ضياء الاسدي
مفرداته الأنيقة التي غنّاها معظم المطربين العراقيين تدلّك على إبداعه، وتشير بوصلة الشعر الى قصائده الوارفة الجمال، حروفه المنتقاة بأناة مثقف، تعرف الطريق جيدا الى قلوب المتلقين، وتجعلنا نحلق في فضاءاته الصورية الرقيقة، والتي من خلالها نحت ذاته الشاعرة ليكون عاقل الربيعي، الشاعر الغنائي الذي طغى تواجده على ساحة الورد بشهقة قياسية. وكان هذا الحوار.
* كيف تنسج صورتك الشعريّة ؟
- روح الحرف والقصيدة وبمحاولات بسيطة كانت في مرحلة المتوسطة، متأثرا بوالدي رحمه الله الذي يستقبل ضيوفنا بالشعر وخاصة الدارمي وومضات من الشعر العربي واحيانا بالاقوال والحكم، الصورة الشعرية تنسج وتنضج حينما تحاصرك القصيدة وتكتبك وحين تلامس احساسك وداخلك.
* ماذا تقول في سعي شبكة الاعلام العراقي الى خلق جيل شعري موهوب عبر رعايتها المسابقات الشعرية؟
- المسابقات الشعرية تحتاج لاعداد مهم وانتاج، لان حالة الشعر والكتابة بشكل عام لا بدّ ان يكون لها جو خاص واسترخاء. هذا الموضوع جيد، لكن الاعداد له والانتاج بشكل صحيح احد اعمدة النجاح المهمة لهكذا برامج ومسابقات؟
* الأغنية ماذا شكلت لك، ومن هم الشعراء الذين تشتهي كتابتهم؟
- الاغنية وصياغة كتابتها شكلت عندي الذائقة الجمالية، وهذا له اساس من الطفولة والصبا، لانه كانت عندي ذائقة وحسّ وأثر في اختيار ما أسمع، لذلك كتاباتي لها أساس وأسلوب مختلف في كتابة الاغنية.. اما عن الشعراء الذين تأثرت او اشتهي كتاباتهم بالنسبة للاغنية فهم الشعراء زامل سعيد فتاح وكاظم الرويعي وداود الغنام وسعدون قاسم. وفي القصيدة الشعراء كاظم اسماعيل الگاطع وعريان السيد خلف وطبعا عادة ماانشغل وأتأثر باغنية او قصيدة وليس دائما بالاسماء؟
* متى تلمست خطر الشعراء في المساهمة بانحطاط الأغنية ؟
- مايكتب للاغنية اليوم ليس كله شعرا او فيه شيء من الفن، حينما سمعت بعض الاغاني والمفردات المقززة والمعيبة، ادركت ان الغنية العراقية هبطت وانحطت، وللاسف الكثير من المؤسسات اسهمت بتردي وانتشار الذائقة المتخلفة. ومع ذلك هناك كتابات لاغاني فيها موضوع وموسيقى وروح حلوة.
* أيّهما الأصعب كتابة القصيدة أم الأغنية ؟
- الأكثر صعوبة كتابة الأغنية عن القصيدة، لأنّك هنا تختصر وتحصر موضوع في مقطعين او ثلاث مقاطع، ليس مثل القصيدة تكون مفتوحة وفيها استرسال، ولأن كتابة الاغنية تحتاج لحرفة فنية وقناعة وايقاع موسيقي وأسلوب مختلف عن كتابة القصيدة، وطبعا هي الأوسع انتشارا وممكن أن تغير ذائقة مجتمع لانها سلاح ذو حدين.
* هل سبق وان انقدت لطلب الملحن أو المطرب في الكتابة؟
- أغلب كتاباتي هي من صميم ما أشعر به ومن تجارب تكاد تكون قريبة مني وتلامسني وتلامس بعض من أعرفهم، واذا طرح عليّ ان اكتب موضوعا معينا من ملحن او مطرب لاباس اذا كان مقنعا.. لكن في الاغلب لا انقاد للطلبات.
* برأيك .. لماذا تسيّدت الأغنية العراقية الساحة العربيّة ؟
- الاغنية العراقية لها طعم من خلال اللهجة والمواضيع وطبيعة الموروث الموسيقي والانغام، وفيها شجن جميل وتطريب حتى وان كان ايقاعها سريعا.
* الصوت الذي لا تخشى منه افشال مشروعك الغنائي؟
- ليس الصوت وحده من يفشل الاغنية، هناك المربع الكامل من خلال اللحن والتوزيع، وطبعا الاداء لكن بشكل عام وجدت في الفنان هيثم يوسف الحرص والاهتمام والاحساس بما اكتب اكثر من غيره.
