بغداد: سرور العلي
رؤى البنّاء فنانة تشكيلية من مواليد قرقوش، تميزت بالاسلوب التجريدي، عشقت الرسم منذ الصغر، فهي من اسرة فنية بامتياز، ورثت الابداع التشكيلي من والدها النحات الراحل فرج موسى البناء، لفتت الانظار إلى رسوماتها الرائعة، التي سلطت الضوء على اهم مشكلات مدينتها واهمها معاناة ابناء تلك المدينة المتمثلة بالنزوح والتهجيرالقسري، فرسمت عن حلم العودة الى الديار، والتطلع لغد افضل والعيش الرغيد، فشاركت بلوحاتها الابداعية بأكثر من معرض داخل وخارج العراق، ووسعت إبداعها محققة ما كانت تطمح الوصول اليه بأن تكون مصممة ازياء عراقية ناجحة.
البناء فتحت صرة أسرار نجاحها لصفحة «اسرة ومجتمع» قائلة :» الطموح لا حدود له والامل هو وقود العمل وسر نجاح الانسان التفاني والاصرار على مواصلة الانتاج والابداع، فبعد التخرج من كلية الفنون الجميلة/ جامعة الموصل/ قسم الرسم في العام 2004، عملت مدرسة للتربية الفنية، وكنت استمتع بتعليم الطلبة فن الرسم، وبتلك الفترة كان لدي شغف كبير على تصميم الازياء وتنسيق الالوان، لا سيما الأزياء التراثية والفلوكلورية الخاصة بمنطقتي «بغديدة»، وغالبا ما كنت اميل إلى التغيير في التصاميم الشائعة، لذلك نجحت بتقديم أكثر من تصميم جديد ومعاصر، يحاكي الزي التراثي، فقمت ودون أي تردد بتنفيذ أجمل الازياء لمختلف المناسبات ولاقت استحسان اغلب النسوة في المنطقة».
تسترسل رؤى حديثها:» اعوام مضت وفكرة تصميم الازياء وحلم إنشاء دار للازياء خاص راسخة في مخيلتي، إذ واصلت التحضير له، وترتيب الأقمشة المطلوبة وجميع مستلزمات الدار، وبدأت بتصميم موديلات مختلفة،
تلامس الذائقة الفنية، لأقوم بعد ذلك بحياة جديدة من الصفر في إقليم كردستان بمدينة أربيل، بعد النزوح عام 2014».
تحديات
قالت رؤى وهي تتنهد :»عدت للرسم مرة اخرى ووضعت الازياء وتصاميمها جانبا لكني لم اهملها قط، لان خلال ايام الهجرة والنزوح لم تتوفر البيئة الملائمة، لإكمال المشروع، ولكن هذه العودة للرسم فتحت امامي افاق المشاركة بلوحاتي خارج العراق فوصلت بها الى عدة اماكن في فرنسا، وتم اقتناء اللوحات، التي جسدت بها معناة ابناء بلدي من النزوح وحلم العودة الى الديار من بعض الفرنسيين، حتى اصبح لمنظمة الهجرة العالمية نصيب من تلك الرسومات، وعملت كإستشارية فنية فيها، وبعد العودة إلى مدينتي عام 2019 ، تحمست جدا لتحقيق حلمي وفعلا قدمت أول عرض أزياء في مهرجان أقيم بتركيا في اسطنبول، حيث شاركت بمجموعة مستمدة من الحضارة العراقية وتراث قرقوش، ومن ثم عرض اخر في منطقتي بغديدة، ليكون العرض الأول من نوعه فيها في أيلول عام 2019 «.
افتتاح
البناء عملت جاهدة لإفتتاح دار أزياء خاص بها، والبدء بعمل تصاميم المجموعة الجديدة التي ستفتتح بها الدار، لا سيما أن هذا الافتتاح هو حلم مؤجل منذ العام 2020، بسبب جائحة كورونا وتبعاتها، ووفاة والدها بالفيروس، مؤكدة «أن الفكرة الاساسية لداري هي عرض مجموعة أزياء معاصرة للتراث، من أجل أحياء الموروث، كما أقدم مجموعة من فساتين الحفلات والأعراس بقطع فريدة للمرأة بجمال مميز».
ذكرت المصممة والتشكيلية ايضا ان طلبا من القائمين على كنيسة الطاهرة الكبرى جاء لها لرسم لوحات زجاجية، لنوافذ الكنيسة، وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، والتي احترقت بالكامل بسبب عصابات داعش الأرهابية، وقامت بإهداء هذا العمل تقديراً لتلك الكنيسة المعطاءة، كما قامت عام 2020 بتجهيز تصاميم جديدة لمراحل درب الصليب للسيد المسيح عليه السلام، بأسلوب تصوري إيقوني، إذ إنجزت التخطيط الأولي على الزجاج، ومن ثم بدأت بمرحلة التلوين، وخلال تلك الفترة علمت بزيارة البابا فرنسيس إلى ذات الكنيسة، فظافرت جهودها لإنهاء العمل بفترة قصيرة، وكانت النتيجة أربعة عشر لوحة زجاجية، بحجم كبير، ولوحتين من الخشب الأكريليك على جانبي المذبح المقدس، لتكون جاهزة لاستقبال قداسة البابا في آذار 2021.
مشاركات
يذكر ان رؤى شاركت بالكثير من المعارض الفنية ومنها، معرض «شتاء دافئ»، على قاعة كلية الفنون 2004، ومعرض مشاريع التخرج للمرحلة الرابعة «المنتخبات»، على قاعة كلية الفنون 2004، والمعرض النسوي لجمعية التشكيليين العراقيين 2005، ومعرض الفن التشكيلي في قره قوش للسنوات من 2004 – 2005 – 2006، والمعرض التشكيلي الأول للدورة الثانية/ جمعية التشكيليين 2008، معرض الأسبوع الثقافي/ المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية / عينكاوا 2008، كما شاركت بالكثير من المعارض الفنية في الموصل، وأربيل، ودهوك وغيرها، وتميز أسلوبها بالتجريدي، وهي عضو جمعية التشكيليين العراقيين/ نينوى، وعضو نقابة الفنانين العراقيين.