ما بين أربعينية الإمام الحسين {ع} ووفاة النبي الأكرم {ص}

آراء 2024/08/28
...

أحمد العسكري

تعد كل من زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وذكرى وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من أهم المناسبات الدينية التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، وخاصة أتباع أهل البيت عليهم السلام، حيث تجمع هاتان المناسبتان بين الحزن العميق و التركيز على القيم والمبادئ، التي جسدها كل من الإمام الحسين والنبي محمد صلى الله عليه وآله، مما يعزز من أهميتهما في الإسلام والإرث التاريخي لأتباع آل البيت عليهم السلام.
تجسد كل من زيارة الأربعين وذكرى وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فلسفة التضحية والإباء في أبهى صورها، فالإمام الحسين عليه السلام ضحى بحياته وأهل بيته في واقعة الطف من أجل الحق والعدل، رافضاً الاستسلام للظلم والطغيان، هذه التضحية العظيمة تعكس مدى التزام الإمام بالمبادئ السامية التي نادى بها جده النبي محمد صلى الله عليه وآله و سار عليها.
من جانب آخر، ضحى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بكل شيء من أجل نشر رسالة الإسلام، متحملاً الصعاب والمخاطر في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله وتحقيق العدالة ونشر السلام في العالم، وفاته صلى الله عليه وآله كانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ البشرية، حيث دخلت الأمة الإسلامية بعده في مواجهة تحديات جديدة للحفاظ على تعاليمه ونشر رسالته السامية،التي نزل بها صلوات الله وسلامه عليه للعالم أجمع.
هاتان المناسبتان تجمعان المسلمين من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الوحدة والتآزر بينهم.، حيث شهدت زيارة الأربعين هذا العام توافد الملايين من الزوار إلى مدينة كربلاء المقدسة، تجاوز عددهم 21 مليون زائر، مما يعكس روح التضامن والتآخي بين المسلمين، كذلك، ذكرى وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله تجمع المسلمين على التأمل في حياته وتعاليمه وسيرته العطرة، واستخلاص الدروس والعبر منها لتطبقها في حياتنا اليومية.
لقد وصف الإمام علي عليه السلام النبي محمد صلى الله عليه وآله بأجمل الأوصاف، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أخرج النبي من أفضل المعادن وأعز الأصول، حيث قال الإمام علي: “مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ”. إن هاتين المناسبتان جزءاً لا يتجزأ من الإرث التاريخي لأتباع آل البيت عليهم السلام، إذ تذكراننا بأهمية الحفاظ على تعاليم الإسلام الحقة وسيرة النبي وأهل بيته عليهم السلام أجمعين وتعزيز القيم والمبادئ التي نادوا بها.
خلاصة القول، إن زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وذكرى وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هما مناسبتان تحملان في طياتهما الكثير من الدروس والعبر التي يمكن أن توجه حياتنا نحو الأفضل، إنهما تذكراننا بأهمية التضحية من أجل الحق والعدالة، وتعززان فينا قيم الوحدة والتآزر، مما يجعل منهما مناسبتين ذات أهمية كبيرة في الإسلام والإرث التاريخي الإسلامي.