احتفت قيادة محور الشمال للحشد الشعبي بالذكرى الخامسة لصدور فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي التي كانت خطوة جبارة في هزيمة عصابات «داعش» الارهابية والحفاظ على وحدة البلاد وامنه، وبينما نظم فريق «لنا بصمة» التطوعي في واسط وقفة تضامنية لاحياء الذكرى السنوية الخامسة لضحايا مجزرة قاعدة سبايكر تضمنت ايقاد الشموع وكلمات بالمناسبة، أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أنه لم يفتح اي تحقيق قضائي حقيقي بمجزرة سبايكر لغاية الان، مشيرة إلى أن المجزرة ترقى حسب الأعراف الدولية إلى جريمة حرب.
وقال قائد محور الشمال لافواج الحشد الشعبي، في الاحتفالية التي جرت في قاعة وسط كركوك وبحضور شخصيات سياسية وامنية ودينية وتضمنت القاء عدد من الكلمات والخطب تناولت الانتصارات العظيمة التي حققتها القوات الامنية: ان فتوى الجهاد الكفائي وحدت العراق بكافة مكوناته ليتم التصدي لاشرس هجمة والتمكن من الانتصار على «داعش» واستعادة المحافظات التي اغتصبها.
وأضاف أن هزيمة «داعش» تمثل انتصار الحق على الباطل والطغيان وسنبقى على ذات المسير من اجل الوقوف بوجه اي مخطط لهم، مبينا ان الحشد الشعبي يتهيأ للمرحلة القادمة لافشال اي هجمة من قبل العصابات الارهابية التي تؤكد المعلومات انهم يحاولون لملمة شتاتهم لمرحلة اخرى.
وتضمنت الاحتفالية كلمات وخطبا بدأها قائد عمليات المقر المتقدم اللواء الركن سعد حربية بكلمة اكد خلالها ان الفتوى التي صدرت من السيد علي السيستاني كانت بمثابة البداية لوحدة العراقيين وتكاتفهم، مبيناً ان الحشد الشعبي ضم كافة اطياف الشعب.
بدوره عبر محافظ كركوك راكان سعيد، في كلمته بالاحتفالية، عن أمنيته بصدور فتاوى كفتوى الجهاد الكفائي من كافة المراجع في البلاد لانها كانت اساس الوحدة لايقاف الهجمة البربرية، لافتا الى انهم يستذكرون اليوم البطولات التي حققها الحشد الشعبي بمجاهديه الذين حملوا السلاح وانقذوا المواطن بعد ان نال التعذيب والقتل والاقصاء والتهجير والاعدام. من جهته، اكد المتحدث باسم الحشد الشعبي محور الشمال ان الفتوى تتويج للسلام والامن في كافة مدن العراق، مبيناً ان الذين حملوا السلاح من المجاهدين يشاركون اليوم في حملة الاعمار والبناء.
وعن جريمة سبايكر، التي تزامنت مع ذكرى صدور فتوى الجهاد الكفائي، قال عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، في تصريح صحفي: إن «جريمة سبايكر واحدة من أبشع جرائم عصابات (داعش) الإجرامية وهي ترقى حسب الأعراف الدولية إلى جريمة حرب»، مبينا أن «الجريمة تقف وراءها جهات كانت نافذة في الدولة ولها ارتباطات محلية وإقليمية ودولية، وقامت هذه العصابات بإشراك العديد من الجهات تحت عناوين مختلفة لإخفاء خيوط الجريمة، التي استهدفت الضحايا من جميع مناطق العراق وكانت الحصة الأكبر لمحافظات، بغداد وذي قار وبابل».
وعن إجمالي الضحايا اوضح البياتي، أنه «تم العثور على 1908 جثث حتى الآن وعدد من تم التحقق من جثثهم وتسليمها إلى ذويهم 807 جثث، وعدد المقابر التي تم فتحها حتى الآن 17 مقبرة وما زال العمل جاريا على فتح بقية المقابر».
وعن سير التحقيقات المتعلقة بالحادث، ذكر البياتي أنه «لم يفتح تحقيق قضائي حقيقي في هذه الجريمة من كل أبعادها باعتبارها جريمة حرب، إنما يتم بين وفترة وأخرى اعتقال ومحاكمة بعض الأفراد المتورطين، وذلك ناجم عن عدم وجود نص في القوانين العراقية تحاكم بموجبه جرائم الحرب».
وأكد البياتي أن «عدم وجود نوع كهذا من القوانين يعد نقصاً مخلاً في تطبيق العدالة واختفاء الكثير من تفاصيل الجريمة وعدم إشراك الضحايا أو عوائلهم أو الشهود الذين يعدون اليوم من أهم أركان تطبيق العدالة»، مشيرا إلى أنه «من الضروري أيضاً، حماية الناجين من المجزرة واعتمادهم شهود عيان على الجريمة ومنحهم حقوقاً وافية لحياة كريمة وأمينة». وبهذه المناسبة، نظم فريق «لنا بصمة» التطوعي في واسط وقفة تضامنية لاحياء الذكرى السنوية الخامسة لضحايا مجزرة قاعدة سبايكر تضمنت ايقاد الشموع وكلمات بالمناسبة.
واوضح رئيس الفريق حسين البديري، في حديث لـ»الصباح»، ان عددا من الشباب في فريق «لنا بصمة» التطوعي، نظموا وقفة تضامنية لاحياء الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة قاعدة سبايكر التي راح ضحيتها ابرياء قتلوا بدم بارد، مشيرا الى ان الوقفة التي شهدت مشاركة عدد من شرائح المجتمع تخللتها مطالبة الحكومة المحلية بضرورة فتح مركز لتلقي شكاوى عوائل الضحايا ضد منفذي المجزرة تمهيدا لرفعها الى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
واضاف ان المشاركين في الوقفة اوقدوا الشموع للاعلان أن كل روح من ضحايا جريمة سبايكر تعد بمثابة شمعة تنير طريقنا وتحرق المجرمين، مشيرا الى ان المشاركين طالبوا باعتبار مجزرة سبايكر جريمة العصر وابادة جماعية بحق البشرية، وان منفذي الجريمة هم من مرتكبي جرائم الحرب الذين لابد من محاكمتهم وانزال اقصى انواع العقوبات بحقهم، من اجل احقاق الحق وانصاف عوائل الضحايا.
وتابع البديري ان المشاركين في الوقفة جددوا مطالبهم لنقابة المحامين برفع دعوى قضائية ضد مرتكبي جريمة سبايكر التي راح ضحيتها عدد كبير من أبناء الجنوب والفرات الاوسط من بينهم 80 شهيدا من اهالي محافظة واسط، لافتا الى ان الدعوى القضائية يجب ان تحمل طابعا محليا لدى المحاكم العراقية وطابعا دوليا من خلال الاحتكام لدى المحكمة الدولية في لاهاي.