعلقة بعملها ببداية مشوارها الفني، لا سيما أن أدوات الرسم على الزجاج كانت تجدا عائقا بالحصول عليها، كما أن هناك مستلزمات تكون باهظة الثمن، وغير متوفرة فقط في المناشئ الأجنبية، وهناك تحدٍ آخر واجهها أثناء دراستها للماجستير وهو تركها للفن فترة معينة ثم العودة له

وعن سبب اختيارها لهذا النوع من الفن، أكدت: «اختياري لهذه الفنون كون فيها جمالية خاصة، وأنا ابحر بعالم الألوان، ومتعتي حين أجد لمستي وبصمتي تزين منازل كثيرة».

تفاصيل

والخامات والأدوات المستخدمة في عملها كثيرة، فيما يتعلق بفن السيراميك البارد فخاماته بسيطة جداً ومنها، الغراء، والنشأ، والفازلين، والألوان الزيتية، أما المواد المستخدمة بالرسم على الزجاج، فهو الزجاج الخام، كالكؤوس، والفازات، والزجاج الاصم، ونجحت بتحويل تلك القطع الصماء لأخرى ناطقة بالجمال والإبداع، كما قامت بإنشاء حساب خاص بأعمالها حمل عنوان (الفن يتكلم)، ومعظم أفكارها هي من وحي الخيال، كذلك فهي دائمة الإطلاع على الافكار الجديدة والموضوعات، وتحاول الابتعاد عن التقليد، كونه مقبرة الفن بحسب رأيها، لذلك إبدعت بتوظيف مختلف المفردات. 

وأشارت إلى أنه لكل عمل وقت، فهناك أعمال تستغرق منها أسابيع، لا سيما بفن السيراميك البارد، وهناك أعمال تكتمل بيومين، بحسب حجم العمل، وتفاصيله ودقته، وتطمح أن تصل أعمالها الفنية لكل أنحاء العالم، بخاصة أن الكثير من العراقيين المقيمين في الدول الأوربية قاموا باقتناء أعمالها، وتسعى بشكل متواصل، لإثبات إبداع المرأة العراقية، كما تطمح لإفتتاح معرضها الشخصي الأول لعرض ما تقوم به أمام الآخرين، مؤكدة «أنها قليلة الاشتراك في المعارض الفنية والبازارات، بسبب عدم توفر الوقت الكافي لذلك».


مشاركات 

وشاركت زينب بمعرض فني مشترك العام 2014، بقاعة عشتار في محافظة بابل، وكانت بنماذج من فن السيراميك البارد مع فنانين آخرين، وكانت محط أنظار من قبل فضائيات عديدة، واعتبرته إنجازا كبيرا لها، لا سيما كان في وقتها يوجد ضعف بتسليط الضوء على التشكيلين العراقيين.

وتابعت حديثها: «لمنصات التواصل الاجتماعي دور مهم بتشجيعي على الاستمرار بهوايتي، فكان لها فضل كبير بعد توفيقي من الله، ودعم زوجي لي، برغم مسؤولياته الكثيرة والتزاماته، لكونه طبيب بشري، كذلك تشجيع والدتي، واصدقائي واقربائي كافة».


رسالة 

وختمت زينب حديثها بالقول:

اود إيصال رسالة من خلال فني، بأن المرأة العراقية طموحة ومبدعة عظيمة، وأن كل فرد منا يوجد بداخله فن أو هواية لا بد من اظهاره للمحيط الخارجي، وبالاصرار والتحدي، ودعم من حولنا يمكننا تجاوز الصعوبات وتحقيق طموحاتنا من دون تردد