مشاهير يشترون {جمهوراً وهمياً} لتعزيز حساباتهم الرقمية

ريبورتاج 2019/06/15
...

باسم الخاقاني
بعدما أصبح عالم {السوشيال ميديا} منصة إعلامية مهمة صنعت الكثير من النجوم والمشاهير في شتى المجالات الفنية والثقافية والاجتماعية والرياضية ،  ظهرت جملة من الاساليب المتبعة في سباق المشاهير للحصول على أكبر عدد من الجمهور والمتابعين من بينها وأهمها شراء حزم متابعين وهمية ومشاهدات غير حقيقية، وتصل أسعار هذه الحزم والمشاهدات الى مئات والاف الدولارات.
المبرمج عمر نادر قال : بحسب اختصاصي بـ “عالم السوشايل ميديا” والتسويق الالكتروني ظهرت في السنين الاخيرة حالة من التسابق بين المشاهير لشراء “حُزَم الكترونية” لمتابعين وهميين لا حقيقة لوجودهم، تسمى “الرشق الالكتروني” ويبيع هذه الحزم متخصصون، وتصل أسعار الحزم الالكترونية الى مئات والاف الدولارات، ويتم توجيه هذه الاعداد الكبيرة من خلال حسابات صنعت خصيصاً لعمليات “الرشق الالكتروني” فتظهر وكأنها لأشخاص حقيقيين لكنها تابعة لشركات عالمية للرشق الالكتروني، أو من خلال اختراق حسابات مشتركين أجانب من بعض دول شرق اسيا وافريقيا وتكون هذه الإضافات والمشاهدات ليس 
بعلمهم.
ووضّح نادر بأن الدافع الذي يجعل مشاهير “السوشيال ميديا” يقدمون على شراء ارقام وهمية لزيادة متابعيهم هو التباهي بالشهرة فيما بينهم ولإقناع الجمهورالعام بأنهم يملكون جمهورا واسعا تصل اعداده الى الملايين ومئات الالاف، وإن أي مبرمج او خبير في “السوشيال ميديا” يستطيع وبسهولة وعبر برامج خاصة أن يكتشف الاعداد الحقيقية لمتابعي الحسابات الخاصة بالمشاهير، ومعرفة  الجمهور من اي بلد او مدينة، وقد اجريت احصائيات عامة كشفت ان أغلب المشاهير العرب والعراقيين المعروفين على “السوشيال ميديا”من نجوم في مختلف المجالات يستخدمون هذه الطريقة وطرق أخرى  في زيادة ارقام المتابعين لحساباتهم الشخصية وزيادة المشاهدات لأعمالهم الفيديوية.
ويرى خبير التسويق زيد يعرب:
إن ما يسمى “بالجمهور الوهمي” أصبح اليوم فصلا من فصول الشهرة المزيفة التي يسعى إليها الكثير من المشاهير حتى اصبح مصطلح “الجمهور الوهمي” تجارة رائجة لدى بعض المبرمجين، فنجد اليوم شركة “ديفيومي” الأميركية متخصصة في هذا المجال وتصنف على أنها الأفضل في هذا الجانب ويستفاد من خدماتها الكثير من نجوم هوليوود والشخصيات البارزة وحتى عضو مجلس إدارة “تويتر” مارثا لاين فوكس، إضافة الى الكثير من الفنانات العربيات مثل أحلام واليسا ونجوى كرم وانغام.
 
جمهور الريبورتات
وبيّن يعرب إن شركة ديفومي تجني اليوم نحو 17 دولارا مقابل كل 1000 متابع آلي وتتم هذه العملية عن طريق برمجة واجهة الكترونية للاستخدام البرمجي مستفيدين من ريبورتات آلية يتم من خلالها إنشاء مجموعة حسابات وهمية يتحكّمون فيها وإدارتها، حتى يجعلون منها حسابات نشطة تملك عدداً من التغريدات بهدف عدم اكتشاف أنها مزيفة، وعلل يعرب السبب وراء انجذاب النجوم الى الجمهور المزيف هو اختصار الوقت، وقلة التكلفة المادية مقابل العائد المعنوي الذي يضيفه الجمهور المزيف من حيث الأرقام، وتبعا لذلك باتت”الشهرة الوهمية” صداعا كبيرا لدى شبكات التواصل الاجتماعي “فيس بوك. وانستغرام. وتويتر” لأنها بدأت تفقد ثقة روادها لذلك شرعت هذه الشركات بابتكار حلول تسهم في مجابهة هذه المشكلة  لكن الأمر الى الان يصعب حله.
وتقول نور العلي التي تعمل في بيع الحسابات الالكترونية:
إن عملي يتركز بشكل أساسي على دعم حسابات أعملها بنفسي باسماء مختلفة واستمر بدعمها  أنا ومجموعة من الشباب والبنات مجتمعين بفريق أطلقنا عليه “فرق  الدعم الالكتروني” من خلال النشر المستمر بهذه الحسابات، وطرق أخرى خاصة في زيادة المتابعين لتصل الى أرقام كبيرة من المعجبين والاصدقاء والمتابعين ومن ثم نقوم ببيعها ، وإن أغلب زبائننا الالكترونيين هم أمّا من مشاهير الفن والاعلام والرياضة  أو المهووسين بالشهرة من الشباب والبنات، وبالرغم من ان أسعار بعض الحسابات تصل الى مئات وآلاف  الدولارات لكننا نرى إقبالا واسعا عليها من الشباب الذين يبحثون عن شهرة سريعة وقد لا يهمّهم نوع الجمهور الذي يتابع “البيجات “ والصفحات التي نبيعها إن كان حقيقي أو وهمي، والاهم عندهم هو الارقام الكبيرة التي تحملها تلك الحسابات ، ونوهت العلي أن الزبون بعد شراء الحساب يقوم بتغيير أسم الحساب فقط و ينشر به أعماله الخاصة أو الصور الشخصية التابعة له ليبين أن الحساب عائد له وأن الاعداد المتواجدة في الحساب هم جمهوره الخاص الذي 
يتابعه.
 
من سيغلق الفجوة ؟
الباحث والاكاديمي فراس نوار أكد:
 إن فشل المؤسسات الاعلامية في تقديم نماذج ناجحة للإعلام الرقمي جعل الكثير من الهواة يسيطرون سيطرة تامة على النوافذ الرقمية فلا يمكن اليوم السيطرة على تسابق الهواة والمشاهير ومنع نشاطهم لأنهم يستخدمون منصات “السوشيال ميديا” وهي غير مقيدة بأسس اعلامية ما تجعلهم أحرارا فيما يطرحون، ولديهم كل السبل في التسابق على جذب الجمهور الوهمي والحقيقي، وعد نوار الاعداد الوهمية الكبيرة من المتابعين تسهم في تضليل الرأي العام عبر إظهار بعض الشخصيات على إنها ذات أهمية واسعة، وعلى المؤسسات الاعلامية الإسراع في خلق أسس علمية  وإعلامية حديثة تصنع أشخاصا مؤثرين في برامج “السوشيال ميديا” لمجاراة ما يحصل على هذه المنصات، وتخفف من التوسع الوهمي لهؤلاء الاشخاص، ومن واجب كل المؤسسات الاعلامية اليوم أن تسوق اصحاب المحتوى الجيد في التخصص الفني والثقافي والاعلامي ودمجهم وتسويقهم بصورة حقيقية وأكثر فاعلية  ليتسنى للجمهور إيجاد المحتوى الجيد والبديل. وأضاف نوار بأن هناك فجوة كبيرة بين الاعلامين الرقمي والتقليدي لا تردم الا من خلال  دراسات وتفاهمات تعنى بجذب انتباه المتلقي والاستحواذ على اهتمامه من خلال خدمات وبرامج تطويرية تنطلق  بالافكار والطرق الانتاجية. 
طرق مشروعة 
سجاد المياحي بكالوريوس الهندسة الالكترونية والاتصالات  قال : منذ فترة طويلة وأنا  أعمل في مجال استعادة الحسابات الالكترونية المسروقة وتأمينها، وبحكم علاقتي المتينة  مع بعض المشاهير ومعرفتي بأساليب “الكرز” طلب مني الكثير منهم طلبات غريبة وغير معقولة، و كان أغربها ان أحدهم طلب مني أختراق صفحة أحد المشاهير من خصومه وأغلاقها تماماً مقابل مبلغ كبير من المال نتيجة انزعاجه من حضوره  القوي وكثرة المتابعين له، وهذا يعني ان هناك تنافسا غير قانوني لا يمت للاسس المهنية بأي صلة بين أغلب مشاهير “السوشيال 
ميديا”.
وأبدى المياحي استغرابه أيضا من الارقام الوهمية التي يشتريها المشاهير ،وبحسب تعبيره، فأن الكثير من نجوم ومشاهير العراق والعرب اصبحوا يهتمون بالارقام الوهمية وتناسوا جمهورهم الحقيقي وان كان أقل، فهو الاهم لأنه جمهور حقيقي ومشاعره وردود أفعاله ومشاركاته فعلية وحقيقية، وهناك طرق إعلانية مشروعة تجلب الجماهير بأقل كلفة وأكثر فاعلية ولها جمهورها الحقيقي من خلال استخدام البطاقات التي تعمل في دعم الاعلانات على مواقع السوشيال وهذه الطرق تجعل من جدار الحماية للحساب أكثر قوة ولا أعرف لماذا يبتعد عنها المشاهير ويقعون في فخ الجمهور الوهمي الذي قد يتسبب في النهاية بضعف “جدار الحماية الالكتروني” لحساباتهم الشخصية وقد تتعرض للتهكير والسرقة بسهولة من خلال الثغرات الالكترونية التي تجلبها العمليات غير 
القانونية.