ما حكاية دولة {NOKIA} نوكيا؟

منصة 2024/09/04
...

 ياسين غالب

صادف اليوم الأول من أيلول/ سبتمبر مرور 22 عاماً على اطلاق هاتف نوكيا نوع 3310. إذ كان ذلك مطلع سبتمبر عام 2000.
يعد الهاتف أحد أكثر الهواتف مبيعا في العالم، حيث باعت نوكيا من ذلك الهاتف 126 مليون قطعة. الكثير من المؤسسات الرسمية في مختلف بلدان العالم تفضل حاليا استخدام هواتف نوكيا الجديدة القديمة التي لا تحتوي على تطبيقات كثيرة تلافيا لمحاولات الاختراق، بحسب "افتتاحية صحيفة  التالهتي".

 لكن  تتناوب النجاحات مع الاخفاقات في حكاية "نوكيا" الشركة التي وضعت اسم فنلندا على الخارطة الاقتصادية الحديثة، ودخلت "صنع في فنلندا" في كل جيب من خلال منتجاتها من الهواتف النقالة. ففي الثالث من سبتمبر 2013 بدأت شركة نوكيا بيعها ذراع صناعة الهواتف الذكية إلى شركة مايكروسوفت بعد أن تراجع فرصها بسوق تقنية الاتصالات، بصفقة بلغت خمسة مليارات يورو.
الشركة الفنلندية الرائدة بمجال الاتصالات، والتي كانت تهيمن على السوق ببعض الفترات واجهت صعوبات حينما تم التحول إلى الهاتف الذكي، دخل السوق منافسون آخرون مثل "ابل". اعتمدت لفترة طويلة على نظام "سمبيان" ولم يكن مناسبا حينها.
بعد فترة اعادت شركة نوكيا ترتيب أوراقها واستحوذت على شركات أخرى وعادت للسوق من جديد.
فنلندا أو "سومي SUOMI " الاسم الرسمي بالفنلندية، بلد بادر الجغرافية والبشر ينزوي  في  أقصى شمال أوروبا. ترافق اسمها دائماً مع الابتكار والقوة التكنولوجية والتحديات. واحدة من أبرز تجليات قوة فنلندا التكنولوجية هي نوكيا، الشركة التي لم تشكل فقط الصناعة العالمية للاتصالات ولكنها لعبت أيضًا دورًا كبيرًا في تحديد هوية فنلندا على الساحة العالمية.
بدأت رحلة نوكيا في عام 1865 كمطحنة للورق في بلدة صغيرة "تامبيري". خلال السنوات، تطورت الشركة وتنوعت مصالحها، لتحقق بذلك بصمتها في قطاع الاتصالات. في أواخر القرن العشرين، ظهرت نوكيا كزعيم عالمي في مجال الهواتف المحمولة.
في التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، سيطرت نوكيا على سوق الهواتف المحمولة، حيث أصبحت أجهزتها الرمزية واسعة الانتشار على مستوى العالم. أصبحت نوكيا 3310، المعروفة بمتانتها، ونوكيا 1100، المعترف بها كأفضل هاتف محمول تم بيعه على مر العصور، ظواهر ثقافية. نجاح نوكيا لم يكن مقتصرًا فقط على الأجهزة "الهاردوير"، بل امتد إلى البرمجيات مع إطلاق نظام التشغيل "سيمبيان"، رائد في نظام الهواتف الذكية.
كان لنجاح نوكيا تأثير كبير على اقتصاد فنلندا وهويتها الوطنية. أصبحت الشركة مصدر فخر وطني مع الرموز الأخرى مثل "الساونا" الاختراع الفنلندي القديم، مع  تدفق الإيرادات من نجاح نوكيا على الساحة العالمية تزايد النمو الاقتصادي وخلق مجتمع قوي وازدهار رفاة مدني.
علاوة على ذلك، حثت التزامات نوكيا تجاه البحث والتطوير على التحفيز للابتكار في فنلندا. أصبحت البلاد بسرعة مركزًا للمواهب التكنولوجية والهندسية، مجذبة للخبراء من جميع أنحاء العالم. هذا التدفق من المحترفين المهرة رفع مكانة فنلندا في المشهد التكنولوجي العالمي.

الهواتف الذكيَّة
ومع ذلك، خفت الحماس الذي أحاط بنجاح نوكيا مع التحول الكبير في صناعة الهواتف المحمولة مع ظهور الهواتف الذكيّة. صعدت نوكيا صعودًا صعبًا للتكيف مع التغيرات في المشهد، مما أدى إلى انخراط الحصة السوقية والخسائر المالية. في عام 2014، تم استحواذ "مايكروسوفت" في النهاية على قسم الهواتف المحمولة في نوكيا.
على الرغم من هذه الصدمة، عرضت فنلندا صمودًا رائعًا. أدركت البلاد ضرورة تنويع مناظرها التكنولوجية والاستثمار في القطاعات الناشئة. قامت الحكومة الفنلندية بتنفيذ سياسات لدعم الشركات الناشئة والمبادرات البحثية والبرامج التعليمية، مما دفع إلى جيل جديد من المبتكرين.
في السنوات الأخيرة، خضعت نوكيا لتحول، متحركة خارج معقلها التقليدي في الهواتف المحمولة. ركزت الشركة على بنية الشبكات، وحلول الشبكات.
بحسب مسؤولين في شركة نوكيا فإن محفظة براءات الاختراع التي تمتلكها الشركة تعتبر من أفضل الموارد التي تدر دخلا للشركة. لقد استثمرت نوكيا منذ العام 2000 حتى الآن ما مقداره 150 مليار يورو على تطوير الابحاث. حاليا تنفق الشركة حوالي اربعة مليارات سنويا على تطوير الابحاث والمنتجات. إن شركات الاتصالات الأخرى تستفيد من براءات اختراع نوكيا وليست بحاجة إلى الاستثمار في الابحاث.. بالمقابل تحصل نوكيا على مردود مالي مقابل تلك الخدمة. لنوكيا في هذا المجال تعاون مع ابل، سامسونج وهواوي.
إن الاستفادة من براءات الاختراع يستمر لمدة عشرين عاما . "عن صحيفة هلسنكي سانومات". لأنها من الشركات التي وضعت أسس صناعة الهواتف النقالة في العالم مازالت حتى الآن تقتات على ما أنجزته فيما سبق من براءات اختراع فضلا عن ما قدمته من خدمات للهواتف النقالة.. نوكيا بعد أن باعت برنامج الخرائط الخاص بها Here لاتحاد الصناعات الألمانية الذي يضم "BMW، Audi، Mercedes" بحوالي ثلاثة مليارات يورو، حصلت قبل عدة سنوات أيضا على على حوالي 2 مليار دولار من شركة آبل كتسوية لاستخدام الاخيرة أكثر من 30 براءة اختراع مسجلة باسم نوكيا، ايضا حصلت على جزء من الأموال عبر تفاهمات مع شركة سامسونغ.. تجاوزت نوكيا السنوات العجاف وعادت بهدوء إلى سوق تكنولوجيا الاتصالات مرة أخرى.

نوكيا والسياسة
تواصل شركة نوكيا نشاطها في السوق الامريكية عموما وخصوصا مع وزارة الدفاع الامريكية فيما يخص تقنيات الاتصالات. فيما تعزز تعاونها مع السلطات الامريكية عموما في مجال تطوير شبكات الجيل الخامس 5G بعد استبعاد الشركات الصينية المتهمة بالتجسس.
 جرت مناورات كبيرة جدا للناتو في فنلندا والبلدان القريبة منها، جزء من المناورات محاكاة هجوم روسي على فنلندا فيما يقوم حلف الناتو بتفعيل المادة خمسة التي تنص على التزام بلدان الحلف الدفاع عن البلدان الأعضاء فيه. المناورات سوف تستدعي قدوم قوات عسكرية امريكية كبيرة جدا إلى فنلندا. بعض الخبراء يؤكدون للتلفزيون الفنلندي بأن اقامة هذا النوع من المناورات يعني أن إمكانية حدوث ذلك ممكنة.

لكن ما علاقة نوكيا بالأمر؟ لنعود إلى التأريخ قليلاً..
بحضور كبار ساسة العالم وقعت في العاصمة الفنلندية هلسنكي بتاريخ الأول من آب 1975 اتفاقية هلسنكي والتي تطورت لاحقا لتكون منظمة الامن والتعاون في أوروبا. الاتفاقية في قصر فنلانديا نجحت إلى حد ما في تخفيف حدة التوتر الدولي بين المعسكر الشرقي والغربي، لأن المنظمة كانت تضم مختلف أطراف الحرب الباردة. حيث يصل عدد اعضائها إلى 56 دولة، اضافة إلى أحد عشر شريكا متعاونا ومساهما في تحقيق أهداف تلك المنظمة. كما أنها من الاتفاقيات النادرة التي تلم شتات كلا معسكري اوروبا الشرقي والغربي. الحرب الباردة والصراع المشحون بين الشرق والغرب جعل البلدان الاسكندينافية في فوهة المدفع لأنها تمثل نقطة تماس جغرافية بين الجبهتين ولهذا فإن الاسكندينافيين كانوا مندفعين بشكل واضح لمناصرة هذه الفكرة ومن هنا كانت فنلندا بحراكها الدبلوماسي المحايد هي المكان المناسب لتلك المهمة الدبلوماسية.. الفنلنديون عانوا مرارة ذلك الصراع. كما عانوا قبل ذلك من تبعات الحرب العالمية الثانية وما خلفه لهم الصراع بين الالمان والسوفييت. حتى قبل أشهر كان هناك حديث لتحديث تلك الاتفاقية بتفاهم جديد بمناسبة مرور خمسين عاما على توقيعها لكن الامور تغيرت كليا بعد تقدم فنلندا والسويد بالدخول إلى حلف الناتو.

اتفاقية التعاون المشترك بين فنلندا وأمريكا:
ـ السماح لأمريكا باستخدام 15 موقعا عسكريا فنلنديا بمناطق مختلفة من البلاد. منها في ايفالو، تامبيرا، كوبيو، كيركونومي، يوفاسكولا وغيرها.
ـ من حق امريكا أن تنشئ أماكن غير مسموح لأحد استخدامها غير الامريكان.
ـ امريكا تساعد فنلندا بالدفاع عنها فيما لو تعرضت لتهديد.
ـ الجنود الامريكيون من حقهم التواجد في فنلندا ولا يسمح بمحاكمتهم إلا من قبل الجانب الامريكي نفسه.
ـ تسمح الاتفاقية للجانب الامريكي التواجد في فنلندا، تخزين الاسلحة واستخدام القواعد العسكرية الامريكية.

الانتخابات الرئاسية الفنلندية
عام 2024
ابتداء من العام 1919 وحتى الآن تبوأ رئاسة فنلندا 12 رئيسا بينهم امرأة واحدة وهي "تاريا هالونن" عن الديمقراطي الاشتراكي، أول رئيس فنلندي هو "كارلو ستولبيرغ" وآخر رئيس هو "ساولي نينستو". هناك رئيس واحد حاصل على جائزة نوبل وهو "مارتي اهتساري" الذي حكم فنلندا بين الأعوام 1994ـ 2000. الرئيس الجديد  الكسندر ستوب 1968
( Alexander Stubb) سيكون الرئيس رقم 13.
الدورة الرئاسية تستمر في فنلندا 6 سنوات، ويتم انتخاب الرئيس بشكل مباشر من قبل الشعب. صلاحيات رئيس الجمهورية هي قيادة القوات المسلحة، إدارة ملف العلاقات الخارجية، لكن الدور الأهم للرئيس هو الثقل الاساسي لشخصية الرئيس من وجهة نظر الشعب، وأيضا بسبب الانتخاب المباشر حيث يجعل للرئيس دور فاعل في حلحلة أية أزمة سياسية كبرى قد تعصف بالبلاد.
إن الرئيس المقبل عليه قيادة فنلندا بظل انهيار قواعد اللعبة التي كانت ترتكز عليها سياسة رئيس الجمهورية وهي:

العلاقة مع الغرب
تنظيم العلاقة مع روسيا وإدارة الملف الخارجي بظل علاقات دولية متنوعة الحفاظ على امن فنلندا من اي تهديد خارجي. الرئيس الفنلندي كان يمتلك قنوات دبلوماسية مع بوتن ورؤساء أمريكا لا تتوفر لغيره. لكن بعد انضمام فنلندا للناتو عام2023 تغير الموقف وأصبحت فنلندا ضمن حلف عسكري مما يعني تراجع أهمية الرئيس مقارنة بما سبق!  
فيما مضى كان جزء كبير من البرامج الانتخابية للمرشحين يدور حول اللعب على ورقة الناتو، مع أو ضد، ثم هناك من يتبع سياسة الأبواب المفتوحة والغموض الهادف وهذا يأخذ مساحة كبيرة من السجال الانتخابي، بعد انضمام فنلندا للناتو تحول السجال الانتخابي حاليا للموقف من دعم التسليح لاوكرانيا، الخطوات الجريئة التي تتخذ عسكريا بالتعاون مع أمريكا والناتو وما شابه.
 في مقابلة صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 27.9.2023  صرحت مع وزيرة خارجية فنلندا بأن روسيا كانت تخطط للحروب منذ فترة والدليل انها هاجمت جورجيا عام 2008 وأيضا القرم عام 2014 لذلك فان العقوبات القاسية هي الحل الأمثل حاليا.. تلك التصريحات أثارت غضب روسيا، وزير الخارجية لافروف علق على تلك التصريحات بأن فنلندا افسدت منهجها المحايد وذهبت للمعسكر الامريكي. إن فنلندا تأخذ خطوات متسارعة وكبيرة بالعداء لروسيا.
يجب الحذر من تنامي ظاهرة مزدوجي الجنسية من الروس "الحاملون للجنسية الروسية والفنلندية"، لأن روسيا قد تستخدمهم في الحرب الهجينة وتحاول التأثير بالواقع الفنلندي بشكل سلبي من خلالهم. إنهم قد يشكلون خطرا على فنلندا. البروفيسور الفنلندي كاري ليوهتو يرفع الصوت عاليا في هذا الصدد رغم أن هناك من يعتقد بأن هذا الموضوع معقد لأنه قد يتداخل مع العنصرية وفيه أجحام. عام 2022 تقدم تسعة آلاف روسي بطلب الحصول على اقامة في فنلندا، حصل منهم سبعة آلاف متقدم على قرار إيجابي. هذا العام يتوقع أن يكون الرقم أقل اذ متوقع أن يصل نهاية العام الجاري إلى حوالي ستة آلاف طلب. بحق مواطنين فنلنديين.

كيف تشكلت فنلندا من الأساس؟
منذ ألف عام أخذت تتجمع شيئا فشيئا تجمعات بشرية مهاجرة من هنا وهناك، شكلت نواة الأمة الفنلندية بالقرب من بحر البطليق في ظل ظروف مناخية غاية في الاختلاف بين شتاء قاس مظلم تختفي فيه الشمس قرابة الخمسين يوما وبين طبيعة خلابة خضراء من البحيرات والغابات والخضرة التي تحيط كل شيء. لكن القدر خبّأ الكثير من المفاجآت لهذه الرقعة الجغرافية التي تسترخي بهدوء على ضفاف بحر البطليق، ومن سوء حظ من سكونها أنهم وقعوا بين فكي كماشة، صراع التوسع والنفوذ بين المملكة السويدية وبين الامبراطورية الروسية نفوذ يتمثل تارة في صراع الكنيسة الكاثوليكية ضد الكنيسة الارثوذكسية واحيانا أخرى يتمثل في طموح الملوك والقياصرة وهوسهم في التمدد حيثما هناك أرض وسماء. وحينما أفل نجم المملكة السويدية دخلت على الخط المانيا بكل ما اثارته للجدل طيلة الخمسينية الأولى للقرن الماضي.
منذ بداية القرن الحادي عشر وحينما كان يعيش في فنلندا آنذاك اللابيون أو شعب السامي، بالإضافة إلى خليط من المهاجرين من البيئة المحيطة والفايكنغ بدأت الصراعات بين الدولتين الكبيرتين اللتين تتنازعان على فنلندا تأخذ شكلا آخر. حين تندلع الحرب ويشتد الوطيس، وحين تعلو لغة السلام والتهدئة، اما بهدنة او معاهدة صلح او ماشابه ذلك. واستمر الحال على هذا المنوال حتى استقلت فنلندا عام 1917.
المملكة السويدية بسطت نفوذها في فنلندا منذ القرن الحادي عشر لأكثر من ستمئة عام، وأصبحت اللغة السويدية هي اللغة الأولى في فنلندا، حتى عام 1808 حينما قوت شوكة روسيا فمالت الكفة لهم في المعارك التي خاضوها في فنلندا مع الجانب السويدي ونتيجة أيضا لانشغال السويد بنزاعات استنزافية اخرى مما أدى إلى توقيع الجانبين معاهدة هامينا بتاريخ 17/12/1809 التي تنازلت السويد بموجبها عن كل فنلندا إلى الامبراطورية الروسية. وأصبحت فنلندا دوقية مستقلة يحكمها القيصر باعتباره الدوق الأعلى. وهامينا هي مدينة فنلندية تقع في جنوب شرق البلاد. يحتفي الفنلنديون يوم السادس من تشرين الثاني كل عام بيوم الأقلية السويدية في فنلندا، بدا الاحتفال بهذا اليوم ابتداء من العام 1908 تأكيدا لحقوق الأقليات وحرية التعبير ولسبب سياسي أيضا اذ إن ذلك جزء من المناهضة للاحتلال الروسي. تم اختيار يوم السادس من تشرين الثاني اعتزازا بيوم مقتل أعظم ملوك السويد "غوتساف الثاني" ادولف الذي شن الحروب من أجل السيطرة على بحر البلطيق وحقق الكثير من الانتصارات لكنه قتل في احدى مواجهات حرب الثلاثين عاما في 6 تشرين الثاني عام 1632. يعيش في فنلندا حوالي 300 الف فنلنديا من أصول سويدية. ويعتبر السويديون من بناة هذا البلد لان السويد احتلت فنلندا منذ القرن الثالث عشر وأخذت تؤسس لبناء الدولة الفنلندية الأولى قبل أن تستقل.. لكن بهوية سويدية. في فترات لاحقة صعد جيل فنلندي نخبوي انضج هوية فنلندية خاصة لكنه حافظ على هوية الاقلية السويدية اعتزازا بها ودفاعا عن حقها بالتمسك بثقافتها وهويتها. زيادة بسيطة بعدد سكان فنلندا مؤخرا والسبب هو الهجرة، وفقا للاحصاءات الرسمية فان عدد الولادات منذ مطلع العام حتى نهاية آب وصل لحدود 30 ألفا، فيما بلغ عدد الوفيات 40 ألفا. هناك عدد وفيات بحدود أربعة آلاف اكثر من العام الماضي وبنفس العدد تقريبا الولادات اقل مقارنة بالعام الماضي بمثل هذا الوقت من العام. حتى نهاية شهر آب وصل عدد سكان فنلندا إلى خمسة ملايين و555 ألفا.