حسين الإصلاح

ريبورتاج 2024/08/04
...

 حسين المفوض


واقعة الطف، هي ملحمة وقعت سنة 61 للهجرة في كربلاء المقدسة بين الحسين بن علي «ع» وأنصاره من جهة، وجيش الكوفة من جهة أخرى، وأدّت إلى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه وسبي أهل بيته روحي لهم الفداء.

الحقيقة إنَّ كل ما يُكتبُ عن الإمام الحسين وأخيه الإمام العباس «ع» أو يُكتبُ أبياتٌ من الشعر لم يتمكن من الوصول الى حقيقتهم، فهم أولياء الله وأحباؤه. فقد قال سيد الكائنات محمد «ص» (حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ)، وكذلك قال (من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم) (تاريخ ابن عساكر ج14 ص156 ) وهناك أحاديث كثيرة للنبي «ص»، وقد جاء في محكم كتاب الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥) [النجم ٣-5. بمعنى أنَّ كلام الرسول الأكرم هو كلام الله، وان المقوله المشهورة (الدين محمدي الوجود حسيني البقاء) فيا ترى هل ما يعتقده المؤمنون من أنه لولا الإمام الحسين (عليه السلام)، ولولا مواقفه وشهادته في كربلاء لما بقي من الإسلام إلا اسمه ومن الدين إلا رسمه، ولكان الإسلام اليوم كبقيَّة الأديان السماويَّة الأخرى ـ اليهوديَّة والمسيحيَّة ـ ليس لها تطابقٌ مع دين الكليم موسى والمسيح عيسى (ع) إلا في الاسم ودعوى الانتساب إليهما.

عندما يبدأ الكلام عن معركة الطف نقف متحيرين كيف توازنت المعركة العدد القليل لمعسكر الحسين (ع) مقارنة بجيش عبيد الله ابن زياد وهو جيش منظم وكامل العدة والعدد ومستعد للحرب وقد عسكر في منطقة الابراهيميَّة وهي تقع بين الحله وكربلاء أي تبعد عن رأس الإمام الحسين «ع» حوالي (13 كلم) الجدير بالذكر أنَّ مساحة الأرض التي عسكر بها جيش عبيد الله ابن زياد ولم ينبت بها عود أخضر من تاريخ المعركة وحتى الآن، وقد جاءت الآثار من كل دول العالم ليحللوا هذه التربة فقولهم إنه لا يوجد تربة مشابهة لهذه التربة ولا تزال شاهداً حياً على قساوة جيش عبيد الله، فتقاس بأنَّ هذه المسافة أنَّ عدد الجيش كبيرٌ جداً فكيف كانت الملاقاة بين الجيشين.

وقد ذكر المؤرخون أنَّ الإمام الحسين «ع» كان يحمل سيف جده النبي «ص» ولم يحمل سيف أبيه علي ابن طالب (ذوالفقار) لأنه جاء للإصلاح لا للحرب، وقد كلم القوم فقال لهم «هل غيرت لكم سنة أو شريعة وهذا سيف جدي» حتى يوصل رسالة الى القوم بأنه لم يرد القتال، بل كان يريد الإصلاح، وقد قال كلمته المشهورة (إنْ كان دين جدي لا يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) وكذلك لم يأذن لأخيه البطل (الإمام العباس عليه السلام) بالقتال، إلا أنَّ الإمام العباس «ع» أصرَّ على القتال فقال له الإمام الحسين «إنْ كان لا بُدَّ من ذلك فجلب الماء للعيال لا للقتال وقد دخل الإمام العباس الى المشرعة وقد انهزمت الصفوف وكشف المشرعة لأن الامام العباس كان يعد بألف فارس فكيف يصمد أمامه الجيش بل أن الله زرع بهم القوة وقد كرمهم بـ (72 حرفاً من اسم الله الاعظم) وقد كان نبي الله موسى «ع» كرمه الله بـ (بحرفين) من اسم الله الأعظم فكان يلقب بالقوي الأمين فكيف وان الإمام الحسين كرمه الله بـ (72 حرفاً من اسم الله الاعظم) فكيف تكون قوته فإجابة على هذا السؤال تكون خارقة، فهذا الكلام هو رسالة للحاقدين على أهل البيت عليهم السلام فيلقارن بينه وبين نفسه.