عواطف مدلول
تصوير : علي قاسم
تضع دول العالم المتحضرة خططها المدروسة بشكل دائم للنهوض بمستوى شبابها، لإيمانها الكبير بأنهم صناع المستقبل، حيث تحتفل سنوياً بهم في مثل هذا اليوم، والعراق من البلدان التي حظي فيها الشباب برعاية واهتمام من قبل المختصين، لا سيما بالمجالات المتقدمة بالحياة لتطوير إمكانياتهم وقدراتهم فيها، والثورة الرقمية التي أحدثت انقلابات واسعة في عالمنا الحالي، تتطلب استثمار الطاقات الشبابية لمواكبة الانفتاح التكنولوجي القائم على الذكاء الاصطناعي، من خلال فسح المجال أمامهم للتعلم والإبداع.
الدكتور صفد الشمري رئيس مجلس المسار الرقمي العراقي، ورئيس مؤسسة بغداد للتواصل والإعلام الرقمي يقول: في اليوم العالمي للشباب والذي يصادف لدينا بالعراق تحديداً يوم 12 آب الذكرى السنوية الأولى لإطلاق المجلس الأعلى للشباب التابع لرئاسة مجلس الوزراء الذي يرأسه السيد رئيس مجلس الوزراء، إذ يعد هذا المجلس بشكل عام انبثاقة حقيقية لما يتعلق بموضوع تنمية قدرات الشباب في جميع الاتجاهات، ووضعهم هدفاً تنموياً كبيراً مستداماً في العراق وهي الخطوة الأولى على مستوى تاريخ البلد بهذا
الاتجاه.
مضيفاً: أن الحديث عن تنمية مهارات الشباب المفروض أن يكون بالتوازي مع الحديث عن تنمية مهاراتهم الرقمية، فنحن نعيش اليوم في عصر الثورة الرقمية الرابعة ثورة الديجتال التي ألزمت جميع الدول بضرورة تنمية مهارات شبابها، في ما يتعلق بالقدرات الرقمية تحديداً، لكونها تدخل في كل مجالات الحياة فليس هناك أي مضمار أو أي علم أو أي مجال لا تكون هناك استخدامات رقمية فيه، وبالتالي من الضروري أن تكون هناك آليات وستراتيجيات لتنمية المهارات الرقمية للشباب
العراقي.
مبيناً: اليوم ما يجري وحتى هذه اللحظة تقريباً نستطيع القول أن أغلبهم يعتمد على نفسه في تطوير مهاراته، وعندما تسأل بعض أصحاب القدرات والمهارات الرقمية المتقدمة من الشباب كيف عملت على تنمية مهاراتك، يقول من خلال بعض الدورات وأنا الذي بحثت عنها وذهبت إليها أو عن طريق المحاولات الخطأ، حيث بدأت التجربة بنفسي من خلال محاضرات اليوتيوب أو الإرشادات أو تعاونات خاصة، وبالتالي يعتمد على جهوده الشخصية فقط من دون أن تكون هناك جهة رسمية أو مؤسساتية إن جازالتعبير، تعمل على تنمية هذا الاتجاه لديه وتقدم له يد العون وتسهل الأمور أمامه.
ويوضح الشمري: انبثق مجلس المسار الرقمي العراقي الذي هو أحد تشكيلات مؤسسة بغداد للتواصل والإعلام الرقمي بوصفه منظمة غير حكومية، لتكون الجهد المدني الأول بالعراق الذي يتعلق بتنمية المهارات الرقمية للشباب بشكل عام سواء كانوا بمراحلهم الدراسية أو الجامعية حتى في قطاعات الأعمال
المختلفة.
ولدينا مجموعة فعاليات من ضمنها، وأهمها يفترض أن تنطلق خلال الشهر المقبل وهي أول مبادرة في العراق لتنمية قدرات ألف شخصية شابة عراقية، من خلال مجلس المسار الرقمي العراقي وتحت إشراف المجلس الأعلى للشباب في رئاسة مجلس الوزراء، ستكون أول خطوة للتدريب على مهارات متعددة تتعلق بصناعة وجودة المحتوى الرقمي، وحتى استخدامات تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل
عام.
ونتطلع أن تكون في الربع الأخير من هذا العام 2024والعام المقبل 2025 الحصة الأكبر بذلك، ونتوقع بأننا سنحتفي بألف قائد رقمي لديه مهارة وشهادة معتمدة بأنه يجيد المهارات الرقمية ويحسن التعامل مع الفضاء الرقمي، لذا ندعو المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية إلى دعم مسارنا هذا من أجل شباب واعين متمكنين من مواجهة متغيرات العصر.
أضف إلى ذلك لدينا نشاطات أخرى عملت على تنمية مهارات الشباب ومنها إقامة المهرجانات، مثل مهرجان العراق للمحتوى الرقمي وبمواسمه السنوية: الأول والثاني والثالث، الذي استهدف 250 شخصية نخبوية في العراق أسهموا في صناعة محتوى رقمي رصين، وتقريباً هي البادرة الأولى التي تسعى لمحاربة المحتوى الهابط من خلال دعم المحتوى الرصين وتشجيعه، وقد تم التركيز على الشباب النخبة، من الصحفيين والإعلاميين والشعراء ومن العاملين في مضامير
مختلفة.
ومن النشاطات الأخرى المنجزة كذلك بين الشمري : أنهينا مؤخراً دورة تدريبية مع معهد إعداد القادة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بخصوص تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتنمية قدرات سبعين شاباً مرشحاً لدورة التأهيل الدبلوماسي في العراق على موضوعة الذكاء الاصطناعي الذي يمس جميع قطاعات الأعمال، فحينما لا تفهم به لا يمكن أن تفهم بمجال عملك، خاصة أن هؤلاء الشباب الذين سيمثلون البلد بالخارج ويفترض أن تكون لديهم دراية واسعة بالتعامل مع الذكاء الاصطناعي وثقافة عامة بهذا الموضوع.
وبمستويات متعددة من الدورات أقمنا أيضاً قبل شهرين بالتعاون مع قيادة الشرطة الاتحادية في العراق، وشملت جميع قادة وآمري تشكيلات الشرطة الاتحادية، وكانت عن مواضيع التزييف العميق وقضية صناعة محتوى رصين والذكاء الاصطناعي.
ولمجلسنا أيضاً تعاون مع الجامعات، إذ نلقي دورات في ما يتعلق بالحماية الرقمية للشباب والأمن السيبراني، وكانت لنا تعاونات مع وزارة الداخلية ومستشارية الأمن القومي وغيرها من الجهات.
أما عن الخطط الجديدة فقد أعلن الدكتور صفد الشمري: أن هناك تعاوناً مقبلاً ينبثق هذا الأسبوع مع شعبة الإعلام النسوي في الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، لتطوير مهارات الشابات العراقيات واسميناه برنامج(تنمية المهارات الرقمية للمرأة المسلمة)، خاصة أن المحتوى الهابط والتقنيات التي استخدمت بشكل سيئ استهدفت بصورة أساسية الأسرة من خلال استهدافها للمرأة وبالذات الشابة، وبالتالي كانت لدينا هبة في قضية مواجهة هذا الاتجاه من خلال برنامج سيستمر مدة طويلة، ستنطلق أولى فعالياته من داخل الحرم الحسيني الشريف هذا الاثنين، إذ سوف تقدم لمئتي شابة تقريباً دورة تتعلق بقضية الإدمان الرقمي، وكيف يؤثر ذلك فيها سلباً، وما سبل مواجهته وكيفية تحصينها منه، ومن ثم يتدرج هذا البرنامج إلى عدة مستويات وجميعها تستهدف الشابات طالبات الجامعة، لذلك نعول كثيراً على المجلس الأعلى للشباب في العراق في قضية دعم هكذا نشاطات، وبالفعل لمسنا ذلك من خلال كونه راعياً لهذه الفعاليات ولديه مشاريع كثيرة وكبيرة
بها.
واختتم الدكتور صفد حديثه بخبر افتتاح الأكاديمية العراقية للمهارات الرقمية بالتنسيق مع مجموعة المدارس الملكية في بغداد، مشيراً بقوله: الأكاديمية حالياً مجهزة ومؤهلة لاستقبال دورات تستهدف الشباب، والدعوة مفتوحة لكل مؤسسات الدولة والجامعات والمدارس إلى إمكانية أن نكون شركاء في تنمية مهاراتهم، وفي ما يتعلق بطلبة الجامعات والمدارس ستكون خدماتنا لهم مجانية لغرض بلوغ الهدف السامي، حتى يكون لدينا شباب يعون استخدامات الوسيط الرقمي بالعراق ويجيدون التعامل مع المستقبل.