مواجهات حزب الله والكيان الصهيوني تعود إلى قواعد الاشتباك

قضايا عربية ودولية 2024/08/28
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

عادت المواجهات في جنوب لبنان بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما كانت عليه قبل اغتيال القائد في الحزب "فؤاد شكر" يوم 30 تموز الماضي؛ لتبقى الاشتباكات بين الطرفين تخضع لمناسيب قواعد الاشتباك؛ بحيث تتراوح الوقائع الساخنة بين معادلة لا هدوء، ولا توسع لحرب شاملة بين الطرفين.
فحزب الله الذي أطلق قبل يومين مئات المُسيَّرات، والصواريخ على مواقع العدو؛ رداً على اغتيال قائده الجهادي الكبير "شكر" سعى من خلال رده إلى تكريس مبدأ عدم التهاون في الرد على أي اعتداء صهيوني، من دون التسبب في جرِّ المنطقة لحرب واسعة قد تكون لها أبعاد أقليمية، وكذا صرحت قيادات العدو الصهيوني بأنها لا تريد فتح حرب شاملة مع لبنان، لكنها تريد عودة نازحيها إلى الشمال حيث المناطق المتاخمة لحدود لبنان، وتأسيساً على ذلك: هل يمكن الجزم بأن التهويل بمخاطر الحرب الشاملة قد انحسر؟ (يتساءل مراقبون). وكشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون، في تصريح له أمس الثلاثاء، عن أن "المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما، بعد تبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل".
يضيف براون، أن "هجوم حزب الله كان واحداً فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. كما تهدد إيران بشن هجوم على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية في طهران الشهر
الماضي".
بدوره، اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، أن "ما حصل من ردّ لحزب الله رسم قواعد اشتباك وتوازن ردع ورعب مع هذا العدو، قد لا يكون يتوقّع مثل هذا الردّ، ولنتذكر ما قاله السيد نصر الله بشكل واضح عن أن المسيّرات قد وصلت إلى ضواحي تل أبيب، وهو قصد أن ضاحية بيروت هي مقابل ضاحية تل أبيب، وأكدت المقاومة وقادتها أنه لا يمكن ربط ما حصل كردّ على ما يمكن اعتباره أنه عملية إسناد وإشغال مرتبطة بما يحصل في غزة، وهذا ما تبين (أمس) إذ أن العدو استمرّ بقصفه للجنوب، واستهدف بمسيّراته أحد المقاومين في محيط صيدا، وهذا يؤكد على أن العدو قد لا يتوقف عند ذلك، وقد يتوسّع في قواعد الاشتباك بما يستدعي نوعاً من الردّ سيكون ضمن قواعد الاشتباك، بمعنى أنه إذا توسّع هذا العدو سيكون هنالك توسّع، ولكن من ضمن قواعد أصبحت معروفة، أي أن قصف مواقع عسكرية سيكون هناك استمرار للاستهداف بالمستوى
نفسه".
على الضفة الأخرى، تصاعدت الانتقادات من قبل قوى سياسية في الكيان الصهيوني تجاه رئيس حكومة الحرب بنيامين نتانياهو؛ حيث أشار زعيم المعارضة هناك يائير لبيد إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لن تستطيع إعادة الأمان إلى مستوطنات الشمال؛ على الحدود مع لبنان، مع اقتراب العام الدراسي الجديد.
ميدانياً، تعرضت أطراف بلدات الضهيرة وطيرحرفا وأم التوت في القطاع الغربي في جنوب لبنان لقصف مدفعي معاد. في حين استهدفت مسيّرة معادية سهل المجادل شرق صور؛ والمعلومات الأولية تفيد بوقوع أربعة جرحى جرَّاء ذلك، وقامت طائرات مسيرة للعدو الصهيوني بالتحليق بشكل مكثَّف في أجواء منطقة ضهر البيدر في البقاع.