علي الخفاجي
في نقاش فيسبوكـــي قديم وانا أتصفح لفت انتباهـــي حينها موقع اسمهُ (العراق القديم)، ولكوني مهتما بحضارة وادي الرافدين القديمة، لذلك أصبح لدي تصور عن كثير من الأشياء في تلك الحقبة الزمنية من قوانين الى حياة اجتماعية الى العادات والتقاليد الى الفلك والى الأدب وغيرها الكثير من الأشياء، وهنا وعلى غير عادتي اشتركت في جدلية، حيث دخل أحدهم وعلق بالقول إن المصريين القدامى، هم أول من صنع السفن ووضعوا أبجديات الكتابة، وبدأ يذكر أشياء كثيرة، متفاخراً بالحضارة المصرية القديمة، استفزني الموضوع، لأنه في أكثر الأحيان لا أشتركُ بمثل نقاشات جدلية كهذه، لكن حصل ما حصل وعلقت وذكرت، بأنه بعيداً عن الجدلية المستمرة، وبعيداً عن التعصب، لكن الحقيقة بَينة وواضحة، لأن الآثار والرقم الطينية لا يمكن لها أن تخطئ، وعليه بما أننا حضارة "وادي الرافدين" أقدم حضارة بالتأريخ، فمن المسَلمات أن نكون أول من اخترع الكتابة، وسن القوانين، واخترع التوقيت وقسم الزمن الى سنة وشهر
وأسبوع ويوم، واهتم بالفضاء والفلك، واول من نظم الشعر، واخترع العجلات الدوارة، ووسائل الاتصال (الأبواق)، كوسيلة للتخاطب، واستمر التعداد كثيراً واستمرت التوصيفات، والتي على ما يبدو أزعجت الكثير وانهالوا عليَ بالسباب والشتيمة، وهنا أحسست وتيقنت بأن الحقيقة دائماً ما تكون صعبة التصديق، نتيجة تشبع الكثيرين بالكثير من التــــُرهات، بسبب الخواء الفكري لديهم دون استخدام منطق العقل ومنهج البحث، لأن طبيعة مثل أناس هكذا دائماً ما يميلون الى الأوهام المريحة التي نشأوا عليها
ولا يتقربون للحقائق.
تكلمنا كثيراً وفي مناسبات عدة عن الإعلام ودوره الكبير في تحريك الرأي العام، حيث بإمكانه التأثير على المتلقي والشواهد كثيرة على ذلك، في الأيام الماضية اثير كثيراً موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية واصبح الشغل الشاغل وحديث الساعة بين جميع الأوساط، وبدا المهتمون والمختصون يروجون له .
المناورات والمناوشات التي تجري برعاية القنوات الفضائية وصلت اشدها في ما يخص الموضوع الذي نحن بصدده، حيث تستضيف بكثير من المناسبات أشخاصاً يدلون بمعلومات غير صحيحة، وهذا ما حدث من خلال استضافة إحدى القنوات الفضائية لمحامية، التي من المفترض أن تكون أكثر كياسة ورزانة في الطرح والدقة في المعلومة، حيث استخدمت اسلوب التجاوز وقلة الاحترام في كثير من الأحيان، في الوقت الذي كنا وما زلنا ضد أي عمليات أو أدوار تمارس لتقييد الحريات، وهنا نثني على الخطوات التي قامت بها نقابة المحامين من خلال مخاطبتها لهيئات الانتداب في غرف المحامين في بغداد والمحافظات، لغرض تزويدها بأسماء المحامين الراغبين بالظهور الإعلامــي في محاولة منها لضبط ايقاع الضيوف من خلال نشر المعلومات القانونية السليمة، نأمل من النقابات والاتحادات وجميع المؤسسات الأخرى أن تحذو حذو نقابة المحامين من خلال اقامة دورات تدريبية للأشخاص المنتسبين لها وان تختار الأشخاص المناسبين الراغبين بالظهور الاعلامي لطرح الموضوعات بمهنية
ومصداقية.