زيارة السوداني بعيون مصرية

الثانية والثالثة 2024/08/28
...

 القاهرة: إسراء خليفة

رحبت الفعاليات الرسمية والسياسية والإعلامية المصرية بزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لجمهورية مصر العربية، مبينين أن هذه الزيارات تسهم بتقوية العلاقات الثنائية وتوحد المواقف العربية من مجمل أحداث المنطقة والعالم.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير أحمد فهمي: إن "اللقاء بين السوداني والسيسي تطرق لآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، وضرورة مواصلة العمل على إنجاح مشروعاتها وتحقيق أهدافها، لتصبح نموذجاً للتعاون العربي والتكامل الإقليمي"، مشيراً ان  "الرئيس السيسي أكد على دعم مصر الكامل لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وجهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية به، وتعزيز الروابط بينه وبين محيطه العربي".
المحللة السياسية ورئيسة قسم الشؤون العربية في جريدة "النهار" المصرية، الكاتبة هالة شيحا قالت لـ"الصباح": إنه "لاشك ان زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمصر تكتسب اهمية كبيرة في هذا التوقيت، حيث تأتي في اطار العلاقات الاخوية والتاريخية بين مصر والعراق، والسعي الحثيث من القيادة السياسية لمصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لتنمية العلاقات وتعميق التعاون المشترك في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين".
وأكدت شيحا، أن "مصر والعراق دولتان محوريتان في المنطقة، وبالتالي هناك اهتمام مشترك بتعزيز الجهود بينهما للدفاع عن قضايا المنطقة وفي صدارتها القضية الفلسطينية".
وبينت، أن "مرحلة الاستقرار الامني التي يشهدها العراق حاليا تشكّل عامل جذب مهم للاستثمار في البلد والمساهمة بقوة في عملية اعادة الإعمار"، موضحة أن "هناك توجه لزيادة التبادل التجاري بين العراق ومصر، حيث ان قيمة التبادل بين الدولتين قد وصلت نحو 500 مليون دولار، وهناك تطلعات كبيرة لزيادتها".
من جانبه، قال المحلل السياسي والكاتب في جريدة "الاهرام" المصرية، العزب الطيب الطاهر، لـ"الصباح": "تشكل الشراكة الستراتيجية التى جرى تدشينها بين العراق ومصر خلال السنوات القليلة الماضية، تجسيدا حيويا للمدى الذى بلغته العلاقات بين البلدين العربيين الشقيقين، وهو ما ظهر فى اللقاءات التى عقدت بين كبار مسؤولى الجانبين سواء في القاهرة أو في بغداد، وبشكل خاص بين الرئيس عبد الفتاح السيسي  ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني والتي تكررت غير مرة، ما عكس قدرا من الانسجام بينهما أفضى إلى قدر كبير من الحيوية في التعاون الثنائي الذي بات يحظى بمساحة واسعة فيه لاسيما على الصعيد الاستثماري والتجاري والاقتصادي وفق معادلة تقوم على تحقيق المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة لشعبة الدولتين".
وأشار، إلى أن "مخرجات قمة العلمين أظهرت توافر الإرادة السياسية لدى كل من السيسي والسوداني لتجنيب الإقليم تداعيات حرب إقليمية واسعة النطاق، وذلك عبر تواصلهما مع الأطراف ذات الصلة بالملف - خاصة ان كلا من القاهرة وبغداد - يمثلان نقطة ارتكاز قوية في هذه الاتصالات".