كلارا أنجيلا براشيا
ترجمة: شيماء ميران
من المعروف ان التعرض عدة ساعات لاصوات تصل شدتها الى مئة ديسيبل يضرُ بصحة السمع، والتعرض طويل الامد الى صوت يتجاوز شدته الثمانين ديسيبل يتسبب بحدوث مشكلات في السمع.
اما بالنسبة للاطفال الصغار فالامر يكون اكثر حساسية، إذ يؤثر ضجيج حركة المرور وصوت التلفاز وبعض الالعاب على قدرات الاطفال السمعية.
نشرت الاكاديمية الاميركية لطب الاطفال تحذيرا بهذا الصدد في مراجعةٍ علميةٍ بمجلة طب الاطفال، يقول فيه الدكتور «بريان رايلي»، احد مؤلفي المراجعة: «يعد التعرض للضوضاء السمعية مشكلة صحية كبيرة تتطلب اهتماما عاجلا، إذ يمكن أن تؤثر في السمع ونمط الحياة في المراحل المبكرة من حياة الاطفال، لذا نحن بحاجة الى نداء توعية عاجل».
يكون الاطفال اكثر عرضة للخطر من البالغين، بسبب اختلاف تشريح الاذن الخارجية، فكلما كانت القناة اصغر زادت الكثافة عند الترددات العالية.
فعند الولادة، يصل تردد الاذن الخارجية الى ستة كيلو هرتز تقريبا، وبحلول العام الثاني ينخفض الى ثلاثة كيلو هرتز.
اما قناة الاذن فتصل الى حجمها لدى البالغين في سن التاسعة، بينما تجويف الاذن الوسطى لا يصل الى حجمه لدى البالغين الا عند سن المراهقة، في حين المسارات السمعية والقشرة الى تكتمل الا بسن العشرين تقريبا، ما يعني ان الشباب يكونون اكثر عرضة للاصابة بمشاكل السمع او فقدانه.
يوضح مؤلفو التقرير انه: «حتى مستويات فقدان السمع البسيطة قد تؤثر سلبا في الكلام واستيعاب اللغة والتواصل والتعلم في الفصول الدراسية».
كما تشير دراسة اخرى نُشرت في مجلةJAMA Otolaryngology ان كل واحد من ستة في اميركا لديهم مشاكل في السمع، ويدركون ضرورة اجراء المزيد من الدراسات بشأن العلاقة بين الضوضاء وفقدان السمع المبكر، اضافة الى ضرورة التوعية بشأن الاجراءات الوقائية قبل العلاج.
يشير «لويس لاسالتيا»، رئيس لجنة طب الاذن في الجمعية الاسبانية لطب الانفق والاذن والحنجرة الى ان: «نظرا لصعوبة استعادة السمع بعد فقدانه، يجب تجنب الامور التي قد تلحق الضرر بالسمع قدر الامكان.
ويُبيّن انه في السابق كان من المفترض ان يفقد المرء سمعه بعمر السبعين الى الثمانين عاما، لكن الان يبدأ من عمر الخمسين الى الستين عاما».
يقول «غونزالو بين» طبيب الاطفال ومنسق مجموعة علم الاحياء الزمني في الجمعية الاسبانية لطب الاطفال: «لم يعطى التلوث الضوضائي اهمية بذات درجة التلوث الضوئي، فحتى الثورة الصناعية واجهنا فيها رعد وعواصف وقليلا من الامور الاخرى.
وينبغي الحذر من ان نطاق الاصوات لدينا الان يضع صحة سمعنا على المحك».
خارج سيطرة الاطفال
من اكثر العوامل الضارة بصحة السمع لدى السباب في اجهزة الاستماع الشخصية، يقول «غونزالو بين»:»إن استخدام سماعات الراس المبالغ به بين الاطفال والمراهقين يحتم على الوالدين وأطباء الاطفال التركيز على ما يتعلق بجهود الوقاية».
وبحسب دراسة نشرتها محلة «بي ام جي» غلوبال هيييلث فان 23.8 % من الشباب يستخدمون الاجهزة الصوتية او يذهبون الى اماكن الترفيه مع الموسيقى الصاخبة يكونون عرضة لخطر الاصابة بالصمم او تلف
السمع.
قد تحتوي العديد من الاجهزة على نظام تنبيه مدمج يحذر المستخدم عند تجاوز مقدار الديسيبل المقرر، مايوفر تقارير اسبوعية عن مستوى الصوت غي سماعات الرأس، وهناك بعض الاجهزة فيها خيار تقليل الاصوات تلقائيا الى ثمانين ديسيبل وهي الحد الاقصى من شدة الصوت التي تتحملها الاذن وفق الدراسات.
يقول «لاساليتا»: «ان الامر يتعلق بضرورة خلع سماعات الرأس لسماع ما يحاول ابويك اخبارك به، هذا يدل الى أن مستوى الصوت مرتفع لغاية».
وفق الاكاديمية الاميركية لطب الاطفال توجد هناك عوامل اخرى تؤثر على الرضع والاطفال بالمدرسة بنسبة كبيرة، فمثلا ضوضاء التلفزيون خصوصا اذا كان مستمرا ويتجاوز اربع ساعات يوميا، يشير المؤلفون: «من المهم ان نعرف التعرض للضوضاء لا يشمل الشدة فحسب بل المدة والتكرار ايضا».
من الضروري ضمان عدم استمرار الصوت بمستوى 35 ديسيبل لاكثر من ثمانين بالمئة من الوقت، ويحذر الدكتور «رايلي»: «ما ان تدرك مدى الضجيج الذي يُفترض ان تكون عليه الاماكن المناسبة للاطفال فمن الصعب تجاهل ما تقوله لك اذناك الصوت عال جدا، يرجى خفض الصوت».
عن جريدة الباييس الاسبانية