إقبال نسوي على ممارسة الرياضة

اسرة ومجتمع 2024/06/23
...

  نافع الناجي

لم تعد ضروب الرياضة حكراً على فئة الرجال، فقد أصبحت الكثير من النسوة اللاتي يمارسن مختلف صنوف ألعاب القوى والجمباز والتنس وكرات السلة والطائرة واليد، ويتمتعن برشاقة أكبر من غيرهن، وتفوقت العديد من الأسماء في تلك الألعاب بشكلٍ دائم، ويوجد الكثير من السيدات اللواتي طرزن سجلاتهن في التاريخ بهذا المجال أو ذاك، وحصلن على ميداليات التفوق الذهبية والفضية والنحاسية، إلا إن قلة الاهتمام بها وبدروس الرياضة اثر كثيرا على الانضمام اليها من قبل النساء.

خصوصية وجمهور

تدير أميرة عبد الكريم، قاعة رياضية مخصصة للفتيات وبأساليب علمية وصحية مهنية، وتشهد إقبالاً طيباً للانضمام لكورسات التدريب والرشاقة وغيرها، وفي ذلك تقول «لكل رياضة خصوصيتها، ولها جمهورها وانطباعاتها الأولية قبل الولوج في تفاصيلها»، وأضافت «فمثلا لعبة كمال الاجسام وغيرها من ألعاب القوة، تتطلب من الفتاة بناء كتلة عضلية، ويجب ان تعرف ان هذا الشيء ممكن أن يؤثر بشكل سلبي أو إيجابي، نظراً لكون جسد المرأة له خصوصيته ولها البنية الجسمانية الربّانية، التي تتميز بها عن غيرها مثل احتوائها على الستروجين وما إلى ذلك.


إقبال وكفاءة

من جهته لفت المدرب حسام كمال إلى أن «النسوة يتمتعن بكهرومونات عالية، لكن ككتلة عضلية تكون عندها قليلة بعض الشيء، لذا تضطر بعضهن لاستخدام مكملات غذائية ومنشطات مسموح بها حتى تزيد من الكتلة العضلية، الأمر الذي يمكن ان يواجه صعوبات ونظرة مجتمعية»، واستدرك «بالرغم من ذلك لا تزال بعض الألعاب الرياضية لها جمهورها وتشهد إقبالاً طيباً، وهناك بطولات محلية ودولية تشهد مشاركات واسعة للمرأة العراقية فيها».

وشهد ملعب جذع النخلة بمحافظة البصرة مؤخراً تنظيم بطولة غرب آسيا الخامسة لألعاب القوى بمشاركة عشرة منتخبات، وجاء العراق ثانياً فيها برصيد 39 وساماً، وحققت فتياتنا نتائج جيدة مثل البطلة دانا حسين وآمال خضر وغيرهما.

وبحسب كمال، فإن قوة الرياضيين الذكور والاناث عند ممارسة رياضة مثل ألعاب القوى تبدو متساوية تقريباً، ويتم تحديد القدرة على التحمل إلى حدٍ كبير من خلال كفاءة الجسم، عند تحويل السعرات الحرارية إلى طاقة، حيث تعتبر الاناث في ألعاب القوى (كالركض والقفز والوثب) أكثر كفاءة من الرياضيين الذكور، في تحويل الجيليكوجين إلى طاقة. 


تقدم وانجازات

وتشهد الرياضات النسوية تطوراً ملموساً في العراق مثل الساحة والميدان وألعاب القوى وكذلك السباحة وكرة القدم النسوية وغيرها من الألعاب، كما تحظى هذه الألعاب بدعم مؤسسات الدولة والحكومة بشكلٍ عام، مما يبشر بتحقيق المزيد من التقدم والتحسن في المستويات والإنجازات للرياضة العراقية بعامةٍ، وللرياضة النسوية بشكلٍ خاص


اقتباس دراسة

وحسب إحدى الدراسات التي استنتجت ان الرياضة تعد رسالة محبة وسلام فتوجه إلى كل الجهات المعنيين بها الاهتمام بالرياضة النسوية على وجه الخصوص لما لها من انجاز، لا سيما في الآونة الاخيرة، اذ تكون بمستوى التطور والثقافة في جميع مجالات الحياة، الا ان  نظرة المجتمع السلبية التي لها تأثير كبير على الفتاة الرياضية التي تهوى ممارسة الرياضة  والانتماء إلى كليات التربية الرياضية، التي تمنح الدروس العملية والنظرية في ذلك، بيد أن اغلب الأسر لا تشجع بناتها على ممارسة الانشطة المتعلقة بها وعدم السماح لهن بالانضمام إلى النوادي الرياضية ، فضلا عن قلة وجود ملاعب وقاعات مغلقة تحوي نشاطات المرأة بشكل متكامل لممارسة الرياضة بحرية اكثر، والأدهى من ذلك عدم الاهتمام بدرس التربية الرياضية في المدارس. 

وعلى الرغم من تواجد بعض الصالات والنوادي الخاصة بالألعاب النسائية، الا أن الاقبال عليها ما يزال ضعيفاً للغاية، نتيجة رفض بعض الأهالي ذهاب بناتهم لممارسة الرياضة في تلك النوادي، بسبب العادات والتقاليد وقلة الامكانيات المادية.


منافسات محليَّة وعالميَّة

 واوصت الدراسة اخيراً ضرورة الاهتمام برائدات الرياضة البطلات من خلال دعوتهن الحضور الندوات وورش العمل والاستفادة من خبراتهن في هذا المجال، ويجب توفير الاماكن أو النوادي الرياضية التي تكون قريبة من مكان سكن اللاعبات وتوفير كادر نسائي متخصص في مجال التدريب، يكون له تاثير ايجابي على اللاعبات، كما أن حضور المرأة في الألعاب الرياضية بدأ يزداد، خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت المرأة تشارك في منافسات محلية وعربية ودولية، وتنال مراكز متقدمة في البطولات.