بغداد: غيداء البياتي
بعيدا عن الضغوطات المدرسية وامتحانات آخر السنة، فإن مريومة وهو اسم الدلع للطفلة مريم ذات الثمانية أعوام، أخذت تفكر مع والديها عن كيفية استثمار ايام العطلة الصيفية بمكان يمكن أن تمارس فيه هوايتها وينمي موهبتها، فالصغيرة لها موهبة برياضة «الجمباز»، التي تحتاج الى القوة والمرونة والسرعة في اداء الحركات، وهو ما لا يمكن لاي شخص الوصول اليه الا بالتمرينات المستمرة على حد قول والدة مريم وتضيف :» خلال ايام العطلة الصيفية.
احرص دوما على زج ابنتي بمركز ترفيهي يقدم برامج وأنشطة هادفة للأطفال، بغية انشغال وقتها بما هو مفيد وممتع لها، مبينة: في العام السابق أدخلتها دورة لتعليم السباحة، وكانت مذهلة وممتعة بالنسبة لمريم، شغلت وقتها بالرياضة والسباحة، اما هذا العام فسأدخلها بأحد مراكز اللياقة البدنية، لأنمي هوايتها بممارسة رياضة الجمباز.
اما الصغار ابراهيم واحمد وعلي فشغلت أفكارهم الألعاب الالكترونية، وكيفية الفوز بالتحدي مع بعضهم مستعينين بالأجهزة اللوحية، وهذا ما جعل ذويهم ينزعجون من تلك الفكرة، التي تجمد عقولهم وحركة اجسادهم، فاأقترح عليهم والد احمد فكرة الاشتراك بأحد النوادي الاهلية لممارسة رياضة كرة القدم، والخوض بتجربة المنافسة للوصول الى الفوز مع أقرانهم من الاطفال، محاولا إقناعهم بأنهم سينالون قدرا من المعرفة بقوانين لعبة كرة القدم مع قدر اكبر من المتعة برفقة الاصدقاء.
أماكن سياحيَّة
لا يتذكر الطفل علي محمد «10» اعوام اين وضع حقيبته وكتبه المدرسية، فمع آخر يوم للامتحانات النهائية، تفرغ للعب مع أقرانه من أبناء الجيران بالألعاب الالكترونية داخل إحدى القاعات القريبة من المنزل، فيقول وهو يتسلى بلعبة يدوية:» أفكر بقضاء بعض أيام العطلة الصيفية في دراسة مادة اللغة الانكليزية للمرحلة القادمة، كوني ضعيفا بتلك المادة، مع أخذ قسط من الترفيه مع اخوتي واهلي بقضاء وقت ممتع في السفر الى شمالنا الحبيب، والتعرف على الأماكن السياحية».
جميع الاطفال اخذت افكارهم الالعاب والتسلي بعيدا عن الدراسة، أما أولياء الامور فلهم رأي مختلف فبعضهم يفضلون لو أن اولادهم لا يبتعدون كثيرا عن اجواء المدرسة، فيراجعون معهم بعض الدروس المهمة التي تفيدهم في المرحلة القادمة من حياتهم العلمية، وان اغلبهم يفضل زج الابناء في معاهد للتقوية ببعض المواد، لا سيما اللغة العربية والانكليزية والرياضيات، بينما ترى أمهات أن العطلة خصصت للترفيه، فلا يمكن قضاؤها بالدراسة بحجة انهم سينزعجون من المدرسة والكتب والأقلام ما يقلل شوقهم للمدرسة في العام المقبل.
دورات ترفيهيَّة
المعلمة الجامعية المتقاعدة نادية السامرائي أوضحت:» تعد أيام الاجازة بالنسبة للطلبة بجميع المراحل الدراسية بما فيهم طلاب الجامعة راحة من ضغوط الدراسة، لكن عند طلاب مرحلة الابتدائية تعد فرحة كبيرة، كونهم يأخذون وقتا اكبر باللهو في العابهم المفضلة».
السامرائي تنصح اولياء امور الطلبة باستثمار ايام العطلة بزج اولادهم بدورات ترفيهية ، تعليمية إذ قالت:»هناك نوادٍ تقوم بدورات لتعليم الرسم والسباحة وركوب الخيل، واخرى تنمي عقول الصغار بالعاب الميكانو وغيرها لتعليم العزف، بعيدا عن تسليتهم بالانترنت والاجهزة اللوحي».
الرأي الاجتماعي والنفسي
اساتذة علم النفس والاجتماع لهم رأي في كيفية التعامل مع وقت الطلبة في العطلة المدرسية.
استاذ علم النفس في جامعة بغداد الدكتور طالب مهدي السوداني قال:» على الأسر العراقية أن تعي بأهمية وقت العطلة وتستثمره بشكل صحيح بتعليم الابناء ما يهمهم في الحياة العامة، والأهم منه جعل الصغار يشعرون بأهمية الوقت واستثماره بشكل صحيح، لا سيما أن فترة العطلة الصيفية ثلاثة اشهر، ثم على الاهل تنظيم برنامج للترفية والتعليم لكل افراد العائلة خلال ايام الاجازة، مع التركيز على الابناء في مواصلة القراءة، لتجنب حدوث القطع المعرفي، وعلى الاهل منع اولادهم من السهر لساعات متأخرة من الليل».
الباحثة الاجتماعية في منظمة « WTVC» تقوى سعد اشارت الى أنه « من الضروري التركيز من قبل الاهل على تحمس الطالب للعطلة الصيفية وكيف يمكنه تحقيق رغباته خلالها وتنمية قدراته ومهاراته، لا سيما ان هنالك الكثير من المدارس والمعاهد الصيفية لديها برامج ترفيهية للصغار، فهنالك ذكور لديهم شغف بالتايكواندو، وبنات يرغبن بتعلم السباحة والبالية والبعض الاخر الرسم، وتعليم الموسيقى، فعلى الاهل معرفة رغبة اطفالهم اولا ومن ثم بالامكان زجهم في أحدى المعاهد الترفيهية، اما اذا لم يكن للاهل القدرة المادية لإدخال اولادهم لتلك المدارس، فبإمكان الأم أن تقضي اكبر وقت ممكن مع الابن او البنت من خلال مشاهدة فيلم جميل في نهاية الاسبوع او متابعة أفلام كارتون عبرالقنوات الفضائية، او الخروج بنزهة في أحد الاماكن الترفيهية، اوجعلهم يشاركون في الاعمال المنزلية مثل صناعة الحلوى
وترتيب اغراض المطبخ وغيرها، كلها أشياء تسهم في الترفيه عن الابناء، وهم بذلك ضمنوا شوق وتلهف اولادهم لمقاعد الدراسة للعام المقبل».