غيداء البياتي
شخصيات كثيرة على مدى الحياة نلتقي بها، لكن أحدا لا يمكن تثنيته أو تعويضه لو خسرته انفسنا، فحتما له بصمة واضحة في تكوين شخصيتنا، بل قد تكون له في كل يوم وعن كل شيء سالفة تذكر لو غاب عن العين، فإن هذه الشخصية في أبعادها الانسانية، لها سجاياها المنفردة عن كل الناس، فالجار المحترم أبو ميثم كما عرف في المنطقة، يساعد ويبتسم ولا ينفعل ولا يغضب الا للضرورة القصوى، وبإمكانه معالجة اصعب المواقف بكل اريحية وهدوء وحكمة، فهو رجل خبر الدنيا وفهمها، لديه سرعة بديهية تجعله غالبا ما يسيطر على الموقف بتعليق ساخر أو نكتة جاهزة آنية تأتي طوعا، وكأنها تستقر على طرف لسانه، تغلب عليه روح الدعابة والطرفة وفي الوقت ذاته يتمتع بجديته ورصانته الموضوعية في حل مشكلات المنطقة، حتى أن أهل «الفرع» قالوا إن الجلوس معه لا يمل ومدعاة للانشراح والمسرة والتحرر من أوبئة القهر والانكسار والحزن.
المهم أن ثلاثة أشهر مضت أو زمن أقرب من هذه المدة، والرجل المرح لم يخرج من بيته الا للذهاب إلى المشفى لمعاينة الطبيب، فهو تعرض لأزمة قلبية والسبب حزنه الشديد على زوجته، التي فارقت الحياة منذ خمسة أشهر، فعلى ما يبدو أنها كانت واحدة من اكبر الخسارات في حياته، الغريب أن أهل المنطقة من الجيران رددوا كثيرا عبارة «المسكين انكسر قلبه على زوجته»، والأمر المؤسف حقا هو أن (أبو ميثم) لم يكن يرغب بالعيش بعد ان «انكسر قلبه على حرمه المصون» فغادر الحياة ملتحقا بمن عشقها القلب.
ما ارمي إليه هو أن بعض الأقوال أو التعبيرات الشعبية، قد تكون حقيقة علمية ومنها عبارة «كسر القلب»، الذي يعبِّر عن الحزن الشديد بحثت عن هذا المصطلح في موقع «غوغل»، ووجد أن أكثر الأطباء يقولون إن شريك العمر، هو التفسير لسعادة أو وجع أو انغلاق شرايين القلب، لأن بوجود أزمة نفسية ومشكلة في الحياة، تجد شخصا يخفف عنك من وقعها، وأكدوا ضرورة وجود شريك العمر من أجل صحة القلب.
فعلى شريك الحياة سواء كان زوجا أو زوجة
أو أخا أو صديقا أو أي انسان عزيز على قلب أحد، أن يخفف من أزمات قلب شريكه أو عزيزه التي تحدث
بسبب الهموم والمشكلات والضغوطات اليومية في الحياة، فأنها حتما تكون اقل عندما تنقسم على اثنين بدلا من واحد.