متابعة: محمد عجيل
ويعود تاريخ اللقاءات العراقية الكويتية بكرة القدم لأول مرة إلى العام 1964، ضمن بطولة كأس العرب التي استضافتها الكويت، وانتهت بفوز أسود الرافدين بهدف للراحل شاكر إسماعيل، ومند تلك اللحظة بدأ منتخبنا يشكل منافسا كرويا لا يمكن مواجهته بسهولة، لاسيما في التجمعات الخليجية التي استحوذت الكويت على ألقابها.
وعلى مدار سنوات المنافسة، شكل الثنائي علي كاظم وحسين سعيد تهديداً حقيقيا على مرمى الكويت، الذي كان يحرسه أحمد الطرابلسي تارة أو جاسم بهمن، ومن ثم الراحل سمير سعيد، واتسمت اللقاءات المشتركة في مختلف المسابقات بالمتابعة من قبل جماهير المنطقة، وأصبحت نقطة تحول في تاريخ هذه البطولة، لاسيما بعد المباراة النهائية لبطولة الخليج بالدوحة في العام 1976 التي تركت انطباعا لم يمح من ذاكرة الخليجيين إلى يومنا هذا، وعدت تلك المواجهة الأروع في سفر البلدين الكروي، وكان في مقدمة أبطالها المدربان البرازيلي كارلوس البرتو والاسكتلندي داني ماكلنن .
واستمرت حلاوة اللقاءات بين المنتخبين على مستوى بطولات العالم العسكرية والتصفيات المؤهلة للدورات الأولمبية، وهنا لا يمكن لمتابع أن يجتاز تلك المباراة الخالدة التي جرت في بغداد، والتي حددت المتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980، وكان وقتها ملعب الشعب يغص بقرابة أربعين ألف متفرج، انتظروا صافرة الحكم الماليزي بهدفي نزار أشرف، لكن الأزرق كان له كلام آخر بعدما أودع ناصر الغانم كرته الأولى في مرمى رعد حمودي، التي كانت فاتحة لهدفين كويتيين آخرين، لينتهي اللقاء بخسارة أسودنا الذين عوضوا تلك الإخفاقة بانتصار عريض، عندما خطفوا الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية عام 1982 في العاصمة الهندية نيودلهي عبر هدف حسين سعيد . ولعل أبرز ما ذكر وقيل عن تلك المواجهات الكروية، هو ما عرضه نجم منتخب الكويت جاسم يعقوب في لقاء متلفز، بأن العراق شكل نقطة تحول في بطولات الخليج، وكان من أهم ركائز تطوير منتخباتها، لأنه صنع المنافسة بين الجميع، بينما أدلى نجم منتخب الكويت فيصل الدخيل بتصريح مماثل قال فيه، إن جماهير منطقة الخليج تنتظر بفارغ الصبر البطولات التي تشهد مواجهات بين منتخبي العراق والكويت، وهذا أصلا من أسباب سعادة تلك الجماهير.
من جانبه أشاد الراحل أحمد راضي بالعلاقات بين لاعبي الكويت والعراق، والجميع يتذكر مبادرة النجم جاسم يعقوب عندما تبنى معالجة الراحل علي كاظم في الكويت عام 2004، لذا كل ما نتمناه، هو أن ترتقي المؤازرة الجماهيرية في لقاء المنتخبين اليوم إلى حجم العلاقة الأخوية بين البلدين، بعيدا عن استحقاقات الفوز والخسارة.