بيروت: جبار عودة الخطاط
حراك دبلوماسي لافت يعمد إليه لبنان الرسمي لمواجهة الاحتمال بتوسع العمليات العسكرية في جنوب البلاد إلى حرب واسعة قد تتطور إلى حرب إقليمية مفتوحة، وتسود حالة من الترقُّب لما ستؤول إليه جبهة المواجهة مع الجيش الصهيوني جنوب لبنان في ظل تصاعد الأنباء مع حزمة التهديدات التي أطلقها عدة مسؤولين صهاينة تتحدث عن احتمال شنِّ إسرائيل حرباً مفتوحة على لبنان.
وكشفت مصادر لبنانية لـ"الصباح"، عن أن "حزب الله سيتعاطى مع احتمالية توسع الاشتباكات الجارية بينه وبين جيش الصهاينة بمسؤولية وحسابات لا تسقط كل السيناريوهات لاسيما بعد حلول تموز المقبل، وبيّنت المصادر أن "الحزب يؤكد مراراً بأن الحرب المفتوحة في الوقت الراهن مستبعدة لعوامل عدة، غير أن الحزب لا يسقط من حسابه احتمالية قيام الجيش الإسرائيلي بحماقة تتصل بنزعة نتنياهو بتشبُّثه بالبقاء في سدة السلطة".
في هذا الإطار، غادر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بوحبيب صباح أمس الأربعاء بيروت، متوجهاً إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ليحزم حقيبته بعدها متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء بالمسؤولين في واشنطن، وتهدف جولة بو حبيب، إلى "متابعة مساعي لبنان لتجنّب حرب واسعة في الجنوب قد تتطور إلى حرب إقليمية مفتوحة، وكذلك إلى شرح سياسة الحكومة تجاه مسألة النزوح السوري في لبنان ورؤيته للحلّ".
إلى ذلك، وصل بيروت أمس، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وكان وصوله كما تشير أوساط سياسية في بيروت بشكل مفاجئ وذلك في مهمّة ليومين بتكليف شخصي من الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط لمتابعة المواقف اللبنانية من التطورات المستجدة في لبنان والمنطقة.
في الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغا،: إن بلاده تقف إلى جانب لبنان في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل ودعا الأطراف الإقليمية إلى دعمه، واتهم الدول الغربية بدعم الخطط الإسرائيلية "لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة".
وأضاف أردوغان – في كلمة له في اجتماع برلماني لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة – أن إسرائيل تركز حالياً على لبنان، ويبدو أن القوى الغربية تساندها وتعززها وراء الكواليس.
وحذر الرئيس التركي، من أن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع نطاق الحرب قد تؤدي إلى "كارثة كبرى"، مضيفاً أن الدعم الغربي لإسرائيل "مثير للشفقة".
في غضون ذلك، تحدث تقرير لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون "الشرق الأدنى" السابق، ديفيد شينكر، في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن موقف حزب الله و"إسرائيل" في وقتٍ تزداد فيه مخاطر توسّع الحرب في المنطقة.
وفي التفاصيل، ذكر شينكر، أنّ "ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي أوهام بشأن ما تعنيه الحرب مع حزب الله"، إذ إنّها "من الممكن أن تكون الأكثر تكلفة من حيث الخسائر العسكرية والمدنية، وكذلك الأضرار في البنية التحتية في تاريخ إسرائيل"، فإضافة إلى قتال حزب الله، "قد تجد إسرائيل نفسها في حالة حرب مع إيران".
وأشار التقرير، في الإطار، إلى المساعي الأميركية لتجنب توسيع الحرب مع لبنان، والتي يُمارسها المبعوث الأميركي آموس هوكستين، معتبراً أنّ "إدارة بايدن تبدو مقصرة في هذا الشأن، إذ إنّ الوقت ينفد لمنع التدهور".