يوسف المحمداوي
« لو” حرف شرط غير جازم ويستخدم دائما للتمني، ولماذا ؟ كلمة مركبة من (لام التعليل) و(ما الاستفهامية) و(ذا الإشارية) واليوم ومع دخولنا ميدان تصفيات كأس العالم بمرحلتها الأخيرة، نجد هاتين الكلمتين تتسيدان ألسنة بعض المحللين والإعلاميين والمواطنين، وأصبح تناولهما من البديهيات التي تطرق مسامع الشارع الرياضي وقد تعودها بل أصبحت عند الجمهور الواعي كالطرفة القديمة التي أدمنها بعض اللذين يرون أنفسهم أصبحوا فوق المدربين بالفطرة!، بعد أن جعلتهم واستغفلتهم علامات الإعجاب التي يحصدونها من الأصدقاء والأهل بمواقع التواصل إنهم حكماء الكرة والعارفون بأسرارها.
في الأمس وبعد حصولنا على أول ثلاث نقاط من التصفيات من فوزنا على عمان، ولتعكير صفو فرحة الشعب، تعالت أصوات البعض منددين بالأداء غير الجيد، وبالتأكيد كان الأداء غير ملبٍّ للطموح بتصريحات واعتراف المدرب كاساس، وعصبيته الواضحة أثناء المباراة، ولأول مرة وجدتهم وعلى غير عادتهم يستخدمون “ لو” و” لماذا” لصالح اللاعب المغترب الذي عودونا أن يجعلوه نقطة التصويب لرصاص ثرثراتهم، فكانت تصريحاتهم المريبة والعجيبة “ لماذا لم يستبدل أسامة رشيد بزيدان إقبال منذ البداية؟”، “ لو أعطى لدانيلو وعلي الحمادي الوقت الكافي لكان الأداء أفضل” وغيرها من التصريحات، بل ذهب خيال بعضهم إلى الخروج من ملعب المباراة والذهاب إلى قاعة المؤتمر الصحفي للمدرب ليصرخ بأعلى صوته في برنامج رياضي :” لماذا صفق الإعلاميون للمدرب إنه تصرف سلبي... وغير مرغوب به؟»
ونحن أيضاً سنرد على مثل هذه الأصوات أيضاً بكلمتي “ لو و لماذا “ لكي لانخرج عن سياق العنوان على الأقل، ونقول” لو كان الأداء رائعاً وخسرنا المباراة مع عمان” ماذا سيقول هولاء، بالتأكيد سيشهرون سيوف اللوم والعذل على المدرب ومن أتى به وعلى تشكيلته، وهم على دراية بأن المنتخب الأردني وعلى أرضه تعادل مع الكويت رغم تقديمه أداءً رائعاً، والأمر ينطبق على منتخب كوريا الجنوبية الذي تعادل بنتيجة تشبه الخسارة بين أرضه وجمهوره أمام الفدائي الفلسطيني رغم الأداء الرائع للشمشون، والأخضر السعودي كذلك أمام أندونيسيا، والأسترالي الذي خسر أمام البحرين في سدني، أم أن إدمانهم على النكد وإثارة الجدل جعلهم يتناسون جميع تلك النتائج، فضلاً عن معرفتهم المسبقة بأن معظم لاعبي منتخبنا الوطني لم يخوضوا أية مباراة في الدوري المتأخر بالانطلاق أو أية مباراة ودية مع فرق على مستوى عالٍ، واكتفوا بمعسكر للاعبين المحليين في الدوحة، على العكس من الفريق العماني الذي عسكر في إسبانيا وخاض العديد من المباراة الودية واستمرار دوريه لعدة أدوار، وأغلب لاعبينا المحترفين لم يلتحقوا بمعسكر البصرة إلا قبل يومين من مباراتنا مع عمان.
ختاماً نقول لهولاء :” خالف تعرف” لم تعد هذه المقولة تنطلي على جماهيرنا الواعية، وتعلموا من العرب حكمتهم “ اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة”، وعراقنا يتبختر بتصدره المجموعة.