أسودنا واستثنائية البداية

الرياضة 2024/09/05
...

علي حنون



يستهل منتخبنا الوطني لكرة القدم مشواره من جديد في التصفيات القارية، في مهمة جديدة هي الأهم، كونها الحاسمة التي سَيتحدد مصير الأسود في مسيرة إثبات الوجود اعتمادا على نتائجها، والتي تنطلق اليوم «الخميس» في استهلاله تصفيات المجموعة القارية الثانية المُؤهلة لمونديال 2026، وليس اتحاد كرة القدم فقط، هو الذي يقف آملا إيجابية نتائج منتخبنا الوطني في هذه الجولة، وخاصة نتيجة مباراة سلطنة عمان، على اعتبار أنها الخطوة الأولى المُؤسسة للانطلاقة، ومنها سنكون جميعا إزاء عملية استقراء مُتوقعة للقادم، نقول ليس فقط اتحاد الكرة من ينتظر بشغف إصابة الظفر، وإنما الجميع يعتريه هذا الشعور ويُغلّف تفكيره وينتظر على أحر من الجمر أن تحمل نهاية المُقابلة عنوانا كبيرا للفرح.

ويقينا، فإن للاستثنائية التي تُرافق هذه المباراة ما يُبررها، ولعلّ في طليعة تلك المُوجبات، التي تدفعنا جميعا لانتظار الحسم برؤية المُتفائل، هي أن نتيجتها التي ـ لعمري نكاد نُبصرها إيجابية - ستكون بوابة الولوج لخوض بقيّة المُباريات بحلقات مدادُها ارتفاع مُؤشر الثقة، وتُحصّن عطاء لاعبينا بشيء من الاعتداد بالقدرات وهم يُواصلون رحلة الحلم بأريحية مطلوبة، والثقة في خوض المُواجهات الحاسمة، بصورة مُؤطرة بحلقات الإيمان بالإمكانية الفنية، والأهليّة في إصابة النتيجة المُنتظرة، التي تبقى كما أسلفنا غاية في الأهمية، لذلك نتمنى على لاعبينا الانضباط (التكتيكي) والامتثال لتوجيهات المدرب، والاستمتاع بالأداء ورفع كل تفكير سلبي عن كاهلهم، ولكن مع احترام قدرات لاعبي الفريق العماني، الذي حضر هذه المباراة وفي حساباته إثبات الوجود وتعثير مهمة منتخبنا في هذه المحطة، التي تُمثّل للمنتخب الشقيق فاصلة من ذات وزن الأهمية.

ولأننا نحترم مكانة المنتخب العماني الشقيق، ونعي أنه يَضم تشكيلة فيها من خامات الجودة ما يُمكن أن تعينه في تحقيق التوازن، كما أنه يُدرك أن المباراة تجري خارج أرضه وفي ملعب ستعتلي من مُدرجاته أصوات مُؤازرة للأسود، من شأنها التأثير في عطاء الفريق المُقابل، لذلك نتوقع أن يأتي المنتخب الضيف بفلسفة أداء مُتوازنة ينشد فيها الاعتماد على الهجمات المُرتدة، في سعي لفرض الوجود في منطقة العمليات، ليُصيب توازنا بين طريقة الدفاع، وإخراج لاعبينا من منطقة حصنهم، وبالتالي تحين الفرصة للتسجيل في مرمانا على اعتبار أن المنتخب الشقيق ينشد الخروج من هذه المحطة ولو بنقطة واحدة، لأنها ووفق اعتبارات عديدة تُمثّل انتصارا، لأنه على دراية بأن المُواجهة لن تكون يسيرة، وهي في حساباتها الفنية تعكس تفوقا لمنتخبنا الوطني، وكذلك في جانب الحسابات اللوجستية الأخرى تُثقل كفة أسودنا. وبلا شك، فإن الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة الإسباني خيسوس كاساس ورفاقه، يُدركون حجم المُخاطرة في حال اتبعنا أسلوب دفاع المنطقة وانغلقنا على أنفسنا، واعتمدنا على الكرات المقطوعة لاستهداف مرمى المنتخب العماني، لأن في هذه الفلسفة عملية انتحار فني، وهي لن تأتينا إلا بالإخفاق، لذلك علينا أن نبدأ المباراة بأسلوب الضغط المُستمر على الفريق المقابل، ومحاولة كسر طوق الثقة بقدرات لاعبيه، من خلال اتباع أسلوب هجومي وتركيز اللعب في ملعب المنتخب العماني، لنُصيب في ذلك غايات أخرى، منها السعي للتسجيل، وكذلك لضمان مُؤازرة جماهيرية مُتواصلة.