في اليوم العالمي لمحو الأمية .. التعلم يبني الأوطان

منصة 2024/09/08
...

 قاسم موزان
يحتفل العالم اليوم 8 أيلول من كل عام في اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي دعت منظمة اليونسكو في سنة 1966، وجرى الاحتفال به رسميا بعد عام واحد، ومحو الأمية يوصف بأنه عامل مهم لإزاحة العتمة الفكرية والتوجه، صوب بواكير المعرفة والإحاطة بما يدور في العالم من أحداث واكتساب المهارات والخبرات، بعيدا عن الانغلاق في واقع يعاني من المشكلات الموروثة، التي لا ترغب في تعليم أبنائها والانخراط في المدارس لأسباب، فالقدرة الأبجدية تسهم في خلق شخصية أخرى، يمكن أن تأخذ دورا محوريا في المجتمع لا تتأثر بالأفكار المتطرفة الوافدة، التي تجد طريقها إلى عقول الذين لا يميزون الخطأ المحمول بأسلوب مضلل عن الصواب.
في منتصف سبعينيات القرن الماضي انطلقت الحملة الالزامية الشاملة لمحو الأمية، استجابة للمرحلة التي كانت تشهدها البلاد على الصعد كافة، وانخرط فيها الأميون من كل الجنسين وكانت النتائج باهرة، حازت على إعجاب منظمة اليونسكو والعالم بأجمعه، حتى عدَّ العراق خاليا من الأمية، وهذا إنجاز كبير تحقق بفضل الإرادة والرغبة في التعلم أسهمتا في انجاح التجربة العظيمة، إلا أن السنوات التي اعقبت ذلك من حروب وغزو وحصار اقتصادي قوضَت التجربة والتعليم بشكل عام، وظهرت نتائج النكوص والتراجع لاحقا.
وأفاد الخبير التربوي نبيل الزركوشي بأهمية تسليط الضوء لحصول الأفراد والمجتمعات على المهارات الضرورية للعيش بسلام، وتزيدا نسبة الاناث بثلثين إلى عدد الذكور، الذين يصعب عليهم الحصول على تلك المهارات، وتخصص الدول مبالغ كبيرة في موازناتها لتقليل عدد الأفراد غير المتعلمين، إيماناً منها بأن ذلك هي أحد أهم ركائز التنمية المستدامة، وأن محو الأمية لا يعني  تعلم الحروف والقراءة والكتابة فقط، بل يجب أن تكون البرامج في هذا المجال تأهيلية تمتد لمراحل متعددة،  كي يكسب الأفراد المهارات والمعارف، التي تجعل منهم أفرادا ذا فائدة للمجتمع ولأنفسهم، بالنتيجة نحصل على مجتمع يستفيد من جميع إمكانيات مواطنيه.
ومن دون أدنى شك أن حصول الفرد على التعليم حق أقرَّته الشرائع السماوية والأعراف الدولية، وهذا ما أقرته وثيقة حقوق الإنسان.
في ضوء ما تقدم لا بد من تسخير الإمكانيات المادية والبشرية، وتخصيص أماكن للدراسة من الجهات ذات العلاقة، لإعادة الاعتبار للتعليم الالزامي في العراق، بعد تزايد مرعب لأعداد الأميين أو المتسربين من الدراسة في مراحلها الأولى. وسط ذلك’ أكدت وزارة التربية في وقت سابق شمول اكثر من مليوني مواطن ببرنامج محو الأمية’ فيما اعلنت وزارة التخطيط انخفاض نسبتها
في العراق إلى 12 %