التطرف والإرهاب وجهان لعملة واحدة

آراء 2024/07/30
...

علي الخزاعي

حينما نريد تعريف التطرف نقصد به تبني النسخة المتشددة من أيدلوجية ما أو مبدأ ما ، وغالباً ما يرتبط بفهم مغلوط للدين ، والذي هو عادةً بعيد بالحقيقة عن أي معتقد ، ومفهوم مكافحة التطرف ومنعه ، لابد أن تكون هناك خطوات وقائية للتصدي لها وفهم أهم تلك المحركات الأساسية التي حفَّزت كثيراً من الشباب بعمر ما يتراوح بين 16و20 بدواعٍ دينية وهذا مسار خطير جداً بحاجة إلى تطبيق القوانين النافذة والأعراف والشرع في التصدي لها .
ومن هذه الجماعات المتطرفة ، جماعة القربان (العلي إلهية) وهي جماعة متطرفة تدعي الالهية للإمام علي ابن أبي طالب .ع. ويستخدمون (القرعة) لشنق أنفسهم لتقديمها قرابين للإله المزعوم بحسب معتقدهم ، والملاحظ أن تلك الجماعات ظهرت في جنوب العراق ، وبالأخص في محافظة ذي قار وكثرت حالات شنق أنفسهم في محافظة ذي قار ؛ إذ وصل العدد إلى أكثر من 4 حالات انتحار لشباب لشنق أنفسهم بواسطة الحبل من أعمار تتراوح بين الـــــ16 و20 ، والادعاء بتقديمها قرباناً لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع) .
وعندما نبحث في العوامل التي تدفع تلك الفئة من الشباب إلى تعنيف أنفسهم ، نجدها إما اقتصادية بسبب ما يعانيه بعض الشباب من تدنِّي المستوى المعيشي مما يؤدي إلى عدم تمكنهم من تنفيذ أبسط مقومات الحياة ، وإما عوامل اجتماعية تواجه هؤلاء الشباب في العائلة والعشيرة والمجتمع ، أو إنها ثقافية تعود إلى مستوى التعليم المتدنّي لدى هؤلاء ، كذلك من تلك العوامل التي تدفع هؤلاء الشباب ، هو ضعف المنظومة الحكومية في التصدي لمثل تلك المجاميع المتطرفة التي تسعى إلى استدراج شبابنا لمثل تلك المنزلقات الخطرة مستغلة حالة العوز المادي أو الثقافي ، ولابد من دراسة تلك القضايا وعدم إهمالها ، ولابد أن يكون هناك تبنٍّ حقيقي لاحتوائهم ، وعدم تركهم عرضة لمثل تلك الأفكار الهدَّامة .
كما تكمن أهمية التصدي لتلك الجماعات في أن يكون هناك فهم عميق ودقيق ومعلومات متكاملة للمعنيين ؛ تُسهم في معرفة الأُطر الفكرية والثقافية والدينية والقانونية لزرعها داخل شبابنا وإفهامهم بما يحويه ذلك التنظيم من تطرف فكري وسلوكي وعقائدي لا علاقة له بالدين والمذهب والعقيدة والعرف والقوانين ، في الوقت الذي يجب فيه تطبيق القانون بصرامة ؛ إذ عالج قانون العقوبات العراقي النافذ رقم 111لسنة1969المعدل في كثير من بنوده ، وأهم تلك المواد المادة 372 من القانون أعلاه التي نصت على ( يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بغرامة لا تزيد على ثلاثمئة دينار) كل من :
1 – من اعتدى بإحدى طرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقَّر من شعائرها .
2 – من تعمد التشويش على إقامة شعائر طائفة دينية أو على حفل أو اجتماع ديني أو تعمَّد منع أو تعطیل إقامة شيء من ذلك .
3 – من خرّب أو أتلف أو شوَّه أو دنَّس بناءً معدّاً لإقامة شعائر طائفة دينية أو رمزاً أو شيئاً آخر له حرمة دينية.
4 – من طبع ونشر كتاباً مقتبساً عند طائفة دينية إذا حرَّف نصَّه عمداً تحريفاً يغير من معناه أو إذا استخفَّ بحكم من أحكامه أو شيء من تعاليمه .
5 – من أهان بشكل علني رمزاً أو شخصاً هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية .
6 – من قلَّد علناً ناسكاً أو حفلاً دينياً بقصد السخرية منه.ظهرت في الآونة الأخيرة جماعة متطرفة وما تدعى بالقربان أفعالها
غريبة .
وعندما نلاحظ أن هناك أساليب تستخدمها تلك الجماعات ومن أهمها :
1) تجنيد الشباب : تستخدم تلك الجماعات المتطرفة تجنيد الشباب من خلال استغلال مشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية في أعمال ما تتبين أعمارهم مابين 16_20 عاماً من خلال نشر التطرّف ووضع ما يسمى (بالقرعة) لاختيار من يقع عليه شنق نفسه والانتحار وما لهذه الحالة من تصاعد خطير في العراق عامة وفي محافظة ذي قار خاصة .
2) الأسباب الاجتماعية والاقتصادية : استغلت تلك الجماعات البيئة المتدنية ثقافياً ودينياً ومادياً لبعض الشباب لغرض غسل عقولهم بفكر ديني متطرف لا يمتُّ للدين والمذهب والعرف بأي صلة ولابد للمتصدين للوضع الاجتماعي والعشائري والحكومي من أن يكون هناك تبنٍّ حقيقي وتقليلٌ لتلك الأسباب لقطع الطريق أمام من يحاول استغلال شبابنا اليوم في أفعال مؤذيه لنفسه ومجتمعه ودينه ومذهبه .
التوصيات
1) تعزيز التعليم الجيد من خلال تطوير المناهج وتطوير أساليب التعليم الجيد والحديث الذي يواكب ما تبناه القانون والشرع والعرف والمجتمع الذي يعيشه الشاب.
2) إجراء العديد من الدراسات لغرض تفنيد فكر تلك الجماعات المتطرفة ونشرها في المجتمع للفائدة.
3) الابتعاد عن سياسة الإقصاء لتلك الفئة من الشباب وتبني أفكارهم وتقليل المعوقات التي تواجهك حتى لا يكون للأفكار المتطرفة أي وجود فيما بينهم .
4) معالجة حالة العوز المادي لدى الشباب من خلال مشاريع اقتصادية تستوعب الأعداد الكبيرة منهم .
5) نزول المؤسسات الدينية والاجتماعية والأكاديمية إلى الشارع وعقد الندوات واللقاءات على أقل مستوى لانتشال هؤلاء الشباب من براثن تلك الأفكار غير المشروعة .  
6) القيام بأي عمل من شأنه تجنيب هؤلاء الشباب من ان يقعوا فريسة الأوهام والأفكار المتطرفة .

•كاتب وحقوقيّ