الاحتراق الوظيفي

منصة 2024/08/29
...

يُعدُّ الإنهاك الوظيفي أحد أنواع الضغط المرتبطة بالعمل، وقد توصل الباحثون الى أنّ هذا الاحتراق لا يحدث فجأة بل يمرُّ بخمس مراحل تبدأ بمرحلة (شهر العسل)، وفيها لا توجد علامات على الاحتراق الوظيفي إطلاقًا، بل العكس يكون الفرد فيها مُنتجًا ومُنفتحًا وممتلئاً بالحماس والطاقة في عمله الوظيفي. ينتقل بعدها الى مرحلة (الإجهاد)، وفيها تصبح بعض الأيام أكثر إرهاقًا من غيرها تدريجيًا، ويفتقر الموظف إلى الوقت لتلبية احتياجاته الشخصيَّة، ويُصبح منشغلًا عن الأسرة والأصدقاء، وتبدأ حالات عدم القدرة على التركيز، والصُداع، والقلق، وتغيّر
الشهيَّة.
وحين لا يشعر الموظف أنَّ جهوده تسفر عن نتائج، وانه لا يتلقى الإطراء والثناء والاعتراف بإنجازاته فإنَّه ينتقل الى مرحلة (الإحباط)، وإنْ لم تتغير الأوضاع في دائرة عمله فإنه ينتقل لمرحلة (القلق)، وإنْ بقي الحال على حاله، انتقل الى المرحلة الأخيرة، مرحلة (القلق المزمن) يعيش فيها حالة خيبة الأمل والشعور المستمر بالفشل الذي يوصله إلى اليأس، وعندها سيصاب بأمراضٍ جسديَّة، صداع، آلام معدة، ضغط الدم، واضطرابات نفسيَّة: اكتئاب، عزلة، سرعة غضب، استياء حزن، شرب الكحول، وتعاطي
المخدرات.

توصية
إنَّ ثقافتنا النفسيَّة في العراق لا تولي أهميَّة لهذا النوع من الاحتراق، ولا الاحتراق النفسي أيضاً، وعليه فإنَّنا نقترح من خلال جريدة (الصباح) إقامة ندواتٍ لمنتسبي مؤسسات الدولة عن هذين (الاحتراقين) اللذين يؤثران ليس فقط في صحة وأداء الموظفين، بل ويسببان انخفاضاً في جودة إنتاج مؤسسات الدولة
أيضاً.