بغداد: سرور العلي
تأثر وسام عبد جزي بالفن التشكيلي العراقي والعالمي، وبلوحات أساتذته في المدرسة ومعهد الفنون الجميلة، وبأعمال فرج عبو، وفيصل لعيبي، وعلى مستوى التقنيات تأثر بالمدرسة الغرائبية والسحرية، والروسية والهولندية، وأول عمل له قدمه من خلال مسابقة جائزة عشتار عام 2016 وفاز بالجائزة، وكان هذا الإنجاز انطلاقة لأعمال احترافية أخرى، تمثل مراحل من تجاربه التشكيلية.
ووسام هو فنان تشكيلي، خريج معهد الفنون الجميلة، بغداد، وخريج أكاديمية الفنون الجميلة/ بغداد، وحاصل على جائزة عشتار للشباب لأربعة أعوام متتالية من عام 2016، وحاصل على جائزة جداريات “تشرين”، عام 2019، وجائزة وزارة الثقافة العراقية (اقتناء) للشباب 2019، ولديه معرض شخصي في قاعة حوار في بغداد 2019، ومعرض ثنائي هايبرد غاليري كليم ارت سبيس الحمرا بيروت 2024، ولديه مشاركات عدة مع جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وشارك بمعظم القاعات الفنية في بغداد، والبصرة، والسليمانية.
وأشار إلى أن بداياته في التشكيل يصعب وضع زمن لها، كونها نتيجة تراكمات متعاقبة أنتجتها البيئة المحيطة، ونتيجة دوافع نفسية وشخصية، ويعد دخوله التشكيل منذ الطفولة، حين أنجز أول عمل من مادة الطين، ثم الأثر الذي يغير اتجاه الحياة والمعارف، وكان في مرحلة المتوسطة، إذ إن الفارق كان كبيراً بين إنتاجه بمواد الرسم، وبين بقية أقرانه من الطلبة، وقتها كان الملجأ للذين يستعصي عليهم إنتاج شيء فني للدرس وغيره.
ويوظف وسام مفردات عدة في أعماله، لكن الإنسان موضوعه الأبرز، والأشياء التي تُحيطه من أثاث وتفاصيل، ومن الممكن أن يكون الحوار داخل العمل الفني واضحاً، مع إعطاء مساحة التأويل للمتلقي، من دون الخدش بالموضوع بصورة عامة، كذلك إدخال الكائنات أيضاً كالأشجار، والحيوانات، كالغزال، والأسد، والديك في أعماله.
وأكد: «عند اشتغالي بالعمل الفني استبعد تماماً تسمية اللوحة، وتبويبها بمدرسة فنية خاصة، وأترك التسميات ليكون لي الفضاء مفتوحاً، لكن بعد إنجاز العمل يمكن انتماؤه لاتجاه معين، ويكون الشكل النهائي لا بد له من تقاربات اتجاهية للمدارس الفنية، كالواقعية السحرية، والغرائبية هي أقرب المدارس البصرية».
ويرى وسام أن دراسة الفن الأكاديمي جزء مهم لمخرجات احترافية، كونه يعرف بمستويات معينة بالفن، ومعرفة انتمائه وطرق اشتغاله، لا سيما أن الفن جزء كبير منه صناعة، وبالطبع هناك الجانب الآخر للفن (الفطري والإبداعي)، وله دور كبير في حركة التشكيل العالمي، وله متاحف ومقتنون وجمهور، ونتاجهم ذو مستوى عالٍ، لأن العمل الفني في النهاية هو نتاج إنساني، لا يخضع المنتج إلا للفن وحده، إذا كان الفن أكاديمياً أو فطرياً فالناتج هو المهم.
وفي معرضه الشخصي الأول تحت اسم (حكاية في بغداد)، الذي استمر لمدة شهر، وضم 24 عملاً متنوع الأحجام والمواضيع، عمل لمدة عامين، وكانت النتائج إيجابية وسط التشكيل العراقي، ونال متابعة جيدة، كون المعرض أقيم بعد جوائز عدة، كجائزة عشتار وغيرها.
وواصل حديثه: “ربما تقنيات الاشتغال الفني عامل رئيس في قيادة الاتجاه والموضوعات داخل اللوحة، مثلاً المشتغل في التجريد موضوعاته تختلف عن موضوعات المشتغل في العمل السيريالي، وهكذا بقية المدارس الأخرى، وعملت على مواضيع عدة، وانتقلت خلال سنوات عديدة بحسب المراحل بتطور العمل والوعي الفني لدي، فكان النتاج مختلفاً بحكم التجربة، ففي مراحل اشتغلت على الموروث الشعبي، وكيف يصب بعمل بصري، وأنجزت بذلك الكثير من اللوحات بهذا الاتجاه، وتارة أخرى اشتغلت على قصص، ومنها ألف ليلة وليلة، والأساطير وكائنات معينة، وفي مراحل متقدمة وحديثة اختلف التوجه بطريقة مغايرة، كون الوعي الفني وآليات الاحتراف أصبحت أوضح ومتقدمة، وما يمثله الفن بتصوري يجب أن يكون مستقلاً بحد ذاته”.
وبشأن مشاريعه المقبلة أوضح وسام أنه سيقيم معرضه الشخصي الثاني خارج العراق، وجاري العمل بمراحله المتقدمة، وبأحجام كبيرة وصغيرة، ومن المؤكد سيكون انتقالة كبيرة على المستوى الشخصي له، لأسباب عدة، كونه سيقام بعد سنوات عدة من معرضه الشخصي الأول، إلى جانب آخر وجود الفيديو آرت اليوم، وله عدة مميزات ومنها، تحريك الأعمال الفنية وإخراجها بصورة مغايرة، ويدخل الصوت والبعد المكاني والزمني في اللوحة، التي هي بالأساس ذات أبعاد محدودة، إضافة إلى أنه بصدد إنجاز مشاريع في النحت، والخزف، والطباعة، ويخطط لها وستنتج عنها أعمال، هي امتداد لما عمل عليه من مشاريع في التشكيل.