العراق وإيران نحو شراكة ستراتيجية

الثانية والثالثة 2024/09/12
...

 بغداد: متابعة محمد الانصاري


شهد القصر الحكومي ببغداد أمس الأربعاء، مراسم توقيع 14 مذكرة تفاهم ثنائية بمختلف المجالات، بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي وصل العراق على رأس وفد كبير، وأوضح السوداني خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع بزشكيان على عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين والبلدين الجارين، وإمكانية تطوير آليات التعاون بين بغداد وطهران إلى شراكة ثنائية ستراتيجية شاملة.


الاستقبال الرئاسي
واستقبل رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، أمس الأربعاء في قصر بغداد، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان والوفد المرافق له الذي وصل البلاد أمس الأربعاء في زيارة رسمية.
وأفاد بيان رئاسي تلقته «الصباح»، بأن رئيس الجمهورية رحّب في بداية اللقاء بالرئيس الإيراني مجدداً التهنئة بانتخابه رئيساً، كما جدد تعازيه برحيل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان ورفاقهم في الحادث المؤسف.
وأكد رشيد، أن العلاقات التي تجمع البلدين الصديقين هي علاقات متينة وتاريخية، موضحاً أن إيران دولة جارة مهمة للعراق ولها مكانتها الإقليمية الكبيرة في دعم واستقرار المنطقة، وأن العراق يدعم بقوة تعزيز التعاون المشترك من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف وترسيخ أمن الحدود والعمل على إنهاء التوترات في المنطقة.
وشدد رئيس الجمهورية، خلال حديثه، على ضرورة تفعيل بنود الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، وتعزيز روابط الصداقة بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين، كما لفت إلى أن ظاهرة التغير المناخي من أبرز التحديات التي تواجه البلدين والعالم أجمع، مؤكداً أهمية العمل المشترك في هذا الخصوص، سيما قضية المياه، داعياً في الوقت ذاته إلى إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه.
وفي ما يخص المستحقات المالية على الحكومة العراقية للجانب الإيراني، أوضح رئيس الجمهورية؛ أهمية العمل على إيجاد تفاهمات مشتركة وصيغة مناسبة لتسديد تلك المستحقات الى الجمهورية الاسلامية الإيرانية وبالعكس.
واستنكر رشيد، العدوان الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي راح ضحيته الشهيد إسماعيل هنية وبقية الشهداء، مؤكداً موقف العراق المبدئي والثابت، تجاه القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة على أرضه.
كما أدان رئيس الجمهورية، استمرار العدوان الغاشم للكيان الصهيوني على قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية وما خلفه من آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى وفرضه حصاراً جائراً على الغذاء والمياه والكهرباء والوقود، مؤكداً دعم العراق لأي مبادرة إقليمية أو دولية من شأنها إزالة التوتر وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، عبّر الرئيس بزشكيان عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مثمناً جهود رئيس الجمهورية في توطيد عرى الصداقة وتعضيد العلاقات بين البلدين والشعبين الجارين، ومؤكداً حرص الجمهورية الإسلامية على تمتين العلاقات مع العراق في شتى الميادين، والتنسيق في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أعرب عن تطلع بلاده لإيجاد مزيد من الفرص وآليات التعاون، التي يمكن البناء عليها في توثيق عرى الروابط بين البلدين.
كما دعا رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين الجارين لوضع برنامج ستراتيجي للتعاون المشترك في قطاعات الصحة والبيئة والصناعة والأمن والسياحة وبما يشمل إقليم كردستان.
وقدّم بزشكيان إلى رشيد، لوحة تضمّنت رسالة من المرشد الأعلى الإيراني السيد علي الخامنئي، جدد فيها تقديره وشكره للعراق حكومة وشعباً على ما جرى بذله من جهود في استقبال الزائرين في زيارة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين وصحبه (عليهم السلام).
وأضاف البيان الرئاسي، أنه جرت المباحثات الموسعة بين الجانبين حيث ترأس خلالها الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد الجانب العراقي الذي ضم كلاً من نائب رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجية الدكتور فؤاد حسين ووزير التربية إبراهيم نامس ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي ووزير الكهرباء زياد علي فاضل ووزيرة الاتصالات الدكتورة هيام الياسري والسفير العراقي لدى طهران نصير عبد المحسن وعدد آخر من المستشارين والمسؤولين الحكوميين، فيما ترأس الجانب الإيراني الرئيس مسعود بزشكيان وضم الوفد كلاً من وزير الخارجية عباس عراقجي ووزیر الشؤون الاقتصادیة والمالیة ورئيس لجنة التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين عبد الناصر همتي ووزير الطرق وبناء المدن فرزانه صادق مالواجرد ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين والسفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق وعدد آخر من الدبلوماسيين والمسؤولين والمختصين.
القصر الحكومي
والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد، في مستهل الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس الإيراني إلى بغداد، حيث شهد اللقاء التباحث في جملة من الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، والتي تهدف إلى تعزيز مستويات التعاون والشراكة بين البلدين.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بأن السوداني، جدد خلال اللقاء، ترحيبه بالرئيس بزشكيان، في أول زيارة خارجية له بعد تسنّمه مهام منصبه، مُستذكراً مواقف الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي تجاه العراق، ومؤكداً أهمية العمل الثنائي بين البلدين لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وبما يصب في مصلحة الاستقرار والتنمية.
من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني عن شكره وتقديره للعراق وللحكومة العراقية على حفاوة الاستقبال، مؤكداً رغبة الجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين.
كما قدّم بزشكيان إلى السوداني لوحة تضمّنت رسالة من المرشد الأعلى الإيراني السيد علي الخامنئي، جدد فيها تقديره وشكره للعراق حكومة وشعباً على ما جرى بذله من جهود في استقبال الزائرين في زيارة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين وصحبه (عليهم السلام)، وما يمثله هذا الفعل من تجسيد للكرم الإسلامي وحُسن الضيافة العربية. وشهد اللقاء تبادل الرئيسين الهدايا المعبرة عن عمق علاقات الصداقة بين البلدين الجارين.
مباحثات موسعة
ثم ترأس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني وفدي البلدين في المباحثات الموسعة، ورعيا مراسم توقيع 14 مذكرة تفاهم ثنائية.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته «الصباح»، بأنه جرى خلال جلسة الاجتماعات الموسعة في القصر الحكومي بالعاصمة بغداد، بحث أوجه التعاون بين البلدين الجارين، وبما يحقق المصالح والمنفعة المتبادلة، وكذلك متابعة أعمال اللجنة العليا المشتركة بين العراق وإيران التي ستعقد اجتماعها القادم في بغداد، كما جرى بحث التعاون الأمني والاتفاق الأمني المشترك، وكذلك مناقشة التعاون البنّاء في مجال الصناعات التكريرية والطاقة، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
وأشار رئيس الوزراء إلى الروابط الدينية والاجتماعية والتاريخية التي تجمع البلدين الجارين، موضحاً أن الموقع الجغرافي لهما يجعل من خطوط الربط اللوجستي والنقل ذات أهمية بالغة، مشيراً الى خط سكك الحديد (البصرة - الشلامجة) لنقل المسافرين، وحرص الحكومة على استكمال مذكرات التفاهم والمضي بتنفيذها.
من جانبه أشار الرئيس الإيراني إلى عمق العلاقة بين البلدين، وتأثير العلاقة المتميزة في استقرار المنطقة، وأكد رغبة بلاده في العمل المشترك وتنمية الشراكات الاقتصادية بين البلدين.
وشهد الاجتماع توافق الرؤى المشتركة إزاء استمرار العدوان على غزّة، وما يتسبب به الكيان الصهيوني من زعزعة لأمن المنطقة واستقرارها، وجدد الجانبان الدعوة إلى وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وأن يتولّى المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الصدد.
14 مذكرة تفاهم
ورعى رئيس الوزراء والرئيس الإيراني مراسم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، شملت؛ الاقتصاد، والتعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي، والاتصالات، وفي مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرّة العراقية – الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية.
ووقع مذكرات التفاهم عن الجانب العراقي وزيرا الخارجية والتجارة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، فيما وقع عن الجانب الإيراني وزيرا الخارجية والاقتصاد.
مؤتمر صحفي مشترك
وعقب ختام المباحثات، عقد السوداني وبزشكيان، مؤتمراً صحفياً مشتركاً، أشار فيه رئيس الوزراء أن «الجمهورية الإسلامية مرّت بمنعطفٍ حاد، بفقدها الأليم للرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، ورفاقه، ونشدّ مجدداً على يد الرئيس بزشكيان وهو يتصدى لمهامه».
ونوّه رئيس الوزراء، بأن «العلاقات العراقية الإيرانية التي تتميز بمستواها العالي، وأنها تضمّ العديد من الروابط، التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين»، مؤكداً أن «هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم إلى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار».
وأضاف السوداني، أن “الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم”، مبيناً أن “المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي”.
وأوضح، “أكدت مباحثاتنا على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة – شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية”، وأضاف “بحثنا أهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، كما تناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي – المنذرية - بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط السترايتجي المهم”.
وقال رئيس الوزراء: “ركزنا على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تمت تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية”، وتابع: “تطرقنا إلى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية”.
وأكد السوداني، أن “موقف العراق كحكومة داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات ستنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي”، وأشار إلى “التوقيع على 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقاً، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين”.
ووجّه الشكر إلى “الإخوة في الجمهورية الإسلامية لدورهم ومساهمتهم في الوصول إلى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان”، كما ثمّن “موقفهم الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة”.
وأضاف السوداني، “تحدثنا بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني في غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة”، مؤكداً أن “مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمرارهِ هي مواقف واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المُجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية”.
وأشار رئيس الوزراء، “تطرقنا إلى جانب التعاون الأمني، وأكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وقال: “نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها”، مبيناً أن “التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل أشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين”.
وختم السوداني حديثه خلال المؤتمر الصحفي بالقول: إن “هذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل”.
من جانبه، تقدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالشكر لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني لحفاوة الاستقبال والضيافة، وأكد أنها “فرصة جيدة أن أكون في أول زيارة لي بالعراق”، وأضاف، “كنت أرغب في متابعة العمل للاتفاقيات المبرمة سابقاً والتي أبرمت (أمس الأربعاء) والتي تمثل انطلاقة جديدة للتعاون بين البلدين”.
وكشف بزشكيان، عن الاتفاق بين العراق وإيران “على تشكيل فريق من الخبراء بين البلدين بمختلف المجالات لوضع خطط ستراتيجية لتعاون أوسع بين البلدين”، وأضاف، “نحتاج إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية بين البلدين لنردع الإرهابيين ومن يريد استهداف الأمن بالمنطقة”، مؤكداً أن “الاتفاقات التي أبرمت حققت نجاحاً، ونحتاج إلى إزالة التي لم تنجح”.
وقال الرئيس الإيراني: “نريد عراقاً قوياً ومستقراً وآمناً تسوده الأخوة والهدوء”، مبيناً أن “الزيارة تمثل فرصة عظيمة لمناقشة وجهات نظرنا ونرسم خططنا المستقبلية”، وأشار إلى أن “الكيان الصهيوني يرتكب أبشع الجرائم بحق البشرية في غزة”، معرباً عن أمله في “النجاح في ردع الكيان الصهيوني بالوحدة والتماسك”.
إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، أمس الأربعاء، الرئيس الإيراني الضيف والوفد المرافق له. وأفاد بيان للمجلس، بأنه جرى بحث سبل تعزيز التعاون القضائي والقانوني بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء، استقبل صباح أمس الأربعاء، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مستهل أول زيارة رسمية خارجية للرئيس الإيراني بعد تسنّمه مهام منصبه في تموز الماضي، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية في مطار بغداد الدولي. وتخلل المراسم عزف النشيد الوطني لكل من البلدين، واستعراض حرس الشرف الذي يمثل مختلف صنوف قواتنا المسلّحة.