تطورُ الطب يطيل سنَّ الشباب

ولد وبنت 2024/09/02
...

 بغداد: سرور العلي

بالرغم من تجاوزها عمر الأربعين، إلا أن المعلمة نغم محمد تبدو أصغر سناً بكثير، كونها حريصة على العناية ببشرتها بشكل دائم، وممارسة الرياضة في النادي القريب من منزلها، وبين فترة وأخرى تجري بعض التعديلات، كشد الوجه وإخفاء الخطوط الضاحكة، وتقول عن ذلك مبتسمة: “مع التطور الكبير الحاصل اليوم بمجال العناية والتجميل بالصحة والشكل، أصبح هناك العديد من الطرق التي من شأنها المحافظة على الشباب وديمومته”.
في حين يظهر الرجل الخمسيني عماد رحيم أقل سناً من عمره الحقيقي، لجسمه الرياضي وصحته الجيدة، وقيامه قبل أشهر بعملية زراعة الشعر في إيران، إضافة إلى حرصه على ارتداء ثياب أنيقة وفاخرة، وذات علامات تجارية عالمية، وتحدث عن ذلك بحماس: “أشعر بشباب دائم ونشاط، فأنا محب للحياة والسفر، وممارسة العديد من الرياضات ككرة القدم والسباحة وكرة السلة، كما إنني ملتزم بمراجعة وزيارة الأطباء بانتظام، للاطمئنان على صحتي، وتناول بعض المكملات الغذائية”.
وأشار الموظف محمد صالح إلى أن عمليات التجميل اليوم أسهمت بشكل كبير بجعل كثيرين يظهرون أكثر شباباً، ويختلفون عن أعمارهم الحقيقية، كالقيام بحقن البوتوكس والفلر، للتخلص من التجاعيد والخطوط، وزيادة حجم الشفاه والخدين، وتحديد الذقن وقص الأجفان، وعمليات نحت الجسم، وتحسين البشرة بتقنيات حديثة ومتطورة.
ولفتت الموظفة الأربعينية لمياء ياسين إلى أنها لا ترغب بإجراء أي عملية على وجهها، كون لكل سن مظهره الخاص به، الذي ينبغي لكل شخص تقبله، من دون أي تغيير أو تعديل، فالشباب هو شباب القلب والروح.
من جانبه يؤكد زميلها في العمل أحمد صلاح أنه بالرغم من وجود بعض الصلع في رأسه، فهو لا يرغب بإجراء عملية زراعة للشعر، كونه يخشى تلك العمليات، إضافة إلى أنه يود أن يعيش عمره الحقيقي من دون أي تغيرات، ويرى أنه في السنوات السابقة لم تكن عمليات التجميل موجودة، وكان الناس متقبلين ومتصالحين مع أعمارهم وأشكالهم، أما اليوم فهناك تقليد للآخرين، لا سيما لمشاهير السوشيال ميديا، كذلك الإعلانات الكثيرة عن هذه المراكز التي تجري عمليات التجميل، وافتتاح الأندية والقاعات الرياضية بكثرة في المدن كافة.
وترى الممرضة براء علي أن البعض يبدو أصغر بالسن، لعدة أسباب، منها الاهتمام باللجوء إلى نظام غذائي صحي وعادات يومية جيدة، كممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الخضراوات والفيتامينات، والحد من السكريات والدهون، وعدم التدخين كونه يقلل من الكولاجين، الذي له دور رئيس في الحفاظ على بشرة أكثر شباباً وحيوية، كذلك تناول فيتامين (c)، باستمرار الذي من شأنه منح البشرة ليونة، ومحاربة التجاعيد والخطوط الدقيقة في الوجه، والحد من الجلد المترهل، إضافة إلى كثرة شرب الماء، لجعل البشرة أكثر مرونة، ووضع (واقيات الشمس)، التي لها دور مهم بحماية البشرة من التقدم بالسن، والقراءة بشكل متواصل، لأنها تحد من الشيخوخة. وتبعث على النشاط والحيوية.
مضيفة “وهناك أسباب أخرى تدفع بعض الأشخاص لإجراء العمليات الجراحية أو جلسات التجميل، ومنها التنمر الذي يتعرضون له في صغرهم، ما يدفعهم لتغيير أشكالهم على الرغم من تقدمهم في السن، وتجاوز مرحلة الشباب، إذ تعد تلك عقدة نفسية رافقتهم منذ عمر صغير، فيلجأ أحدهم لتغيير شكل أنفه أو نحت جسمه أو الخضوع لعملية قص المعدة أو عمل التكميم، بسبب المعاناة من البدانة، إضافة إلى اتباع الموضة الرائجة اليوم، التي تدفع بالكثير، لا سيما النساء إلى تغيير شفاههن وأجسادهن، وكذلك بسبب المقارنة التي يقوم بها الآخرون، ما يجعل البعض يشعر بالانتقاص، وأرى أنه علينا في نهاية الأمر تقبل أشكالنا وأعمارنا، ولا بأس من القيام ببعض التعديلات فقط من دون التغيير في الملامح، واستخدام الفلر والبوتوكس، لإعادة النضارة للبشرة، واخفاء علامات التقدم بالسن”.
يجد نور عبد الله البالغ من العمر 25 عاماً أن دخول أنماط جديدة مختلفة للحياة، جعل الشباب يمتد لسنوات طويلة، ولا ينحصر بمدة معينة معروفة للكل، فالتطور الهائل بالإعلام وطرق الاتصال المتمثلة بانتشار وسائل السوشيال ميديا، فتح البصيرة لدى الجميع وسمح لهم بالاطلاع والتعرف أكثر على كل ما هو حديث في مجال الطب والصحة، بحيث صرنا نتلقى كماً هائلاً من النصائح والمعلومات ومن مختلف الجهات المتخصصة لاسيما الموثوقة منها، بخصوص كيف نهتم ونرعى أنفسنا وأسرنا لتجنب الأمراض والشفاء السريع منها، وكذلك متابعة كل ما يديم الشباب والحيوية، حتى أن منظمة الصحة العالمية في الآونة الأخيرة صرحت بأن مرحلة الشباب تم تحديدها من 25 إلى 60 سنة، وذلك من حسن حظنا نحن والأجيال المقبلة، وقد يزرع هذا الأمر الأمل فينا ويدفعنا إلى الاستمرار بالعطاء، وأيضاً يخلق منافسة بيننا لتحقيق أهداف كبيرة تصب في مصلحة الأرض ومن عليها.