سعاد البياتي
في رصدنا للأيام الدولية للمناسبات الاجتماعية والصحية والتي دأبت صفحتنا على الاهتمام بها، ارتأينا الحديث عن واحدة منها وهي (اليوم الدولي للشاي) والتي سيكون يوم 21 من الشهر الحالي يوماً عالمياً له، فلا بد من ذكر هذا المشروب الساحر، الذي تستهلكه البشرية بشكل مفرط في دول اسيا والخليج العربي على وجه العموم وبالعراق على وجه الخصوص بعد الماء والمشروبات الغازية، ولأنه الاكثر تناولا فقد بات الشاي جزءا من حياتنا اليومية، نرتشفه في معظم الاوقات، في استراحتنا المتواضعة أثناء يوم العمل، وفي الصباح وحتى الجلسات المسائية (عصرونية)، حيث يخلق الأجواء الجميلة مع الأسرة، وهكذا له تأثير كبير على كل مستويات اليوم.
ولكوننا شعبا لا يستغنى عن هذا النوع من المشروبات الساخنة، فإننا نعده من مستلزمات الشراء والتسوق، الذي لاغنى عنه وهو يتربع على عرش الموائد بعد الوجبات، سواء في البيوت او في العزائم او المطاعم المنتشرة بكثرة، ذلك لانه يعد مشروباً مريحاً بعد الاكل ويوفر الراحة النفسية والتركيز والانتباه حسب المفهوم العام، وفي أحيان كثيره نعد لتجهيزه أواني خاصة به ومطيبات، إضافية (كالهيل) (والورد المحمدي)، الذي برز في الآونة الاخيرة، باعتباره يضيف نكهة خاصة للمشروب، وربما كان لشرب الشاي منافع صحية، بسبب فوائده المضادة للالتهابات والأكسدة وفقدان الوزن، كما أن له أهمية ثقافية في العديد من المجتمعات، اذ يعدُّ البعض من الأسر والمجتمعات حفلات خاصة تدعى (حفلات الشاي) لأهميته في الجلسات وتفوقه على المشروبات الاخرى.
يشكل الشاي وتجهيزه وسيلة عيش رئيسة لملايين الكادحين، لاسيما الشباب في التقاطعات وامام المطاعم، الذي يعد بيعه جاهزاً، ومصدر رزق أساسياً لهم، ودخلاً لا بأس به لأسرهم، وهي فرصة عمل للكثير ممن لا يجدون ضالتهم في الحصول على وظيفة، وفي سياق الحديث كنت قد قابلت عشرات الشباب الخريجين، وهم يبعون الشاي ويعدونه وسيلة للعيش، بعيدا عن إيجارات المحال وجشع المؤجرين.
وفي اليوم العالمي للمشروب الاكثر استهلاكاً لا بد من الاعتناء بزراعته والمضي نحو تحسين انتاجه وتوفيره بشكله المتنوع والمرغوب كالشاي الأخضر الصحي، وبذل المزيد من الجهود لزيادة الطلب، ولا سيما في البلدان المنتجة للشاي، حيث يسجل المستهلكين له ارقاماً كبيرة، لذا من الضروري تعزيز الانشطة والاجراءات الصحية الداعمة نحو انتاج شاي اكثر قيمة وصحة لاسيما ان زراعته في البلدان الاسيوية تتطور بشكل كبير واستهلاكه يزداد في عدة بلدان.