إرني مونديل
ترجمة: شيماء ميران
«التأتأة» في الأصل حالة عصبيَّة تصيبُ الدماغَ وليست نفسيَّة، ويعتقد العلماء الفنلنديون أنهم اكتشفوا حديثاً الشبكة العصبية المتضررة في الدماغ والمسؤولة عن هذه الحالة.
يقول «جوهو جوتسا»، كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ علم الأعصاب بجامعة توركو: «توضح نتائج البحث هذه الصفات المعروفة لحالة التأتأة، مثل الصعوبة الحركيَّة في نطق الكلام والتباين الكبير في شدتها من خلال الحالات العاطفيَّة».
جو بايدن والتأتأة
وجاء في نتائج البحث التي توصل إليها الفريق والمنشورة مؤخراً في مجلة (Brain- براين)، أنَّ ما بين 5 - 10 بالمئة من الأطفال يصابون بالتلعثم، بينما واحد بالمئة من البالغين يعانون منها أيضاً. حتى أن الرئيس الأميركي الحالي “جو بايدن” نجح بالتعامل على نحوٍ منفتحٍ في السيطرة على حالة التأتأة التي يعاني منها طوال حياته.
يشير “جوتسا” في بيان صحفي للجامعة الى أنه “في السابق، كان يُعتقد أن التأتأة هي اضطرابٌ نفسيٌّ. ومع إجراء المزيد من البحوث، أصبح اليوم، مفهوماً أن السبب هو اضطرابٌ يصيب منطقة في الدماغ مسؤولة عن عمليَّة تنظيم نطق الكلام”.
لكنْ لا يزال المكان المحدد في الدماغ الذي يمكن أنْ ينشأ فيه اضطراب تلعثم الشخص غير معروف. في بادئ الأمر، ركزت مجموعة “جوتسا” في هذه الدراسة على عشرين شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين (45 – 87) عاماً، شرط أنْ يكونوا قد أصيبوا جميعهم بالتأتأة بعد تعرضهم لسكتة دماغيَّة. ورغم اختلاف موقع حدوث السكتة الدماغية بين المرضى، لكنْ على ما يبدو أنها جميعاً تؤثر في شبكة دماغيَّة معينة، على عكس السكتات الدماغيَّة التي لم تتسبب بحدوث التأتأة. ولكون هذه الشبكات الدماغيَّة ترتبطُ بنقاطٍ محددة تسمى “عقدة”، استخدم فريق “جوتسا” فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص دماغ عشرين شخصاً يعانون من التأتأة التنمويَّة غير المرتبطة بالسكتة الدماغيَّة (وهي التي تحدث عند الأطفال الصغار أثناء تعلمهم مهارات النطق واللغة).
وتوصلوا الى أنَّ هذا النوع من التأتأة له علاقة بذات العقد في الشبكة الدماغيَّة التي كان لها دورٌ بالإصابة بالتأتأة الناجمة عن التعرض الى سكتات دماغيَّة. ووجد الباحثون من خلال ملاحظتهم لتأثير الاستجابة للجرعة أنه كلما زادت التغيرات الهيكليَّة في العقد زادت شدة التأتأة.
تغيرات بنقاط محددة
يشير ما سبق أعلاه الى أن التأتأة أياً كان المسبب هي حالة ناجمة عن تغيرات بنقاط محددة في شبكة معينة بالدماغ. وتعد العقد المهمة في هذه الشبكة هي تركيبة الدماغ مثل البطامة واللوزة والعائق وجميعها تقعُ في عمق الدماغ.
يوضح «جوتسا» أن «البطامة تعد نواة رئيسة في الدماغ تنظم الوظيفة الحركيَّة، بينما اللوزة الدماغية تنظم العواطف. أما العائق كونه يمثل العقدة في العديد من الشبكات الدماغية فهو المسؤول عن نقل المعلومات في ما بينها».
يؤكد الباحثون انهم يأملون أنْ تؤدي نتائج هذه الدراسة الى فهمٍ أفضل للأسباب الجذريَّة للتأتأة، فضلا عن معرفة طرقٍ جديدةٍ لتحسينها ومعالجتها.
عن يونايتد بريس انترناشونال