منصاتٌ وهميَّة للنصب والاحتيال

ريبورتاج 2024/09/09
...

 نافع الناجي

 تصوير: علي قاسم

انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات وحسابات وشركات  وهمية تحاول اغراء المواطنين بسرعة تحقيق الأرباح، لكن خيبة أمل هؤلاء الشباب كانت كبيرة بعد إغلاق تلك البرامج أو المنصات وخسارتهم لجل أموالهم.

مصادر مجهولة

الخبير التقني سليمان كامل، يقول "معظم هذه البرامج والتطبيقات غير معروفة المصدر، وهي تغلق أبوابها بشكلٍ مفاجئ ومن دون سابق إنذار، تاركة المستخدمين حيارى وغير قادرين على الوصول إلى حساباتهم، وبالتالي يفقدون أموالهم التي أودعوها أو استثمروها في هذا البرنامج أو ذاك".

ويشدد كامل على ضرورة الانتباه إلى تلك البرامج الغامضة والتنبيه على مخاطرها وتجريم الجهات التي تقف خلفها، بالرغم من أنها غالباً من خارج الحدود، ولا يعرف لها مقر أو ترخيص.

وسائل نصب واحتيال

بينما اتفق العديد من المختصين، على أن مثل هكذا برامج غير معروفة المصدر، فقد كشفوا عن أنها أيضاً وسيلة جديدة للنصب والاحتيال، وفي الوقت الذي يغرون فيه الشباب بأرباحٍ مرتفعة وأحلامٍ وردية، سرعان ما يخسر هؤلاء أموالهم وبلا رجعة.

مرتضى أحمد، يقول "كثير من الشباب الخريجين والعاطلين عن العمل، جمعوا مبالغ بسيطة ما بين خمسين ألفاً ولغاية مليون دينار"، مضيفاً "أوهمتهم تلك الشركات والبرامج بالأرباح وتحقيق الأحلام، ليودعوا أموالهم في برامج تداول أو مخططات (بونزي) وهمية لتضيع أموالهم برمشة عين، وغلق تلك البرامج أو المنصات من دون عودة".

وزاد أحمد "أنا شخصياً خسرت (300 دولار) جمعتها من الكدّ في (العمالة) أودعتها في سبيل جني الأرباح وإيجاد مصدر دخل جانبي، لكنهم خدعوني ونهبوا المال واختفوا".


طمعٌ ووعود

الإعلانات الممولة والوعود المعسولة التي تفيد أن باستطاعتك أن تحصل على أموال خيالية مضاعفة كأرباح، لتقوم بالانقياد صوبها من دون تمحيص، ولكونك تحب الخير تذهب لتبلغ صديقك وأقاربك وجيرانك، وتقنعهم ليدخلوا معك بهذا البرنامج أو تلك المنصة، لتبقى تتداول أموالك وتستمر بالربح الذي تجده عبارة عن أرقام في صفحتك بالمنصة من دون أن تلمسه فعلياً أو تكون قادراً على سحبه نقداً، وبسبب الطمع الزائد تودع المزيد من المال، كي تحقق ربحاً أكثر وهكذا حتى يقفل التطبيق أو تغلق المنصة الرقمية وتخسر أموالك وتعود لنقطة الصفر.


ضرورة التحوّط

وبسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها الكثير من شبابنا، يؤكد خبراء ضرورة تجنب هكذا برامج احتيالية حتى لا يقعون كضحايا في شراك عمليات النصب والاحتيال، كما حدث مؤخراً من خسارات كبيرة في بعض المدن العراقية مثل الموصل، سامراء، بغداد، البصرة وغيرها، وضرورة أن تحتاط الأسر والشباب وتتنبه الجهات الرسمية بما يكفي من أجل تجاوز مثل هذه الخسائر الكبيرة.

وانتشرت في الآونة الأخيرة برامج وشركات وهمية، تحاول إغراء الشباب، ولا سيما من ذوي الدخل المحدود بسرعة ربح الأموال، وكثير من هذه الشركات ملاحقة قانونياً بسبب عمليات النصب وسرقة الكثير من الأموال.


شركات بلا تراخيص

وأوضح الخبير المالي والاقتصادي الدكتور محمد سمير، أن "العشرات من شركات الوساطة العاملة الآن في العراق وهمية، وليست لديها رخصة التداول من قبل البنك المركزي العراقي، ويمكنها بسهولة جداً التحايل على المواطن وسرقة أمواله"، مردفاً أن "سياسة البنك المركزي تذهب باتجاه عدم السماح للتداول بالمنصات الرقمية، خاصة أن عملية ضبط حركة الدينار العراقي ومعرفة جنس هذا الدينار، تتطلب التتبع قبل القيام بمنح إجازات تخصص لمواقع إلكترونية تسمح بالمتاجرة بالأموال".

تحايلٌ وغسيل أموال

سمير أضاف، أن "البيئة العراقية حالياً، لا تمنح مثل هذه الرخص، والذين يتداولون بمثل هذه المبالغ يتحملون مخاطر عالية نتيجة إغلاق هذا الموقع أو ذاك، لوجود فاسدين يقومون بعملية التحايل على بعض الشباب الذين يندفعون باتجاه الأرباح الوهمية".

ولفت إلى أن "هذه المواقع يمكن أن تكون أداة لغسيل الأموال، لذلك فقانون البنك المركزي لا يسمح بإنشاء مثل هذه المنصات للتداول الرقمي، ريثما تكون هناك شرعنة لهذا الموضوع"، مشدداً على أن "الجميع ينبغي أن يكونوا حذرين من أي تعاملات مالية مع مثل هذه المنصات، التي قد تخدع الجمهور بوجود أرباح وهمية لفترات قصيرة، ثم يتم غلق الموقع وبالتالي يتعرض المتداول لخسائر كبيرة".