«العلمين»

الأولى 2024/08/28
...

 كتب: رئيس التحرير

حمل لقاء رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة أمس، دلالات واقعيَّة ورمزيَّة كانتْ متوقعة ومنتظرة أشارت بوضوح إلى بلوغ العلاقات بين البلدين مرحلة متقدّمة من النضج والرسوخ بعد تفعيل عمل اللجنة العراقيَّة المصريَّة ورؤية نتائجها عياناً على الأرض بمتابعة حثيثة من أعلى المسؤولين في البلدين.
البيان الذي صدر بعد اللقاء يكشف عن سعة وأهميَّة المجالات التي بُحثتْ فقد شملت نواحي اقتصاديَّة في غاية الأهميَّة كالنفط والزراعة وإدارة المياه وسواها ممّا يخدم تطلعات بلدنا في نهضة اقتصاديَّة حرصت حكومة السوداني على تهيئة السبل لتحقيقها.
وكان من اللافت أنْ تشهد القمَّة إعلان رئيس الوزراء عن موعد اكتمال المرحلة الأولى لميناء الفاو، لأنَّ هذا المشروع هو عنوان تعافي العراق اقتصادياً، ومَعْلَمٌ بارزٌ على الأهميَّة المتعاظمة للعراق إقليمياً، باعتبار أنَّ ميناء الفاو سيشكّل إضافة نوعيَّة للمنطقة بعامة.
إضافة لذلك فإنَّ اللقاء الذي جمع السوداني بكبار رجال الأعمال المصريين جاء تتويجاً لخطوات متلاحقة من التعاون في هذا الصدد بما يتوافق والخطط التنمويَّة والخدميَّة التي يسعى لها العراق حثيثاً وفي مقدّمتها العمل على "طريق التنمية"، وهو المشروع الذي أبدتْ الشركات المصريَّة الكبرى استعدادها للعمل فيه.
 التقاء العراق ومصر في العلمين يحمل في هذا الظرف الإقليميّ الحساس قيمة مضاعفة للأهميَّة التي يشتمل عليها وجود تنسيق قويّ وفعّال بين دولتين هما جناحا المشرق العربيّ.