رئيس الوزراء: مصالح العراق العليا منطلقنا في التعامل مع الأحداث

الثانية والثالثة 2024/08/28
...

 بغداد: متابعة محمد الانصاري

جدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تأكيده أن الحكومة تنطلق من مصالح العراق العليا بمسألة التطورات في المنطقة، وأشار خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمدينة العلمين المصرية، أمس الثلاثاء، إلى استمرار العمل باللجنة العراقية المصرية ومتابعته المباشرةِ لما تحرزه من تقدّم.

والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في قصر العلمين، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، في مستهل زيارة يقوم بها إلى مصر وتونس. وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يعزز المصالح المتبادلة بين العراق ومصر، كما تناول اللقاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها استمرار العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا الفلسطيني في غزّة.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تلقت "الصباح" نسخة منه، أن اللقاء تطرق إلى الحرب على غزّة، والتأكيد على حقّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس، مبيناً أنه جرت، خلال اللقاء، مباحثات موسعة شملت الملفات المشتركة، لاسيما مجالات النفط، والزراعة، وإدارة المياه، وكذلك في إطار التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الهاشمية، كما تطرقت المباحثات إلى مجمل الأوضاع في المنطقة، حيث شدد الرئيسان على أنّ التطورات الإقليمية تستدعي مواصلة التنسيق بين البلدين، ومع باقي البلدان الشقيقة والصديقة.
وأشار السوداني - بحسب البيان - إلى "عمق العلاقة بين العراق ومصر التي قطعت شوطاً مهماً على مستوى التعاون المتميز، وما تشكله من محور ارتكاز يعود بالمنفعة على البلدين الشقيقين، وكذلك على استقرار المنطقة"، مؤكداً "حرص العراق في التعاون والانفتاح على الشركات المصرية، خصوصاً مجالاتِ الإسكان والزراعة وإدارة المياه"، مشيراً إلى "استمرار العمل في اللجنة العراقية المصرية المشتركة، ومتابعته المباشرةِ لما تحرزه من تقدّم، لاسيما التعاون في الصناعات النفطية
التحويلية".
وبيّن السوداني، أن "العراق المستقر هو قوّة لكل الأشقاء والأصدقاء في المنطقة"، مشدداً على أن "الحكومة العراقية تنطلق من مصالح العراق العليا بمسألة التطورات في المنطقة"، مؤكداً أن "العراق قادر على أن يكون ساحة تلاقٍ بين دول المنطقة والبلدان الصديقة".
وفي شأن الحرب على غزة، أكد رئيس الوزراء أنّ "سكوت المجتمع الدولي شجّع الكيان الصهيوني على تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مشيداً "بالجهود التي تبذلها مصر في مجال العمل على وقف إطلاق النار".
 من جانبه، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن "اعتزازه بالعراق، وحرصه الشديد على التعاون الكامل في مختلف المجالات"، مؤكداً أن "العراق القوي دعامة للمنطقة والبلدان العربية".
وأشار، إلى "تطابق الرؤى في ما يتعلق بالتعاون المشترك، ووجود إرادة سياسية واضحة لدى البلدين إزاء التكامل"، مشيداً "بإجراءات الحكومة في تثبيت الاستقرار والتنمية والانفتاح الاقتصادي على مستوى دول المنطقة والعالم".
كما استقبل رئيس الوزراء، بمقر إقامته بمدينة العلمين المصرية، مجموعة من رجال الأعمال الممثلين لكبرى الشركات المصرية في مختلف القطاعات، وذلك على هامش زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية.
وأكد السوداني، خلال اللقاء، أهمية العلاقة الستراتيجية بين العراق ومصر، وما تمثله من مسار للتكامل الاقتصادي بين الشعبين، وضمن العلاقات الاقتصادية العربية، مشيراً إلى أن العراق اليوم يمرّ بحالة من التعافي والاستقرار بعد النصر على الإرهاب بوقفة أبناء الشعب من جميع المكونات والأطياف.
وأوضح، أن الحكومة بدأت قبل عامين ببرنامج طموح وأولويات في العمل مع فريق وزاري واستشاري، خصوصاً في التنمية والاقتصاد، انطلاقاً من نقاط القوة التي يتميز بها العراق بما يمتلكه من موارد طبيعية وبشرية، مؤكداً أن العراق يمثل سوقاً مهمةً بنسبة نمو متزايدة نتيجة موقعه الجغرافي المهم في منطقة حيوية من العالم.
رئيس الوزراء أشار الى أن العراق استقبل كبار المستثمرين المصريين، في البنى التحتية ومشاريع المدن السكنية التي ستنطلق أعمالها التنفيذية قريباً، معلناً أن الأبواب مفتوحة أمام رجال الأعمال والشركات المصرية، الذين يهمنا وجودهم في العراق، لما يمتلكونه من تجارب ناجحة، وضمن توجه سياسي لقيادة البلدين نحو مزيد من التعاون
والتكامل.
وشدد، على إطلاق الحكومة فرصاً استثمارية في كل الصناعات، وتحديث الخطوط الإنتاجية، ومبدأ المشاركة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وأنه جرى تحديد مجموعة مدن صناعية في داخل العراق، بالتزامن مع مشروع "طريق التنمية" بوصفه مشروعاً ستراتيجياً مهماً، ولدينا اليوم شراكات مع قطر وتركيا والإمارات في ما يخص هذا المشروع، وأنّ المرحلة الأولى لميناء الفاو ستكتمل نهاية 2025، وسيكون إضافة نوعية للمنطقة، ومعه أضخم مدينة صناعية.
من جانبهم، أبدى رجال الأعمال المصريون والشركات استعدادهم للعمل في العراق بمختلف المجالات، ومنها مشروع "طريق التنمية" وقطاع الصناعة الدوائية والمستشفيات والبنى التحتية والصناعات الإنشائية، كما تحدثوا عن وجود شراكات واعدة بين القطاعين الخاصين العراقي والمصري.