علي حنون
لا نبتغي استحضار القادم ونأتي عليه كواقع حال، عبر تسويق وجهات نظر هي وإن كانت في بعض فواصلها الفنية فيها من الانتماء إلى الواقع الشيء الكثير، لكن مع ذلك لا نبتغي - في تناولنا للأمر - وكما بدأنا القول، أن نضع منتخبنا الوطني لكرة القدم في دائرة التقصير، اعتمادا على مُعطيات مُواجهة ملعب جابر، التي جرت ضمن مُنافسات المرحلة الثانية من المحطة الحاسمة المُؤهلة لمونديال 2026، والتي انتهت بالتعادل السلبي مع ترك بصمات تُشير إلى وجود عديد علامات الاستفهام تُؤكد على استمرار حالة عدم التواصل الإيجابي بين خطوط الفريق.. ويقينا هنا لا ننشد التركيز على الأداء الفردي، الذي لم يأتنا خلاله أي من لاعبينا بالعلامة الكاملة، وإنما غايتنا الوقوف عند تواضع الأداء الجماعي، الذي هو الآخر يُثير غير علامة استفهام.
ومن نافلة القول، أن مباراة العراق والكويت كانت رؤيتها الافتراضية، التي رسمتها إدارة المنظومة الرياضية ومعها الصحافة والإعلام وكذلك جماهيرنا، لوحة ازدانت بألوان التفاؤل، كانت أكبر بكثير من واقعها الفني الحقيقي، الذي لم يرتفع مُؤشره إلى المستوى المطلوب، والذي كان الجميع يُمني النفس برؤيته، حيث بدت صورة حضور منتخبنا مُشوشة ولم يظهر منها سوى ألوان الأداء القاتمة، وربما يكون ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وكذلك حالة الطرد المُبكّرة غير المُبررة للاعبنا ريبين سولاقا، قد ألقت بظلالها السلبية على حال فريقنا في هذه المباراة، وجعلته يبتعد عن تقديم المستوى المطلوب والمتوقع، ورسمت له لوحة تواجد مُختلفة.
عموما، التعادل، الذي كان عنوانا بارزا لخاتمة أحداث المباراة، جاء عادلا ومُنسجما مع مستوى أداء الفريقين، وقد تكون أفضل مُحاولة تقرّب لمنتخبنا من مرمى الكويت، تلك المحاولة التي هدد بها علي جاسم في الدقيقة (77) الحارس الكويتي، والتي تصرف بها جاسم بصورة فيها من الأنانية بعض الشيء، ولو أنه مرر الكرة ليوسف الأمين، الذي كان في وضع تهديفي أفضل، لكانت نتيجة المحاولة إيجابية، وسوى هذه الكرة الخطرة، فإننا لم نشهد رغبة أكثر جدية للاعبينا، الذين بدا الإعياء وعدم التركيز الخط العام لتواجدهم في هذه المُقابلة، التي لم يكن فيها المنتخب الكويتي هو الآخر بأفضل حال، مع أنه أدى المباراة بتفوق عددي، وكذلك لم ينجح في استثمار عاملي الأرض والجمهور.
وما يعنينا هنا، هو أن منتخبنا في مباراتي سلطنة عمان والكويت لم يُسجل حضوره الذي يعكس إرادته، ومع أنه كسب بفضل الأرض والجمهور نتيجة لقائه الأول، إلا أنه مع ذلك لم يجعلنا كمتابعين ونقاد شهودا على جودة عطائه، ولعل رضا الجميع تحقق بانتهاء مباراتنا مع عمان نظير نيله نقاط المُواجهة لا أكثر، مع التحفظ على المستوى.. ومع قلب صفحة محطة الكويت، فإننا نتطلع لأن يتغيّر حال منتخبنا في المحطات القادمة، اعتبارا من مباراة فلسطين، التي تستضيفها البصرة في شهر تشرين الأول القادم، لنتأكد حينها أن منتخبنا استفاد من مُقابلتي سلطنة عمان والكويت، وأن القادم سيكون أفضل في جانبي النتيجة والأداء.