في هذه العزلة المرّة

ثقافة شعبية 2024/08/01
...

 رياض النعماني

 في هذه اللحظة التي يفترق فيها التاريخ عن الإنسان، ويحدث نوع من  خيانة الوجود الضوئي الأول لبياض العلاقة التي كان فيها المطلق يمشي في براءة الأرض وصلواتها مع الإنسان يداً بيد.. وتُرتكب الجريمة ضد الشعر في ظلمة العالم المتوحش الضاري الرهيب .
  في هذه العزلة والوحدة الفريدة لروح الكون ...
ليس للفطرة، وزهرة القلب، وحلم الروح بمدن المستقبل من يستبسل في الدفاع عنها سوى الفعل الإبداعي النيّر .
  فما نشهده اليوم من مشروع وجودي هائل للقتل الذي لا يُصدَّق، وتجريد الكائن من كينونته، ودفع عناصر حصاره الخارجي إلى أعماق داخله المهدد، فيتحول هذا الداخل من مجموعة أعياد ونجوم، وينابيع سرية  تسهر على حراسة حلمه الذي لا يتوقف عن ابتكار الغد الحر على هذه الأرض، وعن الذهاب والارتفاع لتحقيق وحدته مع الكون في حركة يرعاها الخيال للقاء..(العلم - الابداع)،  (الميتافيزيق-الروح )
 في هذا الذي نشهده في فلسطين وبقاع عديدة من العالم من جرائم تدمير وموت وإمحاء- خرج عن حدود التصور- للإنسان، وما صنعه من جماليات للمكان والأرض والتاريخ، ينبغي أن يكون للابداع  صوت يرتفع عمودياً، في لحظة هطول الفناء على الناس والبناء، كي تقول الروح :
  إن صوتها النبوي الإبداعي يصعد هكذا عالياً في برهة المواجهة الصعبة، فهو صوت الحق والعدالة والضوء، وصلاة عشق الكيان المنذور لصيانة قيم الحرية والحب وأخوة البشر .
   هكذا إذن يقول الشعر إنه قادر على خلق حقائق العالم من جديد، ففي هذ الكوكب ما يستحق ذلك.
   طوبى للإبداع
   طوبى لكم .