النساء ودورهــــنَّ العظــــــــيم في الخدمة الحسينيَّة

ريبورتاج 2024/08/19
...

 سرور العلي 

 تصوير: احمد جبارة


يبقى دور المرأة كبيراً في الخدمة الحسينية أسوة بالعقيلة زينب "عليها السلام"، حينما كانت عامل قوة وتأثير بالرغم من المآسي والتضحيات والاستشهاد، لكنها استطاعت نقل هذه المعاناة ودرجها في التاريخ الإنساني، وكذلك النساء يتأسين بالعقيلة، وأصبح دورهن مهماً في تشجيع أبنائهن وأزواجهن وإخوانهن في سبيل الالتحاق بالخدمة. وهذا الضياء المتوهج في كل عام.


تقويم السلوك

أوضح د.عبد الكريم خليفة، باحث نفسي واجتماعي: "أن دخول المرأة للخدمة الحسينية له تأثير كبير من كل الجوانب، لأن دخولها يدعم بقية الأفراد كالرجال والأطفال للمشاركة، ومن جانب آخر استطاعت المرأة أن تستنبط الكثير من المعاني والقيم والمثل التي انبثقت من الثورة الحسينية، واستطاعت تقويم سلوكها وبناء أسرتها، من خلال هذه القيم، وأيضاً العامل الآخر هو أن السلوك الإنساني يتطوع في هذه الأعمال بالرغم من أنها ذات جانب روحي وديني، ولكن يبقى في النهاية جانباً إنسانياً".

مضيفاً "دخول المرأة في هذا المعترك الإنساني يجعل من شخصيتها محبة للخير والعطاء، وبالتكرار ستكون عادة سلوكية إيجابية عن طريق خدمة الناس، وتعميم هذه المواقف الخدمية لباقي حياة الأفراد والأسرة، وكما يعلم الجميع فهي تمثل الكيان الإنساني، لأنها تشكل المجتمع بأكمله، وكما نعرف المرأة هي الأم والأخت والزوجة، وبالتالي فإن تواجدها في هذه الخدمة ضروري، واستطاعت المرأة العراقية على مدى حياتنا المعاصرة أن تجمع أكثر من فعل وعمل، لذلك نجدها في كثير من الأحيان مقاتلة أوعاملة وهي ربة أسرة، ومن الجدير بالذكر أن الخدمة الحسينية هي مباركة، ونستطيع استنباط  الكثير من المبادئ منها".


ثورة شعبيَّة

د. يحيى حسين زامل، باحث أنثروبولوجي أشار إلى أنه من المعروف أن الإمام الحسين "ع"،  قد أشرك في ثورته أكثر فئات المجتمع، فعلى صعيد الطبقات الاجتماعية أشرك السيد والعبد، ومن جهة الدين فقد أشرك المسلم والنصراني، ومن ناحية القومية فقد أشرك العربي والأعجمي، ومن ناحية النوع البشري فقد أشرك الرجال والنساء والأطفال، لتصبح ثورة شعبية بكل ما لها من معنى. 

وأضاف زامل، أن "دور المرأة معروف كذلك في النهضة الحسينية، وفي مقدمة تلكم النساء السيدة زينب عليها السلام، فقد قامت بالدور الإعلامي، وخطبتها المشهودة في شرح أبعاد تلك الثورة المباركة، كيف لا وهي بنت سيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي "ع"، ومع السيدة زينب قامت ثلة مباركة من النساء الصامدات بدور المساندة لرجال الثورة الحسينية، وعلى منوال هذا الدور استلهمت النساء في وقتنا المعاصر من هذا الدور دلالاته ورموزه ومعانيه، في تبيان معاني الثورة الحسينية، وتوعية بقية النسوة بإبعاد تلك الثورة المعطاء، من خلال النشاطات والندوات والمنشورات التي تبين تفاصيل، وأسباب ثورة الحسين في كربلاء، ولم تكتف النسوة بهذا الدور فقد نشطن في تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية، وتقديم الأطعمة والأشربة في المسيرة الحسينية في زيارة الأربعين في طريق المشاية، وتوفير جميع مستلزمات الحاجات الإنسانية، لضمان بقاء هذه الشعائر التي ترمز للحرية والعدل ورفض الظلم.


دور عظيم

وأكدت التربوية أسيل حميد: "أن للمرأة دوراً بارزاً في المشاركة في الخدمات بشهر عاشوراء، لأنها تقوم بواجب كبير ومقدس، والجميع يتعلم منها دروساً في الصبر والحكمة، وتحمل جميع الظروف، وصمودها بوجه التحديات التي تواجهها، وقيامها بهذا الفعل هو جهاد من نوع آخر، وفيه أجر وثواب عظيم، وولاء لقضية الحسين عليه السلام".

وأضافت "ولا يمكننا إغفال أهمية الطقوس التي تقام في عاشوراء، كونها تحث على المحبة والألفة بين جميع المسلمين، وتزيد من صفاء القلوب، وتنقيتها من الكراهية والحقد، والمشاركة في المسيرات الخالدة، والقيام بالأنشطة الحسينية، كنصب السرادق، وتقديم الأطعمة بغية كسب الأجر والثواب، وكل ذلك يعطينا درساً في الإنسانية، وزرع بذور الخير والعطاء بين جميع الأطياف والأديان، وكذلك تنشط في هذا الشهر الحملات الخيرية، التي تقدم خدماتها لعشاق الإمام الحسين "عليه السلام"، وهم يقطعون المسافات الطويلة، من أجل الوصول إلى قبته الشريفة، والارتياح تحت ظلاله الطاهرة".


تثقيف

ولفتت أم حسين، إحدى النسوة المشاركات في الخدمة الحسينية إلى أنه تتضمن معظم السرادق، التي تنصب على طول الطريق إقامة الجلسات التثقيفية والتوعوية للفتيات والنسوة، للتذكير بمبادئ آل البيت عليهم السلام، وتعليمهن الضوابط الشرعية، وإلقاء الخطب والمواعظ الخاصة بتوعية المرأة، وتتطوع العديد من النساء ممن لهن القدرة على أداء هذه المهمة.