قاسم حداد
التشكيل العراقيّ وجه واحد وبارز من تجربة التشكيل العربيّ عامة. وعلاقتي بهذا الوجه يذكرني بزيارتي الباذخة لمعرض مبكر للفنان شاكر حسن سعيد، الذي كان يقدم تجربة الاعتقال السياسيّ في لوحات بيضاء. كنت مع الصديق (أبو سعد) وقت دراسته في زيارة للبصرة. لكننا جميعا نعرف تجربة شاكر حسن سعيد، الفنان الذي درسَ أكثر فناني البحرين وتأثر به البعض حد التقليد، لكن بشكل شخصيّ عرفت تجربة الفنان الحديث ضياء العزاوي الذي دخلت معه في تجربة مشتركة عن قيس وليلى بعنوان "أخبار مجنون ليلى". وأظن أن الفنان الشاب حسن عائد يأتي بتجربته الجديدة ليحاور التجارب الشّعريّة العربيَّة الجديدة، بأسلوبه التجريدي الجديد، ويطرح اختلافا نوعياً عما سبقه من تجارب.
سيلعب الخط واللون إداة تعبيرية بالغة التجريد، حتى إنه سوف يكتشف بعض الوجوه المجردة بين تخطيطاته في أعماله من دون أن يمنحها تجسيدا يميزها. والتجريد في أعمال عائد يصعد محاولاً موازاة شعريّة النّص، من هنا يبدأ الحوار الإبداعي الطموح، بين الشّعِر والتشكيل، ربما هذا ما بدأت اسميه "كسر المعنى".
بعد نجاح الشاعر الجديد في تجارب كسر شكل الكتابة، وظني أن محاولات كسر المعنى التي قد تتمثل في بعض النصوص الشّعريَّة الجديدة، من شأنها أن تفتح باباً جديداً في تجربة الشِّعر العربي الجديد.
واعتقد أن جماليات اللغة العربية بالغة التجريد، وأن جماليات اللغة العربية سوف تساعد في هذا الجهد.
ربما ساعدتنا تجارب التشكيل التي يحاولها الفنان الشاب حسن عائد في اكتشاف هذا الأفق الزاخر بالغموض، ومن غير مزاعم الانجاز قيد العمل. نحن في تجربة حسن عائد نتلمس الخطوات الطموحة نحو مكالمة الشِّعر بلغته الغامضة من دون طرح المزاعم اننا ندرك تحقيق طموحنا، وكذلك ليس من المتوقع أن يطرح حسن عائد تلك المزاعم، إننا في المحاولة فحسب.