رجاء إلى {بعض} الإعلاميين

الصفحة الاخيرة 2024/09/03
...

زيد الحلي

 تتلاقى هاتان الكلمتان " الإيجاب والسلب " مع بعضها البعض من خلال تعريف القاموس اللغوي لهما، لكنّهما تتباعدان في ميدان الاستعمال والتطبيق، وبالتالي تختلفان في وقعهما على المتلقي ، مشاهدا كان ام مستمعا .
إذاً ، وقع الكلمة في النفس يختلف بين "الإيجاب" وبين " السلب"  فهما تعنيان "الحث" غير أن المرء يعرف بالسليقة  أن " الإيجاب" يحُث على شيء إيجابي و" السلب" يحّث على شيء سلبيّ ؛ فهل أدرك الاخوة في الإعلام  هذه الحقيقة ، ولاسيما في البرامج الحوارية ، التي أصبحت سمة عراقيّة بامتياز لكثرتها ، وتشابهها ، والضيوف أصبحوا يتنقلون هنا وهناك ، والآراء حسب المزاج ، دون مراعاة تأثير ما يلوكون به من كلام ، على المتلقين كبارا وصغارا ..
وفي المدة الأخيرة ، زادت حدة التشكيك ، والحث المبطن على مسارات مرسومة في مخيلات " بعض" الإعلاميين الذين لا يدركون التأثير السلبي على ما ينثرون من آراء على  السواد الأعظم من الشعب ، الذي يحلم براحة البال ، والعيش الرغيد بلا منغصات ، ودون التفكير بمجريات الدهاليز المظلمة.
إن التمسك بحرية التعبير( النقي والصادق)  مهم للغاية في بناء المجتمع ؛ لكن خطاب الكراهية ، والتشكيك بالآخر يعد انتهاكًا لحقوق المجتمع ؛ وهو ينتمي إلى دائرة الأفكار والنوايا، لا إلى دائرة الأفعال والنتائج ، وهو شديد الخطورة ويهدف إلى بث سموم خبيثة في النفس البشريَّة .    
زملائي الكرام .. رحمة بالمواطن ، فقد تعب .. ارحموه رجاء !