اشتدت المنافسة بين أندية المقدمة واتضحت ملامحها خلال الجولة الحادية والثلاثين من دوري الكرة للموسم الحالي ولايزال الشرطة يتمسك بقوة بصدارة الترتيب وقد وسع الفارق الى عشر نقاط مع اقرب ملاحقيه القوة الجوية في حين اقترب الزوراء بثقة كبيرة من الكرخ صاحب المركز الثالث مستغلا خسارته امام نفط ميسان ليقلص الفارق النقطي بينهما الى نقطتين فقط ، وسنمر سريعاً في هذه الوقفة الفنية على ابرز المتغيرات الخططية لثلاث مباريات جماهيرية حظيت بمتابعة الجميع وسنبدأ بنادي الشرطة الذي ظفر بثلاث نقاط مهمة امام أربيل بفوزه بواقع هدفين مقابل هدف واحد وقدم شوطاً واحداً مميزاً في كل شيء وحرص على تطبيق التكتيك الهجومي بشكل فعال وملحوظ بعد عودة المبدع سعد عبد الأمير الى التشكيل وكان نشطاً في نقل الكرة وامداد المهاجمين بالكرات المستمرة بمعية المتألق المخضرم كرار جاسم والمحترف معروف يوسف في الاستلام وتطوير الهجمة واتضحت منهجية المدرب في تغيير اللعب من جهة إلى أخرى بسلاسة واضحة ولعب الكرات العالية الى ميمي في الطرف وتفعيل خط الهجوم وأداء دور الجناح في الجانب الذي يعمل خلخلة في التنظيم الدفاعي والبحث عن الفراغات البعيدة عن التغطية والرهان على قوته البدنية في افتكاك الكرة والتصويب بكلتا القدمين وقد نجح عبر هذا الأسلوب في تسجيل الهدف الثاني فضلا عن اللامركزية في التموضع وطلب الكرة خلف المدافعين بالتناوب مع خبرة الهداف علاء عبد الزهرة صاحب الهدف الاول لكن ابرز ما ميز أداء القيثارة في هذا الشوط هو السهولة في البناء واستلام الكرة في الفراغ بين خط اللعب ، بيد انه وفي الشوط الثاني انكشفت العديد من الثغرات الدفاعية التي رصدناها وكان بمقدور أبناء هولير ومدربهم القدير اكرم سلمان تعديل النتيجة لاسيما في جهة اليسار والصعوبة في غلق المساحة امام التصويب البعيد والراحة الكبيرة لدى الكتيبة الصفراء في عمل الكروسات من طرفي الملعب او لعب الكرات البينية المرسلة خلف المدافعين.. وعليه بات لزاما على نيبوشا معالجة هذه الثغرات التي بدأت تظهر جليا في الشوط الثاني إذا ما أراد الاستمرارية في حصد النقاط والاقتراب من خطف لقب الدوري للموسم الحالي.
الجوية والميناء
في مباراة القوة الجوية والميناء التي احتضنها ملعب الشعب وانتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكل منها، هيمن السفانة على مجريات اللقاء في شوطه الاول من حيث البناء وتدوير ونقل الكرة والتواجد المتكرر في منطقة جزاء الحارس الجوي محمد كاصد، بينما عانى المدرب أيوب اوديشو - الذي بدأ المقابلة بغياب ابرز لاعبيه على غرار حمادي وسعد ناطق وسامح سعيد وكرار نبيل ومحمد قاسم- من مسالتي اخراج الكرة السلس من مساحته وبناء اللعب المتسلسل عبر الكرات القصيرة التي كانت تقطع من قبل لاعبي الضيف، بفضل الزيادة العددية الموجهة في وسط الملعب والإفادة من التحولات السريعة ونقل الكرة الى طرفي الملعب أو لعب الكرات البينية المرسلة الى محمد شوكان بين مدافعين واكتفى الجويون بالكرات العالية المرسلة خلف المدافعين تنطلق من جهة علي بهجت ومصطفى محمد معن الذي اتضحت في هذه المواجهة بالبعض من واجباته الهجومية في الامام لكن تلك الهجمات واجهت صعوبة كبيرة في اختراق دفاعات الميناء بسبب اللعب بكتلة متراصة وتطبيق دفاع المنطقة عند فقدان الكرة وتعد الهجمة المنسقة بين احمد عبد الأمير وإبراهيم بايش هي الأخطر خلال هذا الشوط الذي انتهى بالتعادل السلبي.
لكن الشوط الثاني شهد تغيرا واضحاً في الأداء والنتيجة بعد حصول النادي الجنوبي على ركلة جزاء وتقدمه بهدف وحيد قابله تحسن في الفعالية الهجومية للصقور والتنويع في ارسال الكرات الى الامام والى طرفي الميدان او التمرير القصير في وسط الملعب وتدوير الكرة والاقتراب من مرمى الميناء وحصر اللعب وضغط المنافس في زون محدد لا يتجاوز 30 متراً لحين إيجاد الفراغ في ثلثي وسط الملعب والهجوم وبعمق دفاعات الميناء المتماسكة بفضل التغييرات الخططية على دفعات التي حدثت عبر الزج باللاعبين محمد قاسم ، وكرار نبيل ومن ثم حمادي احمد الذي ادرك هدف التعادل اثر تمريرة ذكية من المحترف سالمون الذي ضرب الدفاع من جهة اليمين بيد ان الكرات المقطوعة شكلت هاجسا مخيفا على الحارس كاصد بسبب سرعة الانتقال لأبناء المدرب احمد صبري الذي افلح في خطف نقطة التعادل في هذا اللقاء وتمكن من فرض أسلوبه الدفاعي المحكم..
الزوراء ونفط الجنوب
الزوراء واصل بنجاح جمع النقاط وتحسين صدارته في ترتيب الدوري بعد فوزه على نفط الجنوب بهدفين مقابل هدف واحد، المدرب حكيم شاكر فضل اراحة عدد من لاعبيه عند بداية المواجهة وحافظ على أسلوب لعبه المتمثل باتقان الكرات المرتدة والتحول السريع وتفعيل الهجمات في طرفي الملعب وتحديدا في جهة اليسار وتطوير الهجمات كلما حصل على الكرة الثانية في الثلث الهجومي وتميز بها كالعادة صفاء هادي ورضا محمد وعمر المنصوري واحمد جلال ومهند عبد الرحيم في العمق واستطاع النوارس خطف هدف التقدم في الدقائق الاولى اثر ضربة جزاء اختلف عليها البعض وسجل المحترف عمر المنصوري الهدف الاول وعاد اللاعب ذاته ليحرز هدفه الثاني في نهاية الشوط الاول لكن بواسطة كرة بينية نجح مهند عبد الرحيم الذي كان يكثر من تغيير تمركزه لخلق الفراغات لزملائه ليخلق مساحة مثالية للمنصوري الذي انفرد بالحارس صقر عجيل، ومع ذلك لم يتخلص الفريق الأبيض من مشكلتي التمريرات الخاطئة والكرات المقطوعة خلال البناء والتحضير .
افتقد نفط الجنوب الى تنظيم الهجمات خلال الشوط الاول من اللقاء وقد وصل لمرات عديدة الى مناطق قريبة من الحارس جلال حسن وهدده بأكثر من كرة لكن الية انهاء الهجمات لم تكن موفقة واتسم القرار المناسب بالتسرع من قبل باسم علي او مرتضى عادل وقد تعرض مدافعو الزوراء مصطفى محمد وعلي رحيم الى العديد من التحديات المشتركة كون ان طريقة المدرب عادل ناصر تعتمد على الكرات العرضية واعتمد على الجانب الايسر لتطوير الفعالية الهجومية و استغل جهة اليمين في الشوط الثاني لإرسال الكرات الهوائية وما أدى الى تدخل وتراجع كل من صفاء هادي واحمد فاضل وأبو كريشة الى الخلف للإسناد وتأمين التغطية والمشاركة في قطع مسار التمرير في طرفي الملعب سيناريو المباراة لم يتغير ابدا حتى بعدما ادرك بديل نفط الجنوب هدف التقليص عبر البديل باسم سعد ولجوء مدرب النوارس حكيم شاكر الى ورقتي البديلين امير صباح وعلاء عباس . المشهد سيكون ساخنا في الدور المقبل ويبدو ان الشرطة اقترب كثيراً من خطف لقب الدوري ان جرت الامور من دون أي مفاجأت متوقعة.