كتب: رئيس التحرير
خلال السنتين الماضيتين تطوَّرت تقنيات الذكاء الاصطناعي في عموم العالم بشكل متسارع للغاية فبات من الصعب ملاحقة التغيّرات التي تطرأ عليه لكثرتها ودقتها. إلى الحدِّ الذي وصف فيه بعض العلماء ذلك بالقول إنَّ من توقّف عن دراسة الذكاء الاصطناعي منذ عامين هو كمن يستطيع الكتابة على البرديّ في حين أنَّ من يدرسه الآن هو كمن يستخدم الحاسوب.
قد يكون في هذا الكلام مبالغة لكنَّ مجالات كثيرة في الذكاء الاصطناعي أصبحت بالفعل قديمة ويساور المختصين القلق من احتمال اندثارها نظراً للمجالات الجديدة التي تُفتح فيه كلَّ حين.
ولذا فقد أصبحت هذه التقنيَّة مرتكزاً محورياً في الجوانب الاقتصاديَّة والعلميَّة والصناعيَّة وفي الأمن السيبراني وكلّ ما له مدخليَّة مباشرة في مقدرات الدول.
عراقياً، كان لتشكيل اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي من قبل رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني والعناية التي أولاها لها؛ الأثر الأكبر في وضع ستراتيجيَّة وطنيَّة للذكاء الاصطناعي والشروع بثورة تكنولوجيَّة سيحصد العراق ثمراتها قريباً وعلى مختلف الصعد وخصوصاً في الجانب الاقتصادي، حيث عبَّر عنه السوداني بتأكيده على توظيف الذكاء الاصطناعي في تنويع الاقتصاد خاصَّة في القطاعات غير النفطيَّة، وفي الجانب الأمني، حيث تأتي المخاطر من محاولات عصابات الإرهاب استثمار الفضاء السيبراني لتنفيذ جرائمها.
وأمس كشفتْ وزارتا التربية والتعليم العالي عن وجود توجّه جديد لهما يقضي بتدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس. توجّه كهذا يمكن أنْ يكون نواة لعمل مستقبلي يضع العراق على المسار الصحيح لملاحقة الطفرات الهائلة في هذا التخصّص فائق الأهمية.