بغداد / سها الشيخلي
يعد الفولكلور مجموعة العادات والتقاليد والاساطير والحكايات والقصص المنقولة عن الفنون القديمة تنتقل من جيل الى جيل آخر عن طريق الرواية الشفهيّة غالبا، ويقوم كل جيل باضافة احداث اخرى جديدة او حذف بعضها لتتوافق في النهاية مع واقع حياته، ان هذا الابداع ليس من صنع فرد بل نتاج جماعة انسانية تريد الحفاظ على الموروث الشعبي.
وأصل كلمة فولكلور جاءت عن اللغة الألمانية يقابلها باللغة العربية (التراث) ويعني ثقافة الاسلاف، وظهر المصطلح الانجليزي فولكلور عام 1846 إذ استخدمه عالم الاثريات الانجليزي سيرجون وليام تومز، وقد شاع مصطلح فولكلور بعد ذلك بمعنى حكمة الشعب ومأثوراته كمصطلح يدل على موضوعات الابداع الشعبي حتى تطورت وتقدمت مناهج علم الفولكلور واتسع مجال بحثه ليشمل مختلف أوجه النشاط الخلّاق في بيئته وارتباطه بالثقافة الانسانية ككل، بدأت عملية تعريف الفولكلور وتوثيقه في القرن التاسع عشر والعشرين بعد أن ظهرت مجموعة لدى الشعوب التخصصات والابحاث الانسانية التي اهتمت بالفولكلور كعامل مهم في الثقافة.
المهن المتوارثة
الظروف التي مرّ بها العراق، والحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي، أجبر أصحاب المهن الحرفية إلى ترك العمل في هذه المهن المتوارثة من الأجداد.
وفي الاونة الاخيرة تمت اقامة مهرجانات خاصة بالأعمال اليدوية، بمشاركة الفتيات والنساء، الارامل عرفت بالـ “بزار”، عرضت خلاله منتجات عدة تخص مجالات التزيين، وصناعة الحلويات واخرى خاصة بالصناعات الفولكلورية واليدوية باشراف منظمات محلية.
وتعد الصناعات الفولكلورية واليدوية، من أهم الصناعات التي تُظهر حضارة وثقافة الشعوب، تنتشر في المناطق السياحية؛ كونها تجد إقبالاً من قبل السائحين الذين يسعون لاقتناء ذكرى لزيارتهم من تلك البلاد. كما تعد الصناعات والحرف اليدوية، إحدى أهم السبل لدعم محدودي الدخل.
وفي العراق، يتميز أهله بالكثير من الصناعات اليدوية الحرفية، ولعل من أبرزها مهن مثل “الندافة والحدادة والخراطة والسجاد اليدوي والنجارة وصياغة الذهب والفضة وصناعة الجلود، وغير ذلك”.
وعلى رغم التاريخ المميز للعراقيين في الصناعات اليدوية إلّا أنّ السنوات الماضية كانت كفيلة لاندثار أغلب تلك الحرف، بسبب الحروب والنزاعات الداخلية، ما أدى لغياب السائح والذي يعتمد عليه بالدرجة الأولى لتسويق تلك المنتجات.
الحرف اليدويَّة
أرامل ويتامى، تركتهم الحروب المتعاقبة في العراق، فضلا عن أوضاع اقتصادية متدنية، جعلت أسراً عديدة بدون دخل مادي يعينهم على المعيشة، حتى ظهرت مؤسسات تساعدهم وتدرّبهم على الحرف اليدوية، لتعطي عدداً من النساء الفرصة للتدريب على الحرف اليدوية، لمساعدتهن على تجاوز الصعوبات، إذ تقوم بتدريبهم.
وفي منطقة الجبايش العراقية، تسعى إحدى المنظمات للاستفادة من التاريخ الثري للصناعات اليدوية بالمنطقة، من خلال تعليم 12 رجلًا وامرأة، استخدام التقنيات التقليدية الخاصة بتلك الصناعات.
وتسعى احدى المنظمات للحفاظ على الصناعات المحلية، بتقديم دورة تدريبية لمدة عام.تقوم بالتدريب لمحترفين يعملون في المجتمع المحلي، لإبداع منتجات مثل المهفة وهي “مروحة يدوية”، والأبسطة والسلات وغيرها، والتي تتكون من سعف النخيل.
الهدف من المشروع، هو الخوف من اندثار الصناعات اليدوية، مثل المهفة وصناعة السجاد وصناعة كواريك الأطفال وبعض الصناعات التقليدية الأخرى.
وتباع المنتجات التي تصنع أثناء الدورة التدريبية، في الأسواق المحلية، ويتم تسويقها للسائحين، ويتم شراؤها في الغالب كتذكار. ويتراوح سعر القطعة بين خمسة دولارات إلى 300 دولار.