القبعة القوقازيَّة.. رمزٌ للحماسة والرجولة

منصة 2024/07/16
...

 باكو: يارا محمود

 نظرا لانخفاض درجاتِ الحرارة، وخاصة في المناطق المطلة على جبال القوقاز، أصبح ارتداء هذه الاغطية المميزة، حاجة ضرورية، فضلا عن جماليتِها وتميز الشعوب القوقازية بها، تعد الارياف المصدر الأول لصناعة مختلفِ الاشكالِ من أغطية الرأس، أو القبعات، وفي وقتِنا الحاضر انتعش الطلبُ على تَعلمِ حياكتِها من قبل الذين يبدونَ اهتماما بالمنتج اليدوي، وبالقيمة الأصلية لها. تتميز القبعات الاذرية بالتنوعِ الكبيرِ في أحجامها، واشكالها، فضلا عن اختلاف مواد الخام التي تصنعُ منها، فهناك اغطية الفراءِ ذات الشكل الاسطواني المصنوعة من جلد الأغنام، أو من جلود الماعز، وفي الارياف يرتدونَ أغطية الرأس المصنوعة من النسيج، أو الأنواع المصنوعِة من فراءِ الاستراخان.
حرفةٌ متوارثة
 وعن حرفة صناعة القبعات، يقول إسماعيل باباييف:” عملت في صناعة القبعات منذ 35 عامًا، ادركت منذ الصغر، أن هناك شغفًا بهذا الفن في الاسرة، هذه الحرفة نتوارثها ونتعلم ادق المعلومات عنها : “كان والدي وجدي من صانعي القبعات، وقد انتقلت هذه المهنة من جيل إلى جيل في عائلتنا منذ ما يقرب من مئة عام.»
وبحسب باباييف: أن صاحب هذه المهنة يجب أن يتحلى بالصبر.
يستغرق الأمر من4 الى 5 ساعات لخياطة قبعة بسيطة، لان تجميع الأنماط على الجلد يستغرق الكثير من الوقت.
ومن جانبه اشار مراد جاويد صاحب محل لبيع القبعات التقليدية القوقازية إلى تفاصيل تطور صناعة القبعات:”في أذربيجان، هناك فرق كبير بين القبعات السابقة والقبعات الحالية، تغير شكل القبعة ووزنها، فالقبعات القديمة كانت تزن 800 غرام، والحالية تزن 300غرام.
ربما يبدوهذا أفضل من السابق، في صناعة القبعات نستخدم ثلاثة أنواع من الجلود تسمى بـ: التوت الأسود، والجلد الأسود، والجلد العتيق.
قديما كان الأثرياء يستخدمون فقط الجلود العتيقة، وتعني جلود فاخرة وباهضة الثمن . اما الانواع الاخرى لها مستوى منخفض قليلاً في جودة الجلد.
وقدتم استخدام القبعات بهذا الشكل أيضًا بسبب لونها على سبيل المثال، يتم ارتداء قبعة سوداء في مراسم الحداد، أو فضية وبنية في مراسم الزفاف لكل مناسبة قبعة تتميز بنوعها ولونها، فضلا عن تقسيمها حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد، ليتم تصنيفها إلى قبعات للأثرياء وأنواع أخرى لأصحاب الدخل المحدود.
الآن نعاني من ركود وانخفاض الطلب على شراء هذه الانواع، نلاحظ وجود إقبال كبير من قبل السائحين على هذه القبعات، حيث يلتقطون الصور التذكارية بها كدليل على تراث وثقافة الشعوب القوقازية.

رمز للحماسة
وعن خصوصية القبعة القوقازية، اضاف نظامي شيرينزادة من معهد الفولكلور الذربيجاني: “لقد كانت القبعات رمزًا للحماسة منذ العصور القديمة. في الماضي، لم يكن الرجال يخرجون إلى المجتمع بدون قبعة. ولكن الآن عدد مرتدي القبعات يعتبر اقل جدا مقارنة بالسابق . في السنوات العشرين الماضية، انخفض استخدام القبعات بشكل كبير. القبعات القديمة تستخدم فقط في الحفلات الموسيقية، والمناسبات ومن قبل الفرق الشعبية .
وإذا استمر الأمر على هذا النحو، فلن يستمر هذا الفن بل سيندثر خلا ل فترة ليست بالبعيدة، ولم تعد القبعة القديمة تُستخدم.
هناك حاجة إلى التعريف والترغيب بصناعتها للحفاظ على هذا الفن. يجب أن نحافظ على تقاليدنا القديمة، وهذا مهم جدًا
لتاريخنا.

قبعاتِ الجوبان
كما اكد زاهيد اصلانييف من فرقة منطقة نريمانوف الشعبية على رمزية ارتداء القبعة القوقازية اغطيةُ الرأس ِ هذه ِالتي تشاهدونَها من مُكملاتِ الزي الوطني الاذربيجاني هذا النوع يعرف بقبعة الچوبان، لأنها تصنعُ في مناطق أذربيجان الجبلية، ويستفادُ منها إلى يومِنا هذا .
تاريخُ قبعاتِ الجوبان حافلٌ في دولتِنا.
في أعياد نوروز كانت توضعُ هذه القبعات في مداخلِ المنازل، ويتمُ طرق الباب عندما يفتحُ صاحبُ المنزل الباب يضع مختلف الهدايا في القبعة، فضلا عن الحلويات اكراما للضيف. ولا تزال هذه التقاليد حاضرة في عيد نوروز وعيد استقبال العام الجديد.
وهناك لعبة أو مسابقة خاصة بالقبعات تتزامنُ مع أعياد نوروز يتم فيها رمي القبعات بشكل تنافسي بين المتسابقين، وتعتبر من الالعاب التراثية المحببة هذه القبعة من أزيائنا التراثية نرتديها في أعيادنا ومناسباتنا، فضلا عن أنها من تراثنا الشعبي نحب ارتداءها دائما.