بارزان.. محمية طبيعية تجذب السياح من كل المحافظات

ريبورتاج 2024/08/28
...

  سندس عبد الوهاب

 تعد ناحية بارزان شمال مدينة أربيل من أجمل المناطق في إقليم كردستان، وتقع ضمن قضاء ميركسور على المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وإيران، وتبعد عن مدينة أربيل حوالى 165 كم، وتعد واجهة سياحية مهمة تستقطب آلاف السائحين والزائرين في كل عام، لما لها من طبيعة خلابة ومحمية للحيوانات البرية وقرى تمتاز ببساطة بيوتها ذات الطابع الأثري والتراثي، بالإضافة إلى المناطق السياحية التي تمتاز بجمالية المنظر من الجبال والعيون والشلالات والبساط الأخضر.

 محمية للحيوانات
وقال مدير التسويق السياحي في هيئة سياحة الإقليم، سيروان توفيق، لـ (الصباح): إن ناحية بارزان تتميز بجمالية الطبيعة الخلابة ومحمية للحيوانات البرية، وقد شهدت المنطقة ولا تزال العديد من المشاريع السياحية المهمة، حيث يرتادها آلاف من السائحين والزائرين على مدار السنة، لاسيما في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ومن أهم المناطق السياحية والأثرية في المنطقة: ريازان،  بيران،  نهر جامة، وكهف شاندر الذي يعود إلى العصر الحجري وكذلك مزار الخالدين الذي يضم ضريح القائد الكردي مصطفى البارزاني وآخرها افتتاح متحف بارزاني الوطني التذكاري وغيرها .

10 ملايين سائح
 وأضاف "من خلال الخطة السنوية نسعى إلى أن يصل السائحون القادمون إلى محافظات الإقليم من وسط وجنوب البلد والدول المجاورة والأجنبية إلى 10 ملايين سائح خلال العام الحالي، وأن يصل عدد السائحين إلى 30 مليون سائح في عام 2030،" لافتاً إلى أن عدد السائحين خلال عطلة عيد الفطر المبارك وصل إلى ما يقارب 500 ألف سائح، ومن المناطق المهمة للسائحين والزائرين في الناحية نتطرق إليها، كالتالي:

كهف شاندر
 يعد الكهف من أكبر وأقدم الكهوف في البلد، إذ أجريت التنقيبات داخل الكهف -لأول مرة- بين عامي 1951 و1961 من قبل العالم "رالف سلوكي"، الذي اكتشف أربع طبقات أثرية متراكمة ويعود تاريخه إلى العصر الحجري القديم، ما يقارب 60.0000 عام قبل الميلاد، ويقع كهف شاندر عند سفح جبل برادوست ضمن حدود قضاء ميركسور وعلى ارتفاع 2200 قدم عن مستوى سطح البحر شمال غرب مدينة أربيل بمسافة 122 كم، ويتميز الكهف بكونه مثلث الشكل ويبلغ ارتفاعه 18 م وعرضه 27 م ويمتد عبر الجبل بعمق 40 م، فيتسع من الداخل ليصل إلى 60 م.

مزار الخالدين
يقع مزار الخالدين في قرية بارزان ويبعد 155 كم عن مدينة أربيل ويضم ضريحي القائد الكردي مصطفى البارزاني ونجله إدريس البارزاني، والمزار على مدار السنة في كل عام يعج بآلاف الزائرين من المواطنين والمسؤولين في إقليم كردستان  وممثلي الدول العربية والأجنبية، ومصطفى البارزاني في نظر معظم المواطنين الكرد يعد قائداً للأمة الكردية ورمزاً للثورة، حيث أمضى عمره في النضال والسعي من أجل التحرر والثورة ضد الظلم والاستبداد.

متنزه ريزان
يقع متنزه ريزان على الطريق المؤدي إلى مزار الخالدين وضفاف نهر ريزان ضمن قضاء ميركسور، ويبعد بمسافة 22 كم عن جنوب شرق منطقة بارزان و 134 كم عن مدينة أربيل وبارتفاع 1200 م عن مستوى سطح البحر، ويجذب السياح من مختلف دول العالم ويمتاز المتنزه بجمالية الشلالات وعيون الماء الباردة والأشجار المختلفة الأنواع والأحجام ومنها أشجار البلوط وتقديم أفضل الخدمات للسائحين.

شهداء الأنفال
تقع المقبرة شرق ناحية بارزان على بعد 32 كم من مركز قضاء ميركسور، وتضم  503 من شهداء البارزانيين وكانوا ضحايا لحملات القتل الجماعي للبارزانيين في عام 1983 في مجمعات قوش تبه و حرير وديانا
وبحركـة، حيث تم اعتقالهم ثم ساروا بهم إلى المناطق الصحراوية في جنوب غرب البلد وتم دفنهم وهم احياء في مقابر جماعية، ويأتي لزيارتهم عدد كبير من المواطنين في الإقليم والبلد وذوي الشهداء .
ميدانوك
تعد من المناطق السياحية الجميلة، ويقصدها السياح من مختلف المدن، لا سيما خلال فصل الصيف، وبارتفاع 979 م عن مستوى سطح البحر وتبعد 128كم عن مدينة أربيل، وتمتاز المنطقة بوفرة أشجارها ومناظرها الطبيعية الخلابة والشلالات والعيون، حيث تقع هذه المنطقة على الطريق العـــــام بين سوران و ميركسور مروراً بعدد من القرى الجميلة التي تمتاز بأصالتها وتراثها الشعبي الكردي .

متحف بارزاني الوطني التذكاري
تم افتتاحه في نهاية العام الماضي، ويضم الصرح التاريخي متحفاً يحتوي على صور نادرة ومقتنيات للزعيم الراحل مصطفى بارزاني مع بقايا ملابس ومقتنيات ضحايا الأنفال ومقتنيات البيشمركة القدماء الذين شاركوا في الحركة التحررية الكردية، ويعد المتحف مركزاً للبحث والمعلومات للأجيال القادمة، ومعرفة الزائرين ما مر به الكرد من معاناة وويلات وما قدموه من تضحيات .

الناحية والزائرون
ويقول السائح من محافظة السليمانية هيمن خوشناو، لـ (الصباح): لناحية بارزان أهمية خاصة لدى القومية الكردية بشكل عام، حيث تعد من أجمل المناطق السياحية في الإقليم ولها ميزة خاصة لا توجد في المناطق الأخرى، كونها محمية للحيوانات البرية ويمنع التقرب منها أو إلحاق الضرر بها،
مبيناً "تعلمنا من آبائنا وأجدادنا أن نزور مزار الخالدين ومقبرة الأنفال في كل عام عرفاناً بالتضحيات التي قدموها من أجل الأجيال
القادمة .