أوس ستار الغانمي
في أعماق مدينة البصرة، تتجلى موهبة شابة عراقية تبلغ من العمر 21 عاما، تدعى نور عبد الحسن، والتي وجدت شغفها العميق في الرسم بالرصاص منذ سنوات ماضية، تميزت بأسلوب فني فريد يتسم بالتزامها الصارم باللون الرمادي، والذي أصبح مرآة صادقة لشخصيتها وأفكارها الداخلية.
بالنسبة لها الرسم ليس مجرد وسيلة للتعبير الفني، بل هو عالم خاص تحتضن فيه أحاسيسها، حيث يتحول كل خط وكل تفصيل في لوحاتها إلى انعكاس حي لمشاعرها وأفكارها الأعمق.
تقول: “أفضل الألوان الرمادية، لذلك أنا متمسكة بألوان الرصاص والفحم الأسود والأحبار السوداء. هذا الأسلوب يريح نظري”، وتلك البساطة في التعبير تخفي وراءها عمقًا كبيرًا، حيث تشير إلى أن الفن بالنسبة لها هو مكان تجد فيه الهدوء والسكينة.
الرسم هو أكثر من مجرد هواية، إنه وسيلة للتواصل مع ذاتها ومع العالم من حولها. تؤكد: “أنا أرسم أشخاصًا أحبهم أو أشكالًا وأجسامًا أحلم بالوصول إليها، باختصار أرسم ما أحب
فقط”.
تستخدم نور الرسم كوسيلة للهروب من الضغوط النفسية والمواقف القاسية. وتوضح قائلة: “إلهامي للرسم هو الابتعاد عن التفكير والمواقف القاسية، أشغل عقلي ومشاعري بها لكي لا يسيطر علي التفكير المفرط”، هذه العلاقة القوية بين الفن والراحة النفسية جعلت من الرسم جزءًا لا يتجزأ من حياتها
اليومية.
رغم التحديات التي قد تواجه أي فنان في محاولته للتعبير عن فكرة أو شعور معين، تبين نور أنها لا تواجه مشكلات في ذلك، وتضيف: “لا أواجه مشكلات، وأنا سريعة في الرسم ولا توجد تحديات في طريقي”. هذه الثقة بالنفس تعكس إصرار نور على مواصلة رحلتها الفنية بطريقتها
الخاصة.
أما بالنسبة للرسائل التي ترغب في ايصالها من خلال فنها، فإنها ترى أن الرسم هو وسيلة للتعبير عن نفسها وليس لنقل رسائل إلى الآخرين. لافتة بقولها: “لا أنقل رسالة لأحد، أنا أرسم لنفسي وكيف أريد أن أصبح”، فالرسم هو طريقة لتحقيق الذات وتحويل الأحلام إلى واقع مرئي على
الورق.