المرأة العراقيَّة ودورها المحوري في نشر السلم المجتمعي

ريبورتاج 2024/07/30
...

 نهضة علي

أوصت جلسة حوارية عقدت في محافظة كركوك بحضور شخصيات سياسية واجتماعية ودينية ونساء بضرورة تعزيز دور المرأة في المجتمع والتوعية، والتثقيف حول أهميتها في الأسرة والتعاون مع المؤسسات، وبناء شراكات مع منظمات المجتمع المدني لدعم تمكين النساء اقتصادياً، وتبني مبادرات مجتمعية لمكافحة التطرف العنيف، وتنظيم ندوات وحوارات هادفة لتعزيز التسامح.

دعم الجهود
وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية أرشد الصالحي لـ (الصباح)، أنهم في كركوك عقدوا جلسة من أجل أن تأخذ المرأة دورها في إزالة التطرف ومكافحته سواء كان تطرفاً دينياً أو عنصرياً، لأن كركوك مدينة متنوعة، ودعا الجميع إلى أن يوجهوا النساء لأخذ دورهن في تعزيز السلم المجتمعي، الجلسة التي عقدت تنفيذاً للبرنامج الحكومي بدعم وتفعيل دور المرأة في المجتمع، ودعماً لجهود تنفيذ الستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف.
بدوره أكد معاون محافظ كركوك علي حمادي، أن سيطرة عصابات داعش على بعض المناطق، وتعرض الأسر إلى ممارسات بشعة دخيلة على الموروث الديني والتاريخي والأسري خلف ١٢٠ ألف نازح في كركوك، و٦٠ ألفاً من المحافظة ذاتها، و٦٠ ألفاً من محافظات أخرى، إلا أن الجهود المتواصلة وبعد تحرير المناطق أعادت الأسر، وحققت الاستقرار في المناطق، وتعمل حالياً على إزالة التطرف العنيف، ولأن دور المرأة محوري بالتأثير في أفراد الأسرة والتخفيف من حدة آثار الأحداث فهي موضوع بحث جلستهم.  

مسببات ومعالجات
 وتناولت الجلسة محاور عدة حول دور المرأة في الأسرة والمؤسسات والمحيط المجتمعي، شخصت خلالها السلبيات، وأسباب تفاقمها، ومنها أسباب التطرف بعدم وجود العدالة في بعض الأمور التي تبدأ من الأسرة، وقد تكون في المجتمع كأساليب الظلم والتمييز والعنصرية التي تؤدي إلى الغضب والانتقام وازدياد حالات الطلاق وأسبابها، وآفة المخدرات وانتشارها بين  الإناث، ومن ثم مناقشة آلية المعالجات التي أسهمت إلى حد بعيد بتذليل العقبات والارتقاء بدور المرأة بالمجتمع، وضمان حصولها على جميع حقوقها ومشاركتها في صنع القرار.
واستعرضت كذلك مشاركة المرأة في المناصب التنفيذية المحلية، ومؤسسات الدولة كافة، وبناء قدرات النساء القياديات.  

صناعة السلام
المحاضر الدكتور صلاح عريبي، أكد أن "المرأة تحمل صفات إيجابية تجعلها تسهم بصورة واضحة في التفاوض أثناء النزاعات والمشكلات، لذا كانت محور صناعة وبناء السلام في المجتمعات والعراق الذي طبق قرار ١٣٢٥ بتأكيد وجود المرأة في صناعة السلام سواء في الأحداث، وبعدها من خلال التخفيف من آثارها، والحكومة كانت، ولا تزال جادة في تطبيق القرار، ودعم المرأة في جميع مؤسساتها، وعلى مختلف الصعد". منوهاً بأنه تم تدريب ١٢٠ امرأة في كركوك ضمن برنامج ريادة، وشمول أخريات بالبرامج التدريبية، وفرص القروض ودخول سوق العمل التي أطلقتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء، فضلاً عن مشاريع أقسام التمكين، ومشاريع معيلات الأسر، والعمل بالشراكة ما بين الحكومة والمنظمات المجتمعية لإزالة آثار الإرهاب، وفترة النزوح وتقديم برامج الدعم النفسي والتركيز على مكافحة التطرف العنيف.

تمكين المرأة اقتصادياً
مديرة قسم التمكين وشؤون المرأة في المحافظة انتصار كريم أكدت لـ (الصباح) أن "معالجات عدة وضعت، ونفذت مشاريع من أجل النهوض بواقع النساء، خاصة اللواتي تعرضن لإرهاب داعش مع أسرهن، ما أدى إلى نزوحهن من مناطقهن". منوهة، بأنه "تم تشغيل العشرات منهن في معمل ألبان الرياض ومشاريع أخرى ضمن خطوة توفير فرص عمل، والتمكين الاقتصادي للمرأة  وتواصل التوعية والتثقيف، من أجل إزالة التطرف العنيف وتخليص أسرهن منه من خلال التربية الصحيحة للأولاد، والتأكيد على رجال الدين بالخطاب المعتدل الاهتمام بالأمور الاجتماعية التي تخص الأسرة، لإزالة الآثار السلبية للإرهاب والنزوح". مشيرة إلى أنه "تمت زيارة المدارس والملاكات التعليمية وتكثيف التوعية للقضاء على العنف الأسري والتطرف والابتعاد عن المخدرات".

 الظواهر المجتمعيَّة السلبيَّة
وأكدت السيدة يوكسل ترزي، التي أدارت الجلسة، أنه "طرحنا سبل التمكين الاقتصادي، وتقديم الدعم للمرأة في مجال التربية والتعليم والصحة، ومراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة منهن، وضرورة تسليط الضوء على قصص النجاح للنساء عبر دور الإعلام، والاهتمام بآليات تطبيق التوصيات بالتعاون ما بين الجهات المعنية من مجلس المحافظة ومؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، ودوائر الأوقاف والمواطنات، وطالبنا بمؤتمر موسع لوضع سبل معالجة الظواهر المجتمعية السلبية".