سعاد البياتي
اعتادت أسرة الحاج مصطفى مهدي أن ترسل ولديها نور وعلي الى الحضرة الحسينية المقدسة، قبيل الإفطار بثلاث ساعات لحضور المحفل القرآني للأطفال، والذي يقام كل عام في الشهر الفضيل في الصحن الحسيني الشريف، ومع العديد من أقرانهم يواظبون يومياً وبشكل متواصل على سماع آيات القرآن الكريم أو جلسات حفظه، ليعيشوا أجواءً رمضانية وايمانية في الوقت ذاته.
«اسرة ومجتمع» حضرت المحفل والتقت الأطفال وذويهم :
يقول مرتضى البهادلي والد احد المشاركين «في الشهر الفضيل وفي كل عام منه، يحضر ولدي ابراهيم وهو في سن الثامنة المحفل القرآني في العتبة الشريفة، ليتزود من عطر الآيات الكريمة، ويتعود على حفظه بشكل بسيط، ونحن نحرص على التواجد معه لنمنحه بعض الدعم والقبول، ولنشعره بأهمية الحضور في هذا الشهر الفضيل للاستماع والتواصل، وهو فرح بذلك»، من جانبه وصف ابنه ابراهيم سعادته بتلك المشاركة قائلاً:
اتهيأ كل يوم لحضور المحفل القرآني الذي يتيح لي فرصة التعلم وكسب الأجر والثواب، وأان أكون أحد المشاركين، الذي يزيدني تعلقاً وحباً بتلك الختمات، وهذه هي السنة الثالثة التي احرص على حضوري، واشعر انها تمنحني قوة ونشاط ووعي لأهمية ترتيل كتاب الله وحفظه.
تفاخرٌ وحضور
كما أن شهر رمضان هو ربيع القرآن، لذلك نرى الحضور الكبير للأطفال في الصحن الحسيني الشريف وذويهم الذين يتفاخرون في ذلك ، تقول ايمان رضا، التي جاءت مع ابنيها وهم يرتديان الملابس البيضاء الجميلة لحضور المحفل القرآني، في رحاب سيد الشهداء، مكتسبين روعة الاصوات الايمانية ونسائم اجواء الرحمة والمغفرة، تصف حضور ولديها بالعمل الذي تتفاخر به، وتعمل على تنميته، اذ تعززه بحضورها هي ايضا المحفل النسوي، الذي يقام ايضا في الصحن الشريف وفي المكان المخصص للنساء، ليكونوا قد اعطوا حق الشهر واستثمروا أيامه بشكل
ايجابي.
تهذيب الروح
وتحدثت ظمياء العوادي عن حضورها المحافل القرآنية بالقول:
ضمن المحفل الكريم الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة كل عام لاستثمار ايام رمضان بشكل ممتع، نكون قد هيأنا كل مستلزمات الاستعداد للختمة الشريفة والالتزام بالأوقات، التي تحددها العتبة المقدسة، وأجمل أوقات الشهر الفضيل هي ما نتلوه من سور كتاب الله، كما يتخلل المحفل تفسيرا واضحا وممتعا لآيات القرآن بشكل جميل، يدخل النفوس ويهذب الروح.
وتبين العوادي «للمحافل القرآنية في شهر رمضان المبارك تضفي على الروح سكينتها، ويتزود الصائمين حلاوة الايام ومتعة حفظ القرآن أو قراءته، وذلك بإحياء تلك المحافل في مراقد الآل (عليهم السلام)، كما يقوم العاملون عليها باستثمار وجود الزائرين، لشرح وتفسير الآيات القرآنية وأخذ الدروس عنها، لتكون محطات ايمانية زاخرة بالتعلم والاستئناس بربيع القرآن وتدبر آياته الكريمة، وهي فرصة طيبة لقضاء أوقات رمضانية مفيدة
وعظيمة.
ختماتٌ ومسابقات
لشهر الطاعة نسمات رحمانية تهفو على النفوس وتجعلها اكثر طمانينة والتزام، هذا مابدأت به أنعام الخفاجي مدير معهد الزهراء (عليها السلام)، للعلوم القرآنية حديثها عن المحافل بالقول: نركز جهودنا لاقامة المحفل القرآني السنوي في الحائر المطهر، ويبدأ عادة من الساعة التاسعة مساءً وحتى الحادية عشرة، يتضمن قراءة القرآن الكريم وبعض الأدعية فضلا عن المسابقات القرآنية، كما نقيم ختمة قرآنية الكترونية وفيها مجموعة من المسابقات أيضا فضلا عن اختبار الحافظات، سواء من المعهد أو خارجه ويمكن للجميع الاستماع اليها، لتشمل ممن لا تستطيع الحضور إلى العتبة الحسينية المقدسة.
واضافت « الختمات التي تخص الاطفال يكون الاقبال عليها واسعاً، اذ تعقد حلقات يتم فيها حفظ القرآن او ختمه، وجميعم يحضرون بالزي المعتاد الابيض وغطاء الرأس ، الذي يمنحهم احساساً مختلفاً عن بقية الشهور، وهم يستمتعون بقراءة القرآن في حضرة الامام الحسين عليه السلام، مبتهجين بالوقت وبالصورة التي يقدمها لهم القائمون على هذا المحفل من قراء وحفظة الذين يمنحون المحفل بهجة وايمان كبيرين، وممن يقدمون جهوداً اكثر في تعليم الأطفال مبادئ القراءات الصحيحة بشكل يعزز من قدرتهم على النطق والترتيل وربما الحفظ محبًّةٌ وطمأنينة ونحن نرى هذه الصورة الايمانية الرائعة في الصحن الحسيني الشريف، نجزم ان الشهر خصص لنقاء النفس والروح، وفرصة كبيرة لاستعادة القيمة الحقيقية للشهر الفضيل، فالمحافل وجدت للعديد من الفئات الاطفال والنساء والرجال، نشاهدها حلقات تبعث المحبة والطمأنينة، مكللة بأجواء ساحرة ومعززة بقيمة معنوية تمنح الدروس والقيم للمجتمع، وترسم اجمل لوحة ايمانية رائعة المعاني والسلوك في شهرنا المبارك.