بغداد: سرور العلي
سميرة السوداني، خياطة ومصممة أزياء، خريجة معهد فنون تطبيقية، قسم تصميم وخياطة، احترفت هذا المجال منذ سن صغيرة، كون أسرتها تمتهن الخياطة والحرف اليدوية من جيل لآخر، فاستطاعت أن تطور مهاراتها بالدراسة والاتقان المستمر، لتنجح بتعليم تلك الحرفة للكثير من النساء والفتيات، والمساهمة بإنشاء مشاريعهن الخاصة، وفتح باب رزق لهن، لتوفير لقمة العيش.
عن بداياتها بهذا المجال تحدثت لـ» أسرة ومجتمع» قائلة :»كانت البدايات صعبة جدا، تعلمت الخياطة أولاً ثم التصميم، وكانت التجارب الأولى بإعادة تدوير الملابس ومن بقايا الأقمشة، وتحوير القطع القديمة، وإعادة فصالها وخياطتها، وبالتأكيد كان التشجيع من الأهل وتوفير معدات الخياطة، فكنت ادرس واعمل خياطة في نفس الوقت، فعملت على تسديد احتياجات الدراسة من مدخرات الخياطة، وكان لدي طموح كبير بإمال أكاديمية الفنون الجميلة، وكنت ضمن العشرة الأوائل في المعهد التطبيقي، ولكن لظروف خاصة لم أكمل الأكاديمية.
صعوبات
كثيرة هي التحديات التي واجهتها، إذ أشارت سميرة إلى أن تلك المهنة ممتعة، لكن لا تخلو من صعوبات، والتعامل مع الزبائن متعب ومرهق، وبالاصرار والتحدي تجاوزت ما كان عائقاً.
في كل مرة كان يراود سميرة حلم أن تصبح مصممة أزياء، لتبدع في هذا المجال، والسعي لتكون لها ورشة خاصة تعلم بها الفتيات من جيلها الخياطة، وتمكنت من تحقيق هذا الطموح، فالكثير اليوم يتعلم منها أسرار هذه الحرفة ويتقن تفاصيلها، من خلال تعليمهم عبر الدورات، أو عن طريق البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
استثمار
ولفتت الى أنها مدربة للكثير من النساء لتعليمهن الخياطة، منذ بدء جائحة كورونا كانت البدايات المفيدة، إذ استثمرت هذا الوقت، وكانت تفتح بثا مباشرا كل يوم ثلاثَ مرات، وعرض مقاطع الفيديو والتواصل مع الآخرين عبر الماسنجر والواتساب، للرد على الاستفسارات، ما أسهم بتشغيل محال بيع الأقمشة ولوزام الخياطة، ومحال المكائن بعد ما كانت متوقفة عن العمل، بسبب البضاعة المستوردة، وشراء الثياب الجاهزة، ولقبت بأم الفقراء من قبل الكثيرات ممن تعلمن المهنة منها، واستطعن فتح باب رزق لهن.
تصاميم وأفكار
وفي سؤالنا لها عمَّا هي الأزياء والنماذج التي قامت بتصميمها وخياطتها؟ ومن أين تستوحي أفكاراً لتصاميمك؟ أجابت: «في عملي أبحث عن كل ما هو جديد وحديث في عالم الأزياء، فننجز التصميم بحسب رغبة الزبون والقماش المستخدم، والكثير منهم يختار التصاميم العصرية». كما أن سميرة لديها مبادرة وهي القيام بجمع التبرعات وشراء مكائن الخياطة للمتعففات، ولاقت تلك الفكرة رواجاً بين الآخرين، مؤكدة «قمنا بجمع التبرعات من مئات الأشخاص، الذين لديهم رغبة بتقديم يد العون للآخرين، وكانت النتيجة أكثر من رائعة، فقمنا بتجهيز مكائن خياطة كثيرة، للنساء المتعففات والارامل».
طموح
وتسعى لافتتاح دار أزياء كبيرة، للعمل على تعليم المزيد من الفتيات والنساء على الخياطة، وعقد لهن دورات وورش، أو إنشاء مدرسة خاصة أو اكاديمية، كون العراق يفتقر إلى هكذا مبادرات متعلقة بمدارس الخياطة، لا سيما أن لزوجها دورا مهما بنجاحها، فهو يقدم لها كل الدعم ويساندها، ويساعدها أيضاً في الخياطة، كذلك قيام ابن شقيقها بعمل لها قناة في اليوتيوب، وحساب على مواقع التواصل، وكان يسهم بإنجاز مقاطع الفيديو، وتقديمها للمتابعين ببساطة وسلاسة. شاركت سميرة بالكثير من البازارات والمعارض ومنها في معرض متعلق بالثياب العراقية في دار الأزياء العراقية، وكان بدعوة من الدكتورة جليلة عبد الله الربيعي، فكانت مديرة قسم التدريب في الدار، فقامت باستدعاء كل مصممات ومصممي العراق، وزرعت الفرحة بداخلهم، كون لأول مرة يجدون شخصا يشجع على عملهم، ويقف معهم ويجعل لهم مكانة، فهي لها دور كبير بإنجاح تلك الحملة، والارتقاء بمجال الخياطة والتصميم في المجتمع، ونالت شهادة من دار الأزياء العراقية، وشهادات مشاركة كثيرة من بعض منظمات المجتمع المدني، وقامت بتطوير مهاراتها، من خلال العمل الجاد والمثابرة، نجحت بتطوير قدراتي، والبحث بشكل متواصل عن كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء.
وختمت سميرة حديثها بالقول: «أتمنى الحصول على الدعم المادي والمعنوي، لإكمال مسيرتي، وإنجاح مهنة الخياطة، فأنا بإمكانيات بسيطة تمكنت من تعليم النساء واسعى إلى الأفضل، كما اتمنى من الجهات المختصة فتح اكاديمية خاصة بالخياطة، كوننا نفتقر لها في بلدنا كما من الضروري أن يتم تعلم هذا المجال في المدارس من دون إمال».